الصراع في اليمن دخل إلى طريق مجهول. أ.ف.ب

«القاعدة» المنتصر الوحيد حالياً في اليمن

من الواضح أن عودة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح إلى صنعاء ستأخذ اليمن إلى شفير الحرب الاهلية. وتشكل الفوضى القائمة في جنوب الجزيرة العربية خطرا على المملكة العربية السعودية واميركا، كما انها تعتبرأخباراً طيبة لتنظيم القاعدة.

وقام صالح بتضميد جراحه في المملكة السعودية بعد نجاته من محاولة اغتيال في شهر يونيو الماضي، لكنه يعود الآن.

وعمد ابناؤه واقاربه الى السيطرة الكاملة على اجزاء من العاصمة وعلى الجيش الى حين عودته.

وتمكن امراء الحرب الآخرون من السيطرة على أجزاء اخرى من الدولة والجيش معا، كما عمد المتظاهرون السلميون الى السيطرة على اجزاء اخرى من العاصمة صنعاء. وانهار الاقتصاد، وبلغت نسبة البطالة اكثر من 40٪. ويبدو ان الجنرال المنشق عن الجيش، علي محسن الاحمر، قائد المتمردين، والابن الاكبر للرئيس صالح واسمه احمد، ويقود الحرس الجمهوري، مصممان حاليا على اثارة الحرب الاهلية على نطاق واسع وهما مسلحان بصورة جيدة.

ويقوم السعوديون بإدارة هذه الازمة منذ البداية، وهم يقودون المبادرة الخليجية التي حاولت إبعاد صالح عن الحكم، في حين عمل الاخير على خداعها اكثر من مرة. ويبدو ان دول الخليج تتردد ازاء صالح، فقد استطاع هذا الرجل في نهاية الامر حفظ الاستقرار في بلاده لسنوات عدة.

وحاولت الدبلوماسية الاميركية تقديم المساعدة للسعوديين من بعيد، من دون ان تكون مسؤولة عن اليمن. وواشنطن لديها كل الحق بألا تتحمل عبء العناية باليمن التي تعتبر من أفقر الدول العربية، التي ينفد منها كل شيء، بدءاً من النفط والمياه والأراضي الزراعية وانتهاء بالأمل. ونظرا الى التزايد السريع في تعداد السكان الذين يمكن ان يتضاعفوا ويصلوا الى 40 مليوناً بحلول عام ،2030 والمدمنين على القات ولعدم وجود فرص العمل الكافية، فان اليمن تقدم مفهوماً جديداً عن الدول الفاشلة. وتملك دول الخليج المال الذي يمكن ان يساعد هذه الدولة، والذي قدمته لها بسخاء في السابق.

ويبدو صالح وابناؤه مثل كل الحكام المستبدين، فهم لا يريدون التنازل عن السلطة. وهم يشاهدون ما يجري للمستبدين الآخرين ولأبنائهم عندما يتنازلون عن الحكم، اي النفي والسجن او الموت. ويدرك المتمردون، الجنرالات منهم والمتظاهرون، ما يمكن ان يحدث لهم ايضا اذا تمكن صالح من السيطرة، انه النفي والسجن، والموت. ويبدو ان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية، والمنشقين الآخرين مثل المتمردين الحوثيين، هم المنتصرون حتى الآن، اذ تتناقص سلطات الدولة في المعاقل التي يتحصنون فيها.

ويمكن ان يقوم اعضاء «القاعدة» في الجزيرة العربية بتنفيذ حروبهم دون اي خوف من قوات صالح الامنية. ونظراً لان «القاعدة» ارسلت رجالها لضرب ديترويت (2009)، وشيكاغو (2010)، فليس من المستغرب ان يشعر رجال مكافحة الارهاب في اميركا. وحاولت «القاعدة» قتل المسؤول عن مكافحة الارهاب الامير محمد ارعب مرات، ولذلك فإن السعودية ستشعر بالقلق أيضا.

الأكثر مشاركة