« حماس » أكبر المستفيدين من الانتخابات المصرية
رأى مسؤولون في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومحللون، أن الانتخابات التي ستجرى في مصر لأول مرة بعد سقوط الرئيس السابق حسني مبارك ستصب في مصلحة «حماس» سواء فاز «الاخوان المسلمون» بها أم لا. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الازهرمخيمر أبوسعدة «سينعكس هذا بشكل ايجابي على (حماس)». ويضيف «الخلاصة أن (حماس) هي فرع من حركة الاخوان المسلمين، وتدرب معظم قادتها في مصر».
ويعتقد أبوسعدة أنه في حال فوز الاخوان بالسلطة سيتسع الدعم المصري لغزة وللفلسطينيين، وسيكون على رأس اولوياتهم اتخاذ تدابير لتسهيل مرور الفلسطينيين من قطاع غزة الى مصر.
ويتفق أستاذ العلوم السياسية من جامعة الازهر ناجي شراب أيضاً مع طرح ابوسعدة، إذ يرى أن «(حماس) ستكسب كثيرا من علاقتها مع حكومة الاخوان المسلمين». وقال شراب لوكالة «فرانس برس»: «ستدشن علاقة مختلفة جدا مع مصر»، موضحاً انه «ربما ستعترف الحكومة المصرية بحماس وترفع القيود المفروضة على معبر رفح الحدودي، وربما سيُعترف بإسماعيل هنية (رئيس حكومة حماس) شريكاً».
من جهته، يوافق المتحدث باسم حركة حماس طاهر النونو على أن فوز الاخوان المسلمين سيكون إيجابياً للحركة التي تسيطر على قطاع غزة.
ويقول النونو «لدينا الاخلاقيات نفسها الموجودة لدى الاخوان المسلمين والمبادئ هي نفسها».
إلا ان النونو أكد ان حركة حماس لن «تتدخل» في الانتخابات المصرية، وقامت «بتوسيع علاقاتها» مع العديد من الأحزاب السياسية المصرية.
ويضيف «نريد الدعم من كل الاحزاب المصرية، لأن كل واحد منها مؤثر (...) لا نريد فقط دعماً من الاخوان المسلمين».
ويفيد النونو بأنه التقى مسؤولين من سبعة أحزاب مصرية رئيسة، ونقل لهم رسائل من قادة «حماس».
ويتابع «كانت الاولى أننا نحترمكم وسنحترم رغبة الشعب المصري، ثانياً نريد ان يكون لنا علاقات جيدة معكم الآن وفي المستقبل سواء أفزتم بالانتخابات أم لا». الا ان شراب يرى أن العلاقات بين حماس والاخوان ستسيطر على علاقاتها مع الاحزاب الأخرى، مشيراً الى ان «حماس لا تستطيع ان تمتلك علاقات خاصة مع قوى مصرية أخرى دون الاخوان، بل ستكون من خلال الإخوان».
من جهته، يعتقد استاذ العلوم السياسية في الجامعة الاسلامية وليد المدلل أن «حماس» ستقف في مصلحة من سيفوز في الانتخابات.
وقال المدلل «ان كان حكام مصر يمثلون الشعب فإنهم سيدعمون القضية الفلسطينية (...) و(حماس) لم تقحم نفسها في اي نشاط متعلق بالوضع الداخلي في مصر، لهذا لديها بالفعل سجل نظيف».
ويشير النونو الى ان علاقات حماس أصبحت اقوى مع مصر بعد الثورة، حيث لم يكن نظام مبارك يثق كثيراً بالحركة بسبب علاقاتها مع «الاخوان المسلمين».
واعتبر المدلل ان حركة حماس «جادة»، في المصالحة، بينما رأى شراب أن المجلس العسكري الذي يحكم مصر حاليا يدعم اتفاق المصالحة بشدة.
ويشير المدلل الى ان «الجيش المصري يريد التعامل مع الفلسطينيين من خلال حكومة واحدة، لذا أعتقد ان الجيش سيبذل كل جهوده في سبيل إنهاء الانقسام».
وأثارت علاقات «حماس» المتقاربة مع مصر التكهنات حول ما اذا كانت تسعى الى نقل مكاتبها من دمشق الى القاهرة بسبب الاوضاع في سورية، إلا ان النونو يصر على انه لم يتم مناقشة أي شيء من هذا القبيل، وان حركة حماس مازالت مصرة على الحياد في سورية، مشيراً الى أن «البعض من خارج حماس يقولون ان حماس يجب ان تنتقل، وحماس تريد ان تنتقل وهذا ليس الواقع».
ويتابع «إن واصلنا سياستنا بعدم التدخل في النزاع في سورية الجميع سيحترمنا (...)، لسنا مع النظام ضد الشعب ولسنا مع الشعب ضد النظام».
ويثير صعود «الإخوان المسلمين» المخاوف في اسرائيل من أن تقوم حركة حماس بإنهاء الهدنة غير المعلنة مع اسرائيل.
الا ان أبوسعدة أشار الى انه من المستبعد ان يتم ذلك، إذ ان الهدف المشترك بين «حماس» و«الاخوان» هو خلق مجتمع اسلامي بدلاً من شن حرب على إسرائيل.
وأضاف«لا أعتقد ان (الاخوان) أو (حماس) تهتم بمواجهة جديدة مع إسرائيل».