معبر شعفاط أداة جديدة لعزل 50 ألف مقدسي
لم يترك الاحتلال الإسرائيلي، أية طريقة تحقق أهدافه المتمثلة في تهويد مدينة القدس المحتلة وترحيل المقدسيين إلا ونفذها، وكان آخرها تحويل حاجز شعفاط على امتداد ضواحي مخيم شعفاط شمال القدس إلى معبر كبير يعيق حركة الفلسطينيين بين البلدات المقدسية ومدينة القدس.
ويفصل معبر شعفاط الجديد بلدات العيزرية وأبوديس وعناتا وضاحية السلام ورأس خميس ومخيم شعفاط وعددا من القرى والبلدات المقدسية عن المدينة الأم (القدس)، والتي تعتبر مركز حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية.
ويقول مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية زياد الحموري لـ«الإمارات اليوم»، إن «هذا المعبر كان في السابق حاجزاً عسكرياً بين البلدات المقدسية ومدينة القدس، وأقيم بعد بناء جدار الفصل العنصري، لكن الاحتلال طوره وافتتحه أخيرا حتى أصبح معبرا كبيرا، كأنه معبر دولي للتنقل من دولة لأخرى».
ويضيف، أن المعبر يحتوي على ستة مسارات لمرور السيارات، وممرات للمشاة، وبوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة، بالإضافة إلى وجود الجنود المدججين بالسلاح. ويشير الحموري إلى أن إسرائيل صادرت 34 دونما من الأراضي وعشرات المحال التجارية في مخيم شعفاط لمصلحة إقامة المعبر.
ويوضح أن خطورة إقامة هذا المعبر هي عزل ما بين 50 إلى 60 ألف فلسطيني من سكان البلدات المقدسية، وحملة الهوية المقدسية عن مدينة القدس، لاسيما أن الهدف الأكبر والأساس لمعبر شعفاط هو عزل أكبر عدد ممكن من المقدسيين خارج حدود بلدية القدس، وإحضار المستوطنين مكانهم ضمن الحرب المعلنة على مدينة القدس من تهويد وهدم واستيطان.
ومن بين أهداف الاحتلال من إقامة معبر شعفاط، بحسب الحموري، هو محاولة الفصل بين المقدسيين ومدينة القدس، وذلك من خلال إحداث خلل في حركة طلاب المدارس والجامعات والمرضى والتجار والموظفين والعمال، الذين يوجدون في مدينة القدس بشكل يومي.
ويبين أن هذا المعبر سيزيد من المعاناة اليومية التي يواجهها كل مواطن مقدسي، والمتمثلة في إهانة المواطنين وهم ينتظرون على المعبر، والتفتيش المذل، وإعاقة حركتهم ونشاطاتهم.
ويشير إلى أن الاحتلال سيفرض تصاريح وشروط على المقدسيين، لدخولهم القدس عبر معبر شعفاط بذريعة الأمن.
ويقول الحموري إن «أي معبر جديد يقيمه الاحتلال الإسرائيلي بعد بناء جدار الفصل العنصري هو تطوير لقضية الحواجز العسكرية التي تم نشرها بعد اتفاق أوسلو، إذ إن الاحتلال بدأ يضع المخططات وينفذها في القدس بعد (أوسلو)، للوصول إلى تحقيق مخططه الأكبر وهو ترحيل الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم».
مخطط
من جهتها، تقول النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حنين زعبي إن «المعاناة من هذا المعبر لا تقتصر على عزل 50 ألف فلسطيني عن القدس، بل هي معاناة طالب يقف أكثر من أربع ساعات على المعبر حتى يسمح له بالدخول، وبالتالي لا يستطيع الدراسة ويحرم منها، وكذلك يقاس الأمر على المرضى والموظفين، وهنا الاحتلال يهدف من ذلك إلى تغيير نفسية سكان مدن وقرى القدس».
وتضيف أن إقامة هذا المعبر مرتبطة بكل مخططات الاحتلال لتفريغ القدس من السكان العرب، ومواصلة الاستيطان والسيطرة على الأرض، فهي جميعها خطوات كبيرة لتحقيق الهدف الأكبر وهو تهويد القدس، وتشير إلى أن إنشاء المعبر يهدف إلى عزل القدس عن محيطها الفلسطيني بالكامل، وعزل الضفة عن المدينة المقدسة.
ويدعي الاحتلال، بحسب زعبي، أن سبب إقامة هذا المعبر دواعٍ أمنية، لكنه مخطط سياسي من الدرجة الأولى، إذ إن الاحتلال يستغل الخطاب الأمني لتنفيذ مخططات سياسية، والاستيلاء على الأرض ووضع حدود أحادية الجانب لدولته.
وتؤكد أن خيار استخدام إسرائيل المواجهة والقوة العسكرية لتنفيذ هذه المخططات، مفتوح أمام رفض الفلسطينيين ذلك.
وتقول «نحن لا نقدر على المواجهة، ولا يوجد لدينا قوة عسكرية، لكن لدينا قوة سياسية، ونضال شعبي ممكن أن نقوم به لمواجهة ذلك، وخروج الناس إلى الشوارع في تظاهرات للاحتجاج على ذلك».