ليبيون كانوا يرون في القذافي عدواً للإسلام
جاءت كلمة رئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل، أن الشريعة الإسلامية ستكون أساس ومصدر التشريع في ليبيا الجديدة، وأي قانون يعارضها سيتم إلغاؤه، مفاجئة تماماً للمراقبين. ولطالما كان الغربيون مصممين دائما على رؤية الثورة المعارضة للقذافي في ليبيا باعتبارها «حركة ديمقراطية»، وتم تشجيع الثوار على الديمقراطية من قبل البيانات المكتوبة التي كان يبثها المجلس الانتقالي باللغة الانجليزية، التي ربما قام بكتابتها بعض المساعدين او من قبل مستشارين غربيين او شركات علاقات عامة، ولكن منذ اللحظة التي اندلعت فيها الثورة الليبية، كانت هناك ادلة جلية على أن المعارضين للقذافي لم يفعلوا ذلك، لأنه لم يكن ديمقراطيا وإنما معاديا للإسلام.
ويطلق على الثورة المناهضة للقذافي احياناً ثورة 17 فبراير تكريماً للذين احتجوا في شوارع بنغازي هذه المدينة التي ينسب اليها فضل اشعال الثورة. وتم اختيار هذا التاريخ لبدء الثورة لإحياء ذكرى احتجاجات سابقة وقعت في بنغازي قبل خمس سنوات من الثورة، اثر ظهور الصور المسيئة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم ) في صحف غربية.
وكانت احداث عام 2011 الاحتجاجية بدعم جماعة مقيمة في لندن يطلق عليها اسم المؤتمر القومي للمعارضة الليبية. وفي 15 فبراير اي قبل يومين من اندلاع الثورة نشر موقع الجماعة مقالة باللغة العربية بعنوان «القذافي: العدو الاول للإسلام»، وترقى هذه المقالة الى إدانة للقذافي بسبب قائمة طويلة من الجرائم ضد المسلمين. وتنتهي المقالة بالسؤال التالي: «هل سمعتم بأي دكتاتور آخر ارتكب بحق الاسلام والمسلمين ما ارتكبه المجرم القذافي؟»، وتتضمن قائمة الاتهامات ضد القذافي: منع النساء من ارتداء الحجاب الاسلامي التقليدي، واقتراحه بأنه ينبغي السماح لليهود والمسيحيين بزيارة مدينة مكة، وربما اعظمها واشدها هو رفضه للسنة.
ومن غير المقبول ان يكون قائد عربي رافضاً لهذه السنة، اذ ان ذلك يعتبر محض هرطقة. وبناء عليه فإن الإطاحة بالقذافي كانت هدفاً للجماعات الاسلامية الميليشية بما فيها القاعدة وجماعة القاعدة في ليبيا التي تعرف باسم جماعة القتال الاسلامي الليبي. وبات من المعروف الآن ان رجال هذه الجماعة لعبوا دوراً اساسياً في التمرد ضد القذافي.
وقادة هذه الجماعة متعددون، ولكن من ضمنهم رئيس المجلس العسكري في طرابلس عبدالحكيم بلحاج. وفي عام ،2007 وفي رسالة مسجلة اعلن قائد تنظيم القاعدة الحالي ايمن الظواهري عن انضمام جماعة القتال الاسلامي في ليبيا الى شبكة القاعدة.
وانضم اليه احد قادة القاعدة في افغانستان ابوليث الليبي الذي اوضح ان راية الجهاد ظلت خفاقة ضد نظام القذافي المرتد. وكانت الحماسة ذاتها والحوافز ايضاً واضحة في الخطوط الامامية في الحرب الليبية. وفي بداية اكتوبر نشرت صحيفة الشروق الجزائرية تقريراً عن حصار سرت، التـي كـانـت المعـركة الفاصـلة في هذه الحــرب.
وكشف التقرير عن احدى كتائب الثوار كان يقودها الجهادي المخضرم المعروف باسم بلال الافغاني. وقال هذا الرجل في معرض شرحه لأسباب مشاركته في الحرب على القذافي «انا ليبي، وأنا اعمل مع اخوتي في الجهاد ضد القذافي الذي أهان الله ورسوله وأنكر سنة نبيه».
وثمة المزيد من الادلة على أن الثورة الليبية نابعة من معين اسلامي وهي متوافرة على موقع ناطق باللغة الالمانية لمنظمة مقرها في مصراتة ومؤيدة للثوار واسمها «وفاق ليبيا»، وتتضمن افلام الفيديو الموجودة على الموقع فيلماً للقذافي وهو ينزع غطاء وجه امرأة ليبية وفيلماً أخر لاحد سكان طرابلس وهو ينتقد بقوة القذافي، لأنه يقارن نفسه بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وكان الرجل يصرخ ضد القذافي، قائلاً «ايها الكلـب. ايها اليهودي».
وربما ان ما هو اكثر اهمية هو الفيلم القصير الذي يصور مجموعة من الثوار وهم يحملون اسلحتهم بأيديهم وينشدون نشيدا يتعهدون به «اعادة الاسلام الى نقائه في طرابلس».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news