عالم أزهري: الأمر بالمعروف يرجع للدولة لا للأفراد
اقتحام حفل هشام عباس في مصريثير مخاوف من « السلفيين »
بعيداً عن أجواء الانتخابات البرلمانية في مصر ومعركة الوثيقة الدستورية المشتعلة الآن بين الليبراليين والإسلاميين، شهدت البلاد معركة من نوع خاص، حيث انتقلت حروب تحريم الغناء من الصحف والفضائيات الى الواقع في الجامعات وبين الطلاب، فقد قام الداعية حازم شومان، الثلاثاء الماضي باقتحام حفل طلابي غنائي للمطرب هشام عباس، بأكاديمية النيل بمدينة المنصورة شمال القاهرة، وأعلن من فوق خشبة المسرح ان الغناء حرام، وأنه جاء لإنقاذ الشباب من الوقوع في المعاصي بالموعظة والكلمة الحسنة، وبينما تعالت أصوات تهاجم شومان، احاط به مناصروه، ما أحدث حالة من الفوضى والارتباك.
ونفى شومان على صفحته في «فيس بوك»، ان يسمي ما فعله اقتحاماً للحفل، وقال إنه لم يقتحم الحفل، بدبابة او قنبلة ولكنه، فعل كما كان رسول الله يدعو الناس بالأسواق، عندما شاهد 10 عربات من الامن أمام الاكاديمية وأراد استطلاع الامر، وعلم بالحفل، دخل ليدعو الشباب، بطريقة سليمة.
وقال ان القصة كلها تتمثل فى دخوله الجامعة والدخول فى مناقشات مع الشباب لإقناعهم بأن الغناء حرام شرعا، بحسب ما جاء فى القرآن الكريم والسنة النبوية، وبتحريم حضور الحفلات التى تتضمن رقصاً وأغاني. وأضاف شومان، أن الحفلة انتهت بخروج الشباب من الجامعة، حتى إن شاباً قال «لو شومان خرج من الجامعة كلنا هنخرج». مشيراً إلى أنه يرغب في أن يقابل هشام عباس ليذكره بالله.
وأضاف شومان أنه يستند الى قوله تعالى «ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله».
والسلفيون الذين عارضوا الثورة المصرية في البداية شكلوا عدداً من الأحزاب السياسية مثل «حزب النور»، و«حزب الاصالة»، و«حزب الفضيلة» من أجل الوصول للحكم وتطبيق الشريعة، من منظورهم، الذي لا يعترف بالفن باعتباره خلاعة وبعداً عن الدين.
وكشف الطالب بأكاديمية المنصورة وائل السمري، عن دخول شومان الحفل بتذكرة دخول، مشدداً لـ«الإمارات اليوم»، على ان «ما تم كان مرتباً وليس بالمصادفة، وان الطلاب الذين تحدث اليهم شومان قبل صعوده المسرح كانوا يحضرون الحفل لاستقباله والدفاع عنه».
وقال ان موظفين من الأمن تواطؤا أيضاً مع شومان وأدخلوه الحفل بعد اغلاق الابواب، مشيراً الى ان الامن يتعامل بكل قسوة مع اي طالب يحاول دخول الحفل بالقوة ولكنهم اصطحبوا الشيخ للمسرح. وأضاف السمري «الطلاب استقبلوا حديث شومان بالهتاف ضد الوصاية على الشباب، وان كلمته على المسرح لم تتجاوز خمس دقائق لأنه لم يستطع استكمالها». وقال «الحفل استكمل تماماً بغناء المطرب هشام عباس، وان كان خالياً من فرقة الرقص التي تركت المسرح مع صعود شومان إليه».
ويقول الباحث في الحركات الاسلامية محمد سعد، لـ«الإمارات اليوم»، ان مشروع بعض الجماعات السلفية يقوم على تحريم الفن والغناء والسياحة وتشكيل هيئة تحدد للناس الحرام والحلال، من الملبس والمأكل والحب والكره. وأضاف سعد أن منهجهم قائم على إقصاء الجميع بمن فيهم الإسلاميون الآخرون وفي مقدمتهم جماعة «الإخوان المسلمين»، مشيراً الى «أنهم يكتسبون مساحات واسعة في ريف مصر ومناطقه العشوائية». ويكشف فيديو الحملة الانتخابية لحزب النور عن تجاهله للأقباط والمرأة.
واعتبر الدكتور حسين القاضي بالازهر الشريف ان «أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ترجع للدولة وليس للافراد، لأن التطبيق بهذا الشكل يفتح الطريق للفوضى ويضعف مؤسسات الدولة»، وأضاف أن الوطن يحتاج لعلاج الفقر والبطالة والعنوسة وتدهور التعليم والصحة والاخذ باللين والابتعاد عن التشدد. وراهن القاضي على وعي المصريين في الانتخابات المقبلة، خصوصاً أنهم اكثر الشعوب الاسلامية ايماناً بالوسطية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news