شائعات بتصويت سوزان في «لجنة مبارك» تلفت الأضواء للموقع التاريخي
في حي مصر الجديدة شرق القاهرة، كان للرئيس المصري السابق حسني مبارك فيلته الخاصة وقصر الرئاسة، وكذلك مكتب اقتراع معد له، لكنه فتح اليوم أمام أبناء الحي الذين توافدوا عليه بكثافة للمرة الأولى منذ عقود للمشاركة في أول انتخابات تشريعية بعد سقوطه، وسط شائعات أكدت أن زوجته صوتت أول من أمس في اللجنة.
ويقف أربعة جنود أمام هذه اللجنة في مدرسة مصر الجديدة للبنات التي كان الرئيس السابق يضع فيها استمارته الانتخابية خلال سنوات حكمه الـ30 وسط دعاية اعلامية ضخمة وان كانت لم تخدع احدا.
ويقول مصطفى احمد، الموظف في وزارة الاعلام، إن «هذا المكتب كان مخصصاً لمبارك وعصابته»، موضحاً ان «حركة المرور كانت تتوقف في الشوارع المحيطة ويفرش له البساط الاحمر في مشهد استعراضي». ويؤكد مصطفى البالغ من العمر 58 عاماً، وقد بدا عليه التأثر أنه ينتخب للمرة الاولى في حياته.
ويضيف «في السابق ومثل 90٪ من اهالي مصر الجديدة لم أشارك ابدا في اي عملية انتخابية، لأن النتائج كانت معروفة سلفاً».
وتشهد هذه الانتخابات البرلمانية الأولى في مرحلة ما بعد مبارك والتي بدأت أول من أمس، وتمتد نحو اربعة اشهر، إقبالاً غير مسبوق من الناخبين الذين اصطفوا في طوابير طويلة امام مكاتب الاقتراع للادلاء بأصواتهم في حدث لم يعهده الشارع المصري من قبل.
ويقول مدحت وهو مهندس في الـ49 «كنت عندما أراه على شاشة التلفزيون اقوم سريعا بتغيير القناة. كانت مهزلة حقيقية».
وبعد سقوط مبارك على إثر انتفاضة شعبية عارمة في يناير وفبراير الماضيين وبدء محاكمته في اغسطس الماضي، يبدو هذا التصويت ممزوجاً بنوع من التشفي.
ويقول محمد (23 عاماً) الموظف في مصرف، ان «مبارك كان يقول ان المصريين غير مستعدين للديمقراطية وها هو الدليل على عكس مقولته»، في اشارة الى الاقبال الكبير على المشاركة في الاقتراع.
من جانبه، يقول المهندس ياسر عبدالوهاب الذي ينتخب ايضاً للمرة الاولى في حياته، «كل ذلك أصبح من الماضي. اليوم على الاقل هناك نوع من الترقب وان كانت التوقعات تشير الى فوز الاخوان المسلمين».
ويضيف بحمـاسة «لن يكون هناك رئيس منتخب بنسبة 99.99٪ اصبحنا في زمن التعددية». ورغم عدم وجود شيء في هذه المدرسة يذكر بالنظام السابق فإن أحداث الماضي مازالت تطارد اذهان المصريين، وأمس سرت شائعة قوية على «فيس بوك» تقول ان سوزان مبارك أدلت بصوتها في مدرسة مصر الجديدة.
وفي الايام الاخيرة لم ترد في الإعلام اي اشارة الى مبارك الموجود قيد الحبس في مستشفى بضواحي القاهرة بانتظار استئناف محاكمته في نهاية ديسمبر المقبل. ويرى البعض في هذه اللجنة تجسيداً للعار والمهانة.
وتقول خديجة، وهي رسامة غرافيك في الـ23 «هذا المكان يثير الخزي، من المحزن ان اقترع في المكان نفسه الذي كان يقترع فيه».
وقد أصبحت المدرسة مرتبطة في الاذهان بالرئيس السابق، إلى حد ان خديجة تتمنى بشدة تغيير اسمها. وتقول «لم نكن حتى ندري أن هناك انتخابات إلا عندما نقرأ عنها في الصحف او نشاهد الصور في التلفزيون».
وبالقرب من هذه المدرسة التي كان مبارك يقترع فيها مبنى غطيت واجهته بالعلم الليبي، في دلالة رمزية تذكر بما حدث في هذين البلدين اللذين أسقط «الربيع العربي» زعيميهما.