سوريون هربوا من بلادهم تحاشياً من جحيم الأسد. إي.بي.إيه

لاجئون سوريون في تركيا يربطـون عودتهم بـإطاحة نظام الأسد

تقول السلطات في أنقرة، إن مخيمات اللاجئين الموجودة على الحدود بين تركيا وسورية مؤقتة وسيعود النازحون إلى قراهم فور انتهاء الأزمة في سورية وتحسن الوضع الأمني في بلادهم، إلا أن مخيم «بوينيوغن» يبدو أنه قد جهز لفترة طويلة إذ تم رصف الطرقات التي أعدت بطريقة لا توحي بأنها ستزال بعد وقت وجيز، ويمكن للزائر أن يرى سكان المخيم يلعبون في ملاعب رياضية كبيرة، في الوقت الذي زود المخيم بإنارة كهربائية، وهواتف عمومية مجانية، فضلاً عن ذلك يوجد مستشفى ميداني مجهز بأحدث المعدات الطبية وخيمة لتلاميذ الروضة تم تزويدها بأجهزة الكمبيوتر.

نزح نحو 19 ألف شخص من سورية منذ بداية حملة القمع الوحشية ضد الاحتجاجات المناهضة لنظام بشار الأسد، في يونيو الماضي، وعبروا الحدود إلى البلدان المجاورة. ويعيش حاليا أكثر من 7600 لاجئ في مخيمات تدعمها الحكومة التركية، ورغم الإدانة الدولية للنظام السوري يبدو أن اللاجئين على قناعة بأن إقامتهم في المخيمات سوف تستمر فترة طويلة.

ويقول نازح يُدعى محمد حاجي حسن، 62 عاماً، «لو كان هناك أمن لعدنا إلى ديارنا». ويضيف محمد الذي كان شاهدا على مجزرة جسر الشغور في يونيو «لن أستطيع العودة إلى بيتي حتى يموت بشار، في سورية لا يوجد لدينا حكومة، لدينا عصابة». مضيفاً «لو كانت حكومة بحق لما أقدمت على قتل شعبها».

وتقول السلطات التركية إنها أنفقت نحو 15 مليون دولار، خلال الأشهر الستة الأخيرة، لإقامة ستة مخيمات وصيانتها (خمسة مخيمات للنازحين المدنيين ومخيم للعسكريين المنشقين). وتصف أنقرة النازحين بأنهم «ضيوف» وسيعودون إلى بلادهم بعد انتهاء الأزمة. ويذكر أن العلاقات بين أنقرة ودمشق تدهورت إلى أدنى مستوياتها، إذ تدعم الأولى قادة المعارضة الذين يتخذون من تركيا مقراً لهم. وجاء معظم اللاجئين في مخيم «بوينيوغن» من جسر الشغور، ورغم المآسي التي مروا بها، إلا أنهم وجدوا الأمان والاستقرار على الطرف الآخر من الحدود.

وفي ذلك يقول النازح محمد حجازي، الذي جاء إلى المخيم مع 26 من أفراد عائلته «هنا في المخيم يمكنني أن أغلق سحاب خيمتي وأنام وأنا مطمئن»، مضيفاً «في سورية، حتى ولو أقفلت الباب بعده بابا احتياطيا ثم بابا من حديد، فإن قوات الأمن سوف تحطمها وتعتقلك».

لا أحد يعلم متى وكيف سيعود النازحون إلى بلدهم، إلا أن كثيرين منهم يدركون أن العودة قد تستغرق وقتاً طويلاً. ويسرد حجازي «نحب بلدنا ونحن خائفون جدا عليها»، ويضيف العضو في مجلس المخيم الذي يضم 1450 لاجئاً «نريد حقوقنا وحسب.. نريد الحرية والديمقراطية مثل مصر وليبيا. لن نعود (إلى سورية) حتى نحصل عليها ولا أعلم متى سيكون ذلك».

وقام معارضون وجنود منشقون بشن هجمات ضد القوات النظامية، وردت هذه الأخيرة بطريقة همجية خصوصاً في مدينة حمص الواقعة وسط البلاد. وفي حين يعترف عدد محدود من النازحين بمشاركتهم في الاحتجاجات، يخشى الكثيرون في المخيم من أن لجوءهم إلى تركيا قد يفهم من طرف النظام بأنه تصرف عدائي. ويتوقع نازحون أن بلادهم ستشهد المزيد من القتال ولا يتخيل المقيمون في المخيم فكرة العودة قبل سقوط نظام الأسد، الأمر الذي قد لا يحدث على المدى المنظور. وتشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن نحو 24 ألف سوري نزحوا إلى تركيا ولبنان المجاورتين.

في سياق متصل، أكد مسؤول سوري وشهود عيان أن السلطات السورية بدأت في زرع الألغام على الحدود مع لبنان لمنع تدفق السلاح إلى المعارضة.

ويخشى النازحون العودة إلى ديارهم لأن كل واحد منهم يعرف، على ما يبدو، شخصا على الأقل عاد إلى سورية وتم اعتقاله أو أطلق الجنود عليه الرصاص بمجرد عبور الحدود. وفي هذا الصدد يروي النازح من قرية خربة الجوز الحدودية، وليد، 60 عاماً، «أنه رأى القناصة وهم يقتلون شاباً يدعى علاء سوفان، بعد أن عبر الحدود بنحو 100 متر، وهو في طريقه إلى مدينته اللاذقية». ويؤكد أهالي القرى الحدودية هذه الرواية ويقولون «إنهم رأوا قناصة الجيش السوري يترصدون الأشخاص الذين يعبرون الحدود». ويضيف وليد الذي كان معتقلاً سياسياً في سجون النظام، «شاهدت الجنود فوق سقف بيت بواسطة المنظار، وأنا على الجانب التركي،»، مضيفاً «لم أصدق ما رأيت. لا أستطيع العودة إلى بيتي ما دام الجنود هناك».

الأكثر مشاركة