انسحاب البرادعي أربك الشارع المصري. أ.ف.ب ــ أرشيفية

ابتهاج وســــــط أنصار مبارك.. وإحباط الثوار بعد انسحــاب البرادعي

نفى منسق «حملة البرادعي»، الشاعر عبدالرحمن يوسف، أن يكون المعارض المصري د. محمد البرادعي، قد انسحب لاحتمالات خسارته في الانتخابات المقبلة، وأرجع نائب رئيس حزب الوسط، عصام سلطان، الانسحاب، إلى احباط الشارع المصري، وحيّا القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، محمد غنيم، الخطوة واعتبرها صحيحة، في اطار اختلال العملية السياسية، فيما قال مصدر صحافي مطلع إن الانسحاب تم بعد اتصالات اخوانية ـ عسكرية ـ للتوصل إلى مرشح رئاسي توافقي.

وقال عبدالرحمن يوسف لـ«الإمارات اليوم»، ان «البرادعي هو رمز وضمير الثورة المصرية، وانه يتصرف دائماً وفقاً لضميره»، مشيراً الى «انه عندما قاد ثورة الشباب لم يكن احد يتوقع هذه الثورة ونجاحها». وقال «ان البرادعي يرفض المشاركة في انتخابات قبل الدستور وتحديد الصلاحيات، وان انسحابه سيجبر المجلس العسكري على الاستجابة لمطالب الشعب المصري»، مؤكداً انه «لن ينسحب من المسرح السياسي».

من جهته، قال نائب رئيس حزب الوسط، عصام سلطان، إن قرار انسحاب البرادعي من انتخابات الرئاسة انعكاس لحالة الإحباط والاحتقان لدى الشارع المصري، كما أن انسحابه يعد خسارة للعملية الديمقراطية.

وأشار رائد جراحة الكلى والقيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، الدكتور محمد غنيم، إلى أن انسحاب البرادعي من سباق الرئاسة صحيح، فمن المستحيل القيام بإجراء انتخابات رئاسية بشكل موضوعي قبل وضع الدستور.

من جهة أخرى، كشف مصدر مقرب من المجلس الاستشاري المصري، ان انسحاب الدكتور محمد البرادعي من الانتخابات الرئاسية، جاء عقب اتصالات اجرتها «جماعة الإخوان» مع رئيس المجلس الاستشاري منصور حسن، لمساندته مرشحاً توافقياً لرئاسة الجمهورية. وقال المصدر لـ«الإمارات اليوم»، ان الاتصالات مع منصور حسن قطعت شوطاً طويلاً، ومن المنتظر الاعلان عن موقف الجماعة المؤيد له الأسبوع الجاري.

وقال المصدر ان حسن يحظى بدعم المجلس العسكري وحزب النور السلفي وعدد من الأحزاب الليبرالية الأخرى، مشيراً إلى أن المباحثات التي يجريها حزب العدالة والحرية مع حزب الوفد الليبرالي لعودة التحالف بينهما، تضمنت موافقة الوفد على ترشيح منصور حسن للرئاسة.

وشدد المصدر على ان هناك انسحابات اخرى لمرشحي الرئاسة ستعلن قريباً.

وكان الدكتور محمد البرادعي، قد اعلن انسحابه من سباق الرئاسة، اول من امس، مشدداً على ان المجلس العسكري يرفض ان يوضع دستور للبلاد اولاً قبل الانتخابات الرئاسية، كما انه لايقف على مسافة متساوية من جميع اطراف اللعبة السياسية، وتناول نشطاء على صفحات الـ«فيس بوك» و«تويتر»، انسحاب البرادعي بتعليقات متنوعة، حيث اعتبر معارضوه من نشطاء حركة «اسف يا ريس» المؤيدة للرئيس المخلوع حسني مبارك، ان البرادعي انسحب لأنه فشل ورفضه الشارع المصري.

وقال الناشط بالحركة خالد سليمان «ان الشعب المصري تعامل مع البرادعي بما يليق به، عندما منعه من الإدلاء بصوته في الاستفتاء واعتدى عليه».

واعتبرت الناشطة بالحركة نفسها، هبة حسين، ان البرادعي لا يستطيع ان يواجه الأغلبية المصرية، وانه يخشى المشاركة او الخروج من منزله، وقالت «البرادعي كشفه الشعب ولن تقوم له قائمة».

من جانب اخر،قال الناشط السياسي وائل غنيم «ان البرادعي رفض بشدة طرح انتخاب الرئيس قبل كتابة الدستور، وعندما تأكد من ذلك فضّل عدم الاستمرار، وبشكل عام قرار انسحاب البرادعي للترشح للرئاسة هو قرار يرجع لتقديره الشخصي، ولا يستحق كل هذا النقد».

وقال المدون وائل عباس، عموماً أنا أشكر البرادعي لأن انسحابه صفعة لمشروع إكساب العسكر الشرعية، وصفعة لأتباعه الحالمين علشان يفوقوا ويبقوا ثوريين! مش احنا مقتنعين ان النظام ماسقطش؟ نزعل ليه من البرادعي لما يقول إن النظام لم يسقط ويرفض الاستمرار في عملية تجميلية؟

أما الفنان نبيل الحلفاوي فتساءل عما إذا كان الترشح والانسحاب نزوة سياسية!

وقالت نوارة نجم «أنا كمواطنة أطالب كل مرشح رئاسي بأن يحذو حذو البرادعي، وينضم لصفوف الثورة حتى تكتمل، واللي يلعب سياسة دلوقت مش مننا ومش محترم».

وكان الدكتور البرادعي، قد نجح في تشجيع الشباب المصري على تشكيل الاف الحسابات على المواقع الالكترونية، ونجح في جمع مليون توقيع على المطالب التي اجمع عليها الشعب المصري، وشكلت نواة لثورة يناير، واكتسـب البرادعي زخـما شـعبيا كبيراً في بداية الثورة قبل صعود التيار الإسلامي واحـتلاله المـشهد السياسي.

الأكثر مشاركة