«الحرية والعدالة» و«النور» و«الوسط» تبدأ تنافساً مبكراً لاستقطاب أصوات الفقراء

اللحوم والسلع الغذائية تدخلان مــــزاد الانتخابات المصرية

استغلال الفقر مشهد مميز في الانتخابات الجارية. أ.ب

أخذت الدعاية الانتخابية لبرلمان 2011 شكلا مختلفا عن تلك التي سبقت ثورة 25 يناير، إذ تنافست الاحزاب السياسية المصرية على كسب اصوات الفقراء الذين تجاوزت نسبتهم الـ40٪ من الشعب المصري. وعلى عكس انتخابات ما قبل ثورة يناير تركزت دعاية المرشحين هذه المرة في الاحياء الشعبية، وتحولت من مجرد لافتات بوعود الى عجول تذبح ومنافذ للبيع وحقائب غذائية توزع.

واكدالباحث في مركز مراقب احمد ابوالفضل، ان المرشحين يتنافسون على كسب الناخبين هذه المرة بالتحرك بأشكال مختلفة، وليس مجرد تعليق اللافتات.

وقال ابوالفضل لـ«الامارات اليوم»، «ان الدعاية بدأت مبكرا من الاحزاب الاسلامية، خصوصاً حزبي الحرية والعدالة للاخوان والنور السلفي، حيث بدأ مرشحوهم في الاعلان عن توزيع الاضاحي والعيديات وصناديق الطعام في المناطق الشعبية بأحياء امبابة وشبرا وبولاق وغيرها بالعاصمة القاهرة، وفي جميع محافظات مصر»، مشيرا الى «اختيار هذه الاحزاب للمناطق الفقيرة التي تعاني البطالة وسوء المرافق وارتفاع الاسعار». وقال ان ممثلي التيارات الدينية قاموا بشراء العجول والخراف بكميات كبيرة وتم تخزينها قبل عيد الاضحى بأسبوع كامل في الشوارع الرئيسة بالمناطق الشعبية وأحيطت بلافتات عن توزيعها من قبل مرشحي تلك الاحزاب، وهو ما يعني استمرار الدعاية لهم وترديد اسماء المرشحين طوال هذه الفترة».

ويعاني المصريون ارتفاعاً شديداً في اسعار اللحوم والسلع الغذائية، حيث تجاوز سعر كيلو اللحم 70جنيه.

وشدد وائل حربي من شباب الحرية والعدالة، على ان حزبه قرر تخفيف العبء عن الشعب بتوفير اللحوم الطازجة بأسعار معقولة، وأوضح أن حزبه يعرض اللحوم بسعر45 جنيهاً للكيلو في منافذ للبيع في معظم الاحياء الفقيرة، نافيا ان يكون ذلك للدعاية والحصول على اصوات الفقراء، وتمنى لو ان كل الاحزاب انفقت اموالها في الدعاية على انقاذ الناس من الجوع والحاجة.

وقام حزب الحرية والعدالة بتجهيز مجموعات من الشباب الذين يرتدون تي شيرتات عليها شعار الحزب تقوم بالبيع في تلك المنافذ وتوزع برنامج الحزب.

وقال الناشط السياسي احمد غازي، ان المنافسة على اصوات الفقراء، تنحصر الآن بين حزب العدالة والحرية التابع للاخوان المسلمين وحزب النور السلفي بشكل اساسي، مع وجود بعض الاحزاب الاخرى على هامش المشهد. وقال غازي لـ«الامارات اليوم»، ان حزب النور يقوم ببيع السلع الغذائية من لحوم وسكر وزيت بأسعار منخفضة في منافذ بيع منتشرة في معظم انحاء مصر وحزب الحرية والعدالة يقوم بالامر ذاته، مشددا على ان ذلك يعكس الاوزان الحقيقية للاحزاب المصرية في الشارع المصري، وقال بيع اللحوم وتوزيع الاضاحي وصناديق الغذاء تشير الى ان الفوز سيكون من نصيب تلك الاحزاب التي تنفق اموال دعايتها في اطعام الفقراء وانقاذهم من الجوع.

وكشف غازي عن تنوع الحملة، حيث يقوم شباب من تلك الاحزاب بالتجمع في الاحياء الراقية في مدينة نصر والزمالك والمعادي وغيرها، امام المطاعم والمولات الشهيرة لتوزيع بوستارات الدعاية وبرامج الاحزاب والتواصل مع رواد هذه الاماكن الراقية.

وقال الباحث في الحركات الاسلامية سيد زايد، ان الاخوان المسلمين وحزبهم يستغلون خبراتهم القديمة في العمل الاجتماعي والخيري، للتحايل على الحد الاقصى في الدعاية الانتخابية، مشيرا لـ«الامارات اليوم»، الى قيامهم الى جانب حزب النور بتسيير قوافل طبية لعلاج الفقراء وتوزيع الملابس وكوبنات السلع الشعبية. وقال زايدان دعاية الاحزاب الليبرالية واليسارية تتركز على وعود بتحقيق العدالة الاجتماعية وتطهير البلاد من الفساد وهو خطاب يصلح للفئات المثقفة والنخب، مشيرا الى ان الفقراءالذين يشكلون نصف المجتمع وكان يطلق عليهم الاغلبية الصامتة في الانتخابات السابقة، يتم ادخالهم الآن العملية السياسية عبر خدمات التيارات الاسلامية، وتابع الناخبون في المناطق الشعبية رفضوا المشاركة في الماضي لثقتهم بان اصواتهم ستذهب بالتزوير للحزب الحاكم وهم الان الاغلبية التي يبحث عنها الجميع بما يطلق عليه «الرشى الحلال» .

وكان التنافس قد بدا مبكرا بين احزاب الحرية والعدالة والنور والوسط لاحتلال الساحات والميادين الكبرى في العاصمة والمحافظات لاقامة صلاة العيد، إذ سارعت تلك الاحزاب بوضع لافتاتها في تلك الميادين وتعليق اعلانات عن توزيع الحلوى للاطفال.

من جهة اخرى، يقوم ائتلاف شباب الثورة بتكثيف تحركاته وتوعية المواطنين بحقوقهم الانتخابية عبر صفحات الانترنت والمواقع الإلكترونية المختلفة خصوصاً «فيس بوك».

وبدأت حركة 6 ابريل حملة توعية موسعة بين الناخبين، لكشف فلول الحزب الوطني، وما اطلقت عليهم القائمة السوداء، واضافة الى اعتمادهم على الـ«فيس بوك». بدأت مجموعات في الرسم والكتابة على الجدران وتوزيع الملصقات التي تطالب الناخب باختيار مرشحي الثورة والدولة المدنية.

وبدأ العاملون بالقطاع السياحي حملة موسعة بجميع الفنادق المصرية، لدعوة الناخبين لاختيار التيار المدني في مواجهة التيار الاسلامي، وقال رئيس المنشآت الفندقية توفيق كمال، ان الحملة تستهدف حشد مليونين يعملون في القطاع السياحي لانتخابات التيارات الليبرالية والمدنية التي تؤمن بالعمل السياحي ضرورة قصوى للشعب المصري.

تويتر