زهير سحلول.. متهم بتمويل نظام الأسد من بريطانيا
تشير بعض الدوائر البريطانية إلى أن أحد «الممولين الأساسيين» للرئيس السوري بشار الأسد، يدير بعض أعماله من العاصمة البريطانية لندن، ويتهم أحد الدبلوماسيين الأميركيين زهير سحلول بأنه «من أهم الشخصيات التي تساعد الأسد على تحريك أمواله في السوق السوداء»، ويعمل هذا الرجل مع أفراد عائلته من خلال شركتين في لندن، تعملان في مجال تحويل الأموال إلى جميع أنحاء العالم، إحدى المؤسستين تتم إدارتها من مكتب على شارع ادغوار الذي يقع في مركز الجالية العربية في العاصمة البريطانية.
واستطاع سحلول أن يتفادى عقوبات الاتحاد الأوروبي، على الرغم من ادعاءات وردت في برقية حكومية أميركية، سربها «ويكيليكس»، بأنه «يحرك أموال الأسد مستخدماً شبكته ونظام الحوالة الذي يساعد على تحويل الأموال في جميع انحاء العالم». وتضيف تلك البرقية أن «سحلول يمكنه أن يحرّك 10 ملايين دولار إلى أي جهة في العالم في غضون 24 ساعة».
سحلول البالغ من العمر 50 عاماً، الذي نفى بشدة الادعاءات الأميركية، يدير امبراطورتيه المالية خارج الشرق الأوسط بمساعدة إخوانه الستة، ويشير موقع شركته (سحلول انترناشيونال غروب)، التي تتخذ من العاصمة السورية مقراً لها، إلى كيانين تابعين لها في بريطانيا، أحدهما مكتب لتحويل الأموال إلكترونياً يطلق عليه «شيفت فاينانشيال سيرفيسيز»، وتشير وثائق الشركتين إلى أن سحلول واثنين من إخوانه، عمار ومعتز ، هم المديرون، كما أن العائلة تحوز معظم أسهم الشركة.
العنوان التجاري لشركة «شيفت» على الإنترنت يشير إلى أن الشركة تحتل الطابق الأرضي في بناية في غرب كينسيغتون، والذي بدا خالياً الأسبوع الماضي، ويؤول العقار إلى الاتحاد العربي السوري، وكان يستخدم في الماضي لمناسبات الجالية السورية. وتضم إدارة الاتحاد الدبلوماسية السورية السابقة سحر الأخرس، والدة زوجة الأسد أسماء الأخرس.
ويعتبر الإخوة قمر (بريطانيو الجنسية) المساهمين الوحيدين في هذا العمل، ويقول علاء الدين قمر (39 عاماً) إن سحلول لا يأتي بانتظام للعمل في الشركة التي تدير صرافة تابعة لويسترن يونيون لتحويل الأموال. ويقول إنه استخدم اسم سحلول مبدئياً لأنه اسم معروف في أسواق الشرق الأوسط. ويقول قمر أيضاً إن موقع سحلول انترناشيونال غروب صار قديما ولا يخضع للتحديث، ونفى أن تكون اعماله تمثل فرعاً من فروع سحلول. ووفقاً لبيان أصدره عبر محاميه، يقول قمر إن التغييرات الأخيرة جاءت من أجل «اسم أكثر سهولة»، وينفي محاميه من أن يكون سحلول يمتلك أسهماً في الشركة، وعلى الرغم من ذلك فإن العائد السنوي يشير الى أن عمار سحلول (45 عاماً) يمتلك 80٪ من أسهم الشركة في عام 2004-.2005 ويصف قمر زهير سحلول أنه صديق، وأن كلا الشركتين ليستا متورطتين في أعمال مخلة بالقانون.
يقول سحلول الذي استجاب للتساؤلات الصحافية عبر محامي قمر، إن البرقية التي حررها الدبلوماسي كوربين تشتمل على «أمور غير صحيحة». ويكشف بيان المحامي أن « سحلول رجل اعمال له مركزه وسمعته المحترمة في سورية، نظراً لتماسكه وابتعاده عن الحكومة، وهو بالطبع تعرض لمضايقات الحكومة، لرفضه القيام بأعمال يرى أنها غير أخلاقية».
ويمضي البيان قائلاً: «خلافاً لعدم كونه متعاملاً في السوق السوداء فقد حصل على ترخيص من الحكومة السورية، رغم المضايقات التي تعرض لها منها». ويقول البيان إن سياسة «كينغدوم كوربوريت» تلتزم بلوائح غسل الأموال البريطانية، وإنها تعمل بشكل لصيق مع السلطات البريطانية لتنبيهها لأي معاملات مريبة. ويقول قمر إنه ضد أعمال القتل التي تجري في سورية، وإنه يفضّل الإصلاح السلمي.