من بينهم مناضلون قاوموا الاحتلال ودخلوا السجون

السامريون.. فلسطينيون يعتبرون توراتهم دين بني إسرائيل

أبناء الطائفة السامرية أثناء احتفال ديني. أرشيفية

في ظل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، والمتصاعد في كل يوم، تقف الطائفة السامرية بين نارين، فهي فلسطينية الأصل وتسكن على قمة جبل جرزيم جنوب مدينة نابلس، وفي المقابل تتبع الديانة السامرية وتعتبرها دين بني إسرائيل الحقيقي.

ويبلغ عدد أفراد الطائفة نحو 750 نسمة، يسكن نصفهم على قمة جبل جرزيم وهم الذين يحملون بطاقات فلسطينية، بينما يعيش النصف الآخر في مدينة حولون قرب تل أبيب، ويحملون بطاقات إسرائيلية فقط، وجميعهم يعيشون في منطقة واحدة، حيث إن الكثير من الأمور الحياتية تتطلب أن يكونوا قريبين من بعضهم البعض، كالصلوات والأعياد وغيرها.

وكما أن أبناء هذه الطائفة ينقسمون الى جزأين في منطقة السكن، فإن نصفهم الذي يعيش في نابلس يدعم قضية الشعب الفلسطيني، ويتضامن معهم في كل المواقف، بل يؤيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في توجهه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهذا ما تؤكده بدوية حسني الكاهن (30 عاماً) أحد أبناء هذه الطائفة، من سكان جبل جرزيم خلال حوار خاص لـ«الإمارات اليوم».

وتقول الكاهن التي تعمل صحافية في وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) «أنا أعتبر نفسي جزءا من الشعب الفلسطيني، أعيش همومه ومآسيه وطموحاته، بل أكتب عنها في كتاباتي الصحافية، فالطائفة السامرية تقدم تأييدها الكامل للفلسطينيين، فخلال توجه عباس لطلب الانضمام إلى الولايات المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، شاركت الطائفة بمدينة نابلس في مهرجان تأييدي لهذه الخطوة شارك فيه كل أفراد الطائفة وعدد من الفلسطينيين المسلمين والمسيحيين». وتضيف «نحن نتضامن مع الشعب الفلسطيني، ونتعاطف معه، ونستنكر دائماً ما تقوم به قوات الاحتلال من ممارسات واهانات بحقه، ونسعى دائماً للسلام بين الطرفين، حيث إننا لا يمكن أن نعيش وسط أجواء من الحرب والخوف، ونطالب دائماً بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف».

وتوضح الكاهن أن أبناء الطائفة السامرية يعيشون وسط أبناء الشعب الفلسطيني في نابلس، ويتلقون تعليمهم في المدارس الحكومية الفلسطينية، بل يدرسون المرحلة الجامعية في جامعة النجاح الوطنية، كما أن العشرات من أبناء الطائفة يعملون في الوظائف الحكومية، وبالتجارة، ولهم محالهم التجارية داخل المدينة، وهناك زيارات وتواصل دائم ومشاركة بالأفراح والأتراح.

وفي ما يتعلق بازدواجية الهوية لهذه الطائفة، تقول «نحن كنا نحمل الهوية الفلسطينية فقط، ورفضنا التخلي عن هويتنا الفلسطينية مقابل الحصول على الهوية الإسرائيلية التي منحت لنا بغرض التواصل الدائم مع نصفنا الآخر في مدينة حولون».

وتؤكد الكاهن أن جبل جرزيم هو المكان الأقدس للطائفة السامرية، ولن تتركه أبداً، ولا حتى بمجرد التفكير في ذلك.

وتشير الفلسطينية السامرية إلى أن «أبناء الطائفة في حولون يحملون الهوية الإسرائيلية فقط لأنهم يعيشون داخل الأراضي الإسرائيلية، وتضيف «لكن عندما يأتون لزيارتنا في نابلس يعيشون معنا ولديهم علاقاتهم مع الفلسطينيين في نابلس، ولا نفرقهم عن أبناء الشعب الفلسطيني».

نظرة المجتمع

وحول نظرة أبناء الشعب الفلسطيني للطائفة السامرية، تقول الكاهن «من المحيطين حولي من أصدقاء وزملاء عمل، لم أجد أي تمييز كوني سامرية، إلا إلى الأفضل، ولدي صديقات كثيرات وبيننا تواصل دائم وزيارات ومشاركة بالمناسبات المختلفة، حيث يمكن أن أعتبر ذلك جواز سفر لدخولي إلى الكثير من الأماكن ومقابلة عدد من الشخصيات، لاسيما أنني أعمل صحافية».

معاً في الأسر

ديانة الطائفة السامرية لم تشفع لهم أمام الاحتلال بأن يفرق بينهم وبين أبناء الشعب الفلسطيني خلال ممارساته ضدهم، فالاحتلال يعتقل في سجونه أسرى من هذه الطائفة ليقبعوا خلف القضبان إلى جنب أبناء وطنهم فلسطين. وتقول الفلسطينية السامرية «يقبع داخل السجون الإسرائيلية الأسير نادر صدقة من أفراد الطائفة السامرية، وهو عضو بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، ومحكوم عليه بخمسة أحكام مؤبدة، كما كان هناك شاب آخر (كريم اسحق) قضى في السجن ثماني سنوات وأفرج عنه قبل أشهر عدة».

السامريون

وفي ما يتعلق بالفرق بين ديانة الطائفة السامرية والديانة اليهودية، تقول بدوية الكاهن «إن الطائفة اليهودية من سبطي يهودا وينيامين ابني سيدنا يعقوب عليه السلام، ويقدسون القدس، أما السامريون فهم من سبطي لاوي ويوسف، ويقدسون جبل جرزيم، ويتبعون الدين الإسرائيلي، ويؤمنون بالأسفار الخمسة التي أنزلت على سيدنا موسى، وهي التكوين والخروج واللاويين والعدد والتثنية، التي تعد أساس التوراة وشريعة العهد القديم». وتضيف «يوجد لدينا في الكنيس المقام على جبل جرزيم النسخة الأصلية للتوراة التي يعود عمرها إلى قبل 3600 عام، ومكتوبة على جلد غزال، وهي تعد أقدم نسخة خطية».

تويتر