الشعار الديني سلاح الأحزاب الإسلامية لكسب فقراء مصر
«الإسلام هو الحل»، «نولي القوي الامين»، «معا على طريق النور»، هذه الشعارات الدينية وغيرها بدأت في الزحف على الشارع المصري مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 28 من نوفمبر المقبل، واضافة الى الشعارات المكتوبة، لجأت الاحزاب الاسلامية ايضا الى استخدام تكنولوجيا الهاتف المحمول، حيث يأتيك صوت محمد جبريل بالدعاء او اصوات قادة السلفية محمد حسان وابواسحاق الحويني ومحمد عبدالمقصود وغيرهم، ليحث المتصل على الولاء لأفكار الاسلام السياسي، وتبنت الاحزاب الاسلامية «الحرية والعدالة» التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والاحزاب السلفية «النور» و«الأصالة»، والبناء والتنمية التابع للجماعة الاسلامية استخدام بعض الآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية الشريفة، للالتفاف على حظر الشعارات الدينية،حيث لا يستطع احد منعهم من الاسترشاد بالقرآن الكريم، واستنادا الى ان الإسلام هو دين الدولة.
وقال القيادي بحزب النور محمد نور، ان هذه الشعارات جائزة، بحكم المادة الثانية من الدستور، التي تقول ان الاسلام هو دين الدولة وبالتالي من حقنا التمسك بتطبيق الدستور. وقال لـ«الإمارات اليوم»، ان منعنا من استخدامها هو الأمر المخالف للدستور، مشددا على أن اختيار بعض الأحاديث أو الآيات القرآنية شعارا انتخابيا، لا يسيء لأحد في الانتخابات البرلمانية. وتابع قائلا على الرغم من ذلك الايات لا تستخدم بشكل مباشر وقال ان شعارا مثل «نولي القوي الأمين»، مقتبس من الاية الكريمة (إن خير من استأجرت القوي الأمين)، وكذلك الشعار الرئيس للحزب «معا على طريق النور».
وتشكل النغمات الدينية التي وضعت ليسمعها المتصل بأي عضو من أعضاء ومؤسسي الأحزاب السلفية، اهم اساليب الدعاية المبكرة التي لا تستطيع اللجنة العليا للانتخابات مراقبتها او منعها.
وأوضح القيادي من حزب الاصالة السلفي عبدالحميد حسين «ان هناك لجنة اعلامية تقوم بدراسة بعض الآيات القرآنية والأحاديث الدينية واختيار شعارات الحزب من بينها»، مشددا على ان ذلك لا يعد متاجرة بالدين ولكنه تعبير عن اختيارات الحزب.
وكشف رئيس اللجنة العليا للانتخابات المستشار عبدالمعز ابراهيم، أن اللجنة وضعت ضوابط عدة للعملية الانتخابية، منها عدم استخدام دور العبادة والجامعات والمدارس في الدعاية الانتخابية. وقال لـ«الإمارات اليوم»، ان اللجنة منعت استخدام الشعارات الدينية رمزا أو فعلا أو رسما أو قولا وعدم استعمال مكبرات الصوت بطريقة غير لائقة، مشددا على ان هناك عقوبات تبدأ بسحب الشعار وتصل الى سحب ترخيص الحزب، كما قررت اللجنة العليا تحديد مبلغ نصف مليون جنيه للدعاية لكل مرشح سواء لنظام القائمة أو الفردي، و250 ألف جنيه في حالة الإعادة بالنظام الفردي، وأن «العليا للانتخابات» شكلت لجنة فرعية لمراقبة الدعاية الانتخابية، وفي حالة رصدها لأي مخالفة لاستخدام شعارات دينية أو مخالفات للضوابط التي وضعتها اللجنة ستتم إحالتها إلى النيابة العامة لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدها.
ومن جهة اخرى، أطلقت الجبهة الحرة للتغيير السلمي حملة «ثورتك في صوتك»، التي قسمت القوائم الانتخابية الى سوداء، التي يشارك بها فلول النظام والتي ترفع شعارات دينية ولا يجب دعمها، والقوائم البيضاء التي يتفق الكل على ضرورة دعمها والتصويت لصالح مرشحيها.
وتحذر الحملة الناخب من خطورة استغلال بعض المرشحين لسلاح المال، واللعب على العصبية والقبلية، واستغلال الشعارات الدينية في التلاعب بمشاعر الناخبين، وقال تامر عبدالله من نشطاء الحملة، اننا نركز على الريف المصري الذي يؤثر فيه الشعار الديني وهم الاميون والفقراء والذين يمكن التلاعب بهم واستغلال بساطتهم وفقرهم واستقطابهم باسم الدين، مشددا لـ«الامارات اليوم» على أن التيارات الدينية تكسب بشعاراتها في القرى والريف وتخسر في المدن، حيث ترتفع نسبة التعليم والثقافة.
واكدعبدالله، أن الأحزاب الدينية لن تتخلى عن شعاراتها في الانتخابات المقبلة، حتى في حالة تطبيق قانون منع الشعارات الدينية وشطب المرشحين الذين يرفعونها، فإن هذه الأحزاب لن تستسلم، مشيرا الى نجاح جماعة الإخوان المسلمين في فرض شعار «الإسلام هو الحل»، على النظام المخلوغ رغم تسلطه.