17.5 مليون يدلون بأصواتهم في المرحلة الأولى

مصر تنتخب رغم الانقـــسامات والقلاقل والعنف

التظاهرات والانقسام هدّدا الانتخابات المصرية بالإلغاء. إي.بي.إيه

وسط مخاوف من انتشار العنف والفوضى في مصر، تجرى اليوم أول انتخابات برلمانية بعد ثورة 25 يناير، وفيما يضج ميدان التحرير بآلاف المعتصمين الذين يطالبون بإقالة المجلس العسكري الحاكم وتسليم السلطة لإدارة مدنية، تقام الانتخابات في مرحلتها الاولى في تسع محافظات هي: القاهرة والإسكندرية وبورسعيد ودمياط وكفر الشيخ والفيوم وأسيوط والأقصر والبحر الأحمر.

ويبلغ عدد الناخبين في هذه المرحلة 17.5 مليون ناخب، يدلون بأصواتهم في 3307 مراكز انتخابية، كما بلغ عدد المصريين المقيمين بالخارج الذين قاموا بالتسجيل للانتخاب 355.5 ألف ناخب يقيمون في 163 دولة.

وحذر المتحدث باسم حركة 6 أبريل طارق الخولي من سقوط قتلى في الانتخابات البرلمانية، وقال الخولي لـ«الإمارات اليوم»، إن غياب اجهزة الامن وفشلها في تأمين البلاد من البلطجية واللصوص في الفترة السابقة، يؤكد أنه لن تتوافر الحماية الأمنية لإجراء الانتخابات، محملاً المجلس العسكري المسؤولية عن ضحايا انتخابات بلا أمن.

من جهته، أكد رئيس نادي القضاة المستشار أحمد الزند، لـ«الإمارات اليوم»، أن جميع قضاة مصر سيشاركون في الانتخابات وان هناك 50 قاضياً اعتذروا لظروف صحية، مشدداً على أن العلاقة بين القضاة والشعب لا يشوبها ما يخيف القضاة. وقال اننا قررنا تحمل مخاطر الانفلات الامني، لأن البديل هو الفوضى وتخريب البلاد، مشيراً الى ان نجاح الثورة الحقيقي يبدأ بانتخابات حرة وديمقراطية، باعتبارها أولى الخطوات لبناء مؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية. وشددالزند على ان هذه الانتخابات ستكون الأنزه في تاريخ مصر، لأن الشعب هو من يحميها ويشرف عليها قضاؤه، لافتاً الى توافر جميع الضمانات التي تمنع التزوير من خلال إشراف قضائي كامل ووجود مندوبي المرشحين في اللجان ووكلائهم في اللجان العامة. وقال الزند ان التصويت بالرقم القومي أنهى تماماً مشكلات التصويت للموتى او الغائبين او تسويد البطاقات الانتخابية، مشيراً الى أن وزارة الداخلية لن يكون لها أي دور سوى تأمين العملية الانتخابية من الخارج وبالنهار فقط، وستقوم الشرطة العسكرية بتأمين الصناديق ليلاً.

على صعيد متصل، راجت أنباء عن تأييد الكنيسة لقوائم انتخابية لمصلحة «الكتلة المصرية»، على لسان مرشحين من الكتلة هما عضو المجلس القومي لحقوق الانسان حافظ أبوسعدة، والناشطة جميلة إسماعيل، وقالا انه تم استبعادهما من هذه القوائم، لكن الناطق الإعلامي باسم الكنيسة ووكيل الكاتدرائية الكبرى بالعباسية سرجيوس سرجيوس كذب هذه الأنباء، وقال «اننا ندعو لاختيار الأصلح بغض النظر عن الديانة». وتخوف عضو البرلمان المصري السابق جمال أسعد، من الأجواء الاستقطابية، وقال «إن تجربة استفتاء مارس الماضي، في الاستقطاب الطائفي، أجهضت تحرك القوى الوطنية لصياغة دستور وطني قبل الانتخابات».

ونفى رئيس المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس ثروت باسيليي، توجه الكنيسة لتزكية أفراد او أحزاب، وقال «بعض الأقباط قاموا بعمل قوائم للمرشحين الذين ينوون التصويت لهم بالانتخابات، وتوزيعها في الكنائس بشكل شخصي،». وكان البابا شنودة الثالث قد قال قبل مغادرة مصر الاسبوع الماضي في رحلة علاجية، بشأن الانتخابات موجهاً حديثه للأقباط «أعطوا أصواتكم لمن يهتم بكم، وفي ذهني كثير من الإخوة المسلمين».

من جهتهم، بدأ العاملون في النشاط السياحي تحركاً مكثفاً للتأثير في الناخبين، عبر حملة «السياحة هي الحل». وقال عضو الغرفة جودة عبدالرازق، إننا نساند من يتصدى للدعاوى التي تطلقها التيارات المتشددة، والتي تدعو للقضاء على النشاط السياحي في مصر باعتباره حراماً ومخالفاً للشريعة الإسلامية. وقال جودة لـ«الإمارات اليوم»، إن هناك ثمانية ملايين صوت يعمل أصحابها في النشاط السياحي ستذهب لأنصار الدولة المدنية. مشيراً الى أن حملة «السياحة هي الحل» نجحت في مخاطبة المصريين في جميع انحاء البلاد، خصوصاً المناطق السياحية في الاقصر وأسوان والغردقة وكفر الشيخ والاسكندرية والقاهرة. وأوضح تقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء، أن هناك 3809 مرشحين بالنظام الفردي ونظام القوائم لانتخابات مجلس الشعب يتنافسون على 168 مقعدًا بمحافظات المرحلة الأولى، منهم 2357 مرشحاً وفقاً للنظام الفردي يتنافسون على 65 مقعداً، بالإضافة إلى 1452 مرشحاً وفقاً لنظام القائمة الحزبية يتنافسون على 112 مقعداً. وأشار تقرير مجلس الوزراء إلى أن 36 حزبًا وائتلافًا تقدمت بـ199 قائمة حزبية تضم 1452 مرشحاً في انتخابات المرحلة الأولى، بالإضافة إلى 108 مرشحين من الأحزاب على المقاعد الفردية، حيث يمثل مرشحو سبعة أحزاب وائتلافات أكثر من 50٪ من مرشحي الأحزاب بالمرحلة الأولى، وهي حزب العدالة والحرية 135 مرشحاً، يليه حزب الوسط 112 مرشحاً، وحزب النور 108 مرشحين، وتحالف الكتلة المصرية 104 مرشحين، وائتلاف الثورة مستمرة 88 مرشحاً. وأكد التقرير أن حزب الحرية والعدالة «الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين»، هو أكثر الأحزاب السياسية من حيث عدد المرشحين، وفقاً للنظام الفردي ونظام القائمة في انتخابات المرحلة الأولى بواقع 112 مرشحاً بنظام القائمة، و23 مرشحاً بنظام الفردي.

تويتر