مليونية نسائية في مصرغداً لإدانة تجاوزات العسكر

تضامن شعبي واسع مع الفتاة المسحولة في ميدان التحرير

مسيرات نسائية تطالب بمحاكمة الجندي الذي اعتدى على الفتاة. إي.بي.أيه

وسط تضامن شعبي واسع مع الفتاة التي سحلها جنود من الشرطة العسكرية المصرية عارية، فشلت الفضائيات المصرية وجميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي كـ«فيس بوك»، في معرفة اسم او هوية الفتاة، على الرغم من الانتشار الموسع لفيديو السحل، ومرور خمسة ايام على الواقعة، واعتذار الجيش عما حدث، ووعده بالتحقيق.

وقال الناشط بحركة 6 ابريل، عمر حسب الله، ان الفتاة التي قام العسكر بتعريتها وسحلها، كانت ضمن نشطاء الميدان، وانه شاهدها وهي تلقي بالحجارة على الجنود، مؤكدا تعرضها وأسرتها لضغوط شديدة من الشرطة العسكرية، لمنع ظهورها او الحديث للفضائيات، وقال لدينا معلومات ان الاسرة تشعر بالحرج الشديد لما حدث لابنتها، الى جانب تهديدات واضحة من العسكر بايذاء جميع الاسرة، حال ظهورها في الفضائيات.

وقال ان ما حدث للفتاة يسبب حالة رعب شديدة للمجلس العسكري الذي فوجئ بالفيديو ينتشر في كل انحاء الدنيا، وهو ما يعني ان منظمات حقوق الانسان يمكن ان تطالب بمحاكمة المسؤولين عن هذا الفعل الفاضح. وقال حسب الله، انه لا يعرف انتماءها السياسي، مشدداً على ان الاعداد الكبيرة للمعتصمين لا تتيح معرفة الجميع، وقال لا يهم من هي الفتاة بقدر ما يهمنا ما تعرضت له، ونحن ندافع عن مبادئ وليس عن أشخاص.

من جهتها، قالت الناشطة مها أبوالعزم، إن الفتاة تم اختطافها بعد سحلها، وهي مصابة بكسر في الجمجمة، مؤكدة ان الجدل الدائر حول هوية واسم الفتاة وماذا كانت تلبس، هو محاولة لصرف الانظار عن الجريمة التي حدثت بالميدان، بصرف النظر عن هوية الضحية. وقالت اننا يجب ان نتحدث عن الجريمة، وليس عن المجني عليها، نافية وجود اية معلومات لديها، ولمن معها في الميدان عن الفتاة الضحية، وقالت يكفي شرفا هذا التعاطف الشعبي والدولي مع فتاة تتعرض عمدا للتعري والسحل امام ملايين البشر.

وكانت حالة من الجدل الكبير قد انتشرت في جميع وسائل الاعلام المصرية حول الفتاة، وتنبى بعض الاعلاميين فكرة ان الصورة ربما تكون مفبركة.

وقال عضو مجلس الشعب، مصطفى بكري، ان الصورة لا يوجد دليل يقيني على انها وقعت في ميدان التحرير، بدليل فشل كل المعتصمين في الكشف عن هويتها واسمها.

وانطلقت مساء الثلاثاء مسيرات نسائية تقدر بـ5000 سيدة مصرية من امام دار القضاء العالي الى ميدان التحرير، تنديداً بما حدث للفتاة وهتفن «يا عسكر يا اوباش المصرية ما تتعراش»، وقد اثار الهتاف الكثير من السيدات اللائي هتفن معهن من شرفات المنازل، وانطلقت المسيرة الى الحواجز الخرسانية التي اقامها الجيش وهن يهتفن ضده. وقالت الناشطة، سماح الشوربجي، التي قادت الهتافات، ان مصر برجالها ونسائها يجب ان تخرج في ملايين احتجاجا على الواقعة، وانها ترفض الاعتذار الذي قدمه المجلس العسكري، مطالبة بمحاكمة علنية في ميدان التحرير للجندي الذي اعتدى على الفتاة، وقالت إنها لا تستطيع الكشف عن هويتها، حتى لا يتسبب ذلك في إيذائها واهلها، مشددة على انها من اسرة محافظة، وقالت ان الحديث عن كونها كانت تلبس عباءة على اللحم، هو محاولة مكشوفة لتحريض الشعب المصري ضدها، مؤكدة ان أي سيدة تخرج من بيتها لا تتوقع أبدا سحلها، وبالتالي كشف ماذا كانت تلبس.

وقالت نائب رئيس المحكمة الدستورية، المستشارة تهاني الجبالي، ان ما حدث يشكل جريمة فردية من احد جنود الجيش المصري ولا يشكل عملاً منهجياً. وقالت اننا نطالب بمحاسبة الجندي المسؤول، دون ان يكون ذلك الاتهام موجها الى الجيش المصري الذي لا تشتمل عقيدته على مثل هذه الافعال.

ونفت جماعة الاخوان المسلمين والحركة السلفية ما تناقلته مواقع مصرية عن ان السيدة تنتمي للجماعة تارة، وللسلفيين تارة، وان كانت الجماعتان قد رفضتا وأدانتا الانتهاكات ضد النساء والمتظاهرين في التحرير.

ونقل موقع «فيس بوك»، عن صديقة صاحبة الفيديو وتدعى مريم، أن الفتاة تعمل طبيبة متطوعة بالمستشفى الميداني، وانها نزلت إلى الميدان لتشارك في إسعاف المصابين، وقالت إنها ترتدي النقاب، وتنتمي لـ«الإخوان المسلمين»، مؤكدة أنها اصيبت بكسر في الجمجمة، ولا تستطيع الحديث، وان اسرتها ترفض الحديث لوسائل الإعلام.

وتتواصل التظاهرات في مصر تضامنا مع الفتاة، وتنديدا بحكم العسكر، واعتبار ما حدث جريمة في حق كل المصريين، ويجب محاكمة المسؤولين عنها بشكل علني، كما قررت قوى تنظيم مليونية غدا باسم «حرائر مصر».

تويتر