« الطويل » الفلسطينية تواجه الترحيل الرابع

بعد أن أوشكوا على الرحيل للمرة الرابعة عن أرضهم التي يسكنوها منذ مئات السنين، وقبل قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي، خاض أهالي قرية (خربة) الطويل شرق مدينة نابلـس شمال الضفة الغربية المحتلة إضرابا عن الطعام، احتجاجاً على ممارسات الاحتلال الإسرائيلي التي يتعرضون لها يومياً، بالإضافة إلى دعم وتضامن المؤسسات الرسمية والشعبية معهم.

وتعرضت الطويل لثلاث عمليات هدم منذ التسعينات حتى عام ،2009 فيما أخطر الاحتلال سكانها نهاية الشهر الماضي بهدم وترحيل جديد من قريتهم، حيث تلقى السكان إخطارات بهدم 17 منزلاً من منازل القرية التي يبلغ عدد سكانها 200 مواطن، إضافة إلى مسجدها ومدرستها الوحيدة وشبكة الكهرباء، بينما تلقى خمسة مواطنين خلال الأسبوع الماضي إخطارات بهدم منازلهم.

ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية ونابلس، غسان دغلس، لـ«الإمارات اليوم»، «إن الاحتلال ينفذ خطة لتفريغ المناطق المصنفة C حسب اتفاق أوسلو، وهذه القرية يصنفها الاحتلال ضمن هذه المناطق، رغم أنها موجود قبل قيام إسرائيل وقبل أوسلو، لذلك بدأ الحرب ضد الطويل، وتتمثل في إجراء تدريبات عسكرية وإطلاق نار بالقرب من منازلهم في الليل».

وأضاف «أما في النهار فيشهد السكان اعتداءات متواصلة من المستوطنين، والمتمثلة في عمليات الاقتحام للمنازل وترهيب الأطفال، وقتل المواشي وسرقتها، وحرق المحاصيل الزراعية، وإغلاق الطرق ومنعهم من الحركة».

وأوضح مسؤول ملف الاستيطان أن القرية تحاصرها سلسلة من المستوطنات منها مستوطنة «يش كوديش»، و«محولا»، التي منها ينفذ المستوطنون اعتداءاتهم على سكان القرية، بالإضافة إلى معسكرات الجيش الجاثمة على أراضي السكان.

وقال دغلس «بعد أن بلغت ممارسات الاحتلال ذروتها ضد سكان القرية، بالإضافة إلى أنهم يقطنون في مكان بعيد، ويتعرضون لملاحقة يومية، فيما لا يوجد اهتمام بهم من قبل الجهات المعنية، لاسيما أن قريتهم تفتقر إلى وجود أي مؤسسة مجتمع محلي، وجدوا أن الإضراب عن الطعام الذي بدأوه في نهاية شهر يناير الماضي هو أفضل السبل للاحتجاج، ولفت أنظار المسؤولين وجميع الجهات لمعاناتهم». وأضاف «قبل يومين حضر إليهم وفد من الرئاسة والمجلس التشريعي الفلسطيني، وقدم لهم وعوداً بالاعتناء بهم، لكن سكان القرية يواجهون معاناة كبيرة، فإن تم تقديم الدعم لهم من قبل المسؤولين فهم يواجهون سياسة احتلال وتهجير ممنهجة». وأشار دغلس إلى أن سكان الخربة هم رعاة مواش ومزارعون، إذ يمتلك كل مواطن 500 رأس غنم، لذلك يسكنون هذه المناطق المناسبة لحياتهم الرعوية والزراعية.

تويتر