«الإخوان» أربكوا المشهد السياسي المصري بترشيح الشاطر. أرشيفية

غضب «ثوري» وانقسامات إخوانيــــــــة حول ترشيح الشاطر

كشف مصدر في جماعة الإخوان المسلمين، عن انقسامات موسعة داخل صفوف مجلس شورى الجماعة، بسبب ترشيح المهندس خيرت الشاطر للانتخابات الرئاسية. وقال المصدر الذي حجب ذكر اسمه، إن المجلس انقسم الى تيارين، أحدهما متشدد وقف خلف ترشيح الشاطر رغم مخاطر الترشيح، والآخر طالب بالوقوف خلف القيادي السابق بالجماعة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، أو ترك الحرية للاعضاء يختارون من يرون.

وقال المصدر لـ«الإمارات اليوم»، إن «أنصار الفريق الثاني اعتبروا ترشيح الشاطر طعناً في صدقية الإخوان لدى الشارع المصري، لانه يمثل نكوثاً عن وعدهم بعدم تقديم مرشح منهم للرئاسة، وينسف فرصة فوز الشاطر، لعدم كفاية المدة المتبقية للتعريف بالشاطر في المناطق الشعبية والنائية». وتحدى أنصار هذا الفريق أن يتمكن الشاطر وقيادات الجماعة من زيارة كل مدن ومحافظات مصر الـ27 في أقل من شهرين. وقال المصدر إن «الفريق الرافض لترشيح الشاطر اعتبر ان الدفع به هو تعجيل بالصدام مع المجلس العسكري، ومساهمة في تازيم الوضع الاقتصادي داخل البلاد»، مشيراً إلى أن «المؤيدين للشاطر استندوا الى ان الترشيح يمثل طوق نجاة للجماعة من الانهيار، خصوصاً بعد تمرد عدد كبير من شباب الجماعة، وإعلانهم تأييد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح». وأضاف المصدر أن «مناصري الشاطر اعتبروا ان المجلس العسكري دخل معهم في صدام مكشوف منذ اللحظات الأولى للثورة، وأنهم تلقوا تحذيرات علنية بحل البرلمان، بل وتلفيق تهم جديدة لقادة الجماعة، وانهم في حاجة لاعادة حشد الشارع المصري خلفهم مرة أخرى من خلال سباق الرئاسة».

الهلباوي: «الإخوان» لا يختلفون عن مبارك

أعلن القيادي البارز في جماعة الإخوان كمال الهلباوي استقالته من الجماعة، احتجاجاً على ترشيح الجماعة نائب مرشدها العام خيرت الشاطر لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية. وقال الهلباوي إنه يستقيل اعتراضاً على ترشيح الجماعة مرشحاً للرئاسة، معرباً عن حزنه البالغ لما سماه «الأداء المتخبط لقيادات الإخوان، وسعيها إلى السلطة وفصلها الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عندما أعلن نيّته للترشّح لانتخابات رئاسة الجمهورية».

وأضاف الهلباوي أن سعي الإخوان للسلطة لا يختلف عن سعي مبارك (الرئيس السابق حسني مبارك) والحزب الوطني للسيطرة على مفاصل السلطة.

وأعرب عن أمله أن يعتذر «الإخوان» عما حدث اليوم (ترشيح الشاطر للانتخابات الرئاسية)، وأن تتوقف ما وصفها بـ«التصرفات الشائنة للجماعة باسم الاجتهادات».

يذكر أن 108 أعضاء من شورى الجماعة كانوا قد حضروا عملية التصويت على اختيار مرشح الاخوان للرئاسة، أول من امس، وحصل الشاطر على موافقة 56 عضواً، ورفض 52 عضواً، كما شهد مقر الجماعة للمرة الاولى في تاريخه وقفة احتجاجية، نظمها شباب الاخوان الاسبوع الماضي، طالبت بالتزام الجماعة بوعدها، وعدم ترشيح أي من عناصرها لانتخابات الرئاسة.

من جهتها، قالت استاذة العلوم السياسية بالجامعة الاميركية رباب المهدي، لـ«الإمارات اليوم» إن «ترشيح الشاطر قضى على فرصة القوى الوطنية والثورية في الفوز بمقعد الرئاسة». واوضحت المهدي أن «إصرار الاخوان على الشاطر أنهى فرصتهم ايضا بالفوز بالمقعد، لانه فتّت الكتلة التصويتية للتيار الاسلامي ووزعها بين الشاطر وحازم صلاح أبوإسماعيل والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وسليم العوا». واعتبرت المهدي أن «فرصة عبدالمنعم ابوالفتوح كانت مضمونة في الفوز بالمقعد، خصوصاً بعد التوافق الوطني حوله، ونجاحه خلال عام كامل في الوصول الى كل فئات المجتمع المصري».

وشددت المهدي على أن «ترشيح الشاطر قدم مقعد الرئاسة على طبق من ذهب للامين العام للجامعة العربية عمرو موسى، ومن بعده رئيس الوزراء السابق احمد شفيق»، موضحة أن «تيار النظام السابق ورجال الاعمال والإعلام سيتوحدون في مواجهة تشظي التيار الإسلامي ومرشح القوى الوطنية عبدالمنعم أبوالفتوح».

وكان ترشح نائب المرشد خيرت الشاطر، للرئاسة قد قابلته انتقادات من داخل وخارج صفوف جماعة الاخوان المسلمين، حائزة الاغلبية البرلمانية، إذ اعلن مسؤول التنظيم الدولي بالخارج كمال هلباوي، استقالته على الهواء ببرنامج «العاشرة مساء» على قناة «دريم2» مع الإعلامية منى الشاذلي، احتجاجاً على ترشيح الإخوان المهندس خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية. وقال لشباب الإخوان: «لا تصدقوا ما تقوله لكم قياداتكم، فأنتم الأمل فى إعادة الجماعة إلى رشدها». وتابع: «لو كان الإخوان حقيقيين لاستمروا في معركتهم بالتحرير، والممارسات الإخوانية لن تحيي الثورة»، وتنبأ الهلباوي للإخوان «بالفشل الذريع في المرحلة المقبلة، لانتهاجهم نهج مبارك». وقال عضو ائتلاف الثورة، حاتم الشيخ، إن «ترشيح الشاطر صفقة بين المجلس العسكري والاخوان والولايات المتحدة الاميركية». وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن «حماية رجال مبارك وإغلاق ملفات الفساد والمحاسبة عن قتل الثوار، هما أصل صفقة الاطراف الثلاثة التي قدمت الشاطر كي يخسر هو الانتخابات ويسهم في إسقاط الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ويفتح الطريق أمام عمرو موسى».

وقال الشيخ إن «خيرت الشاطر هو رجل اعمال وصاحب نظرية رأسمالية تقوم على إصلاح الاقتصاد بالتجارة وإقامة المعارض، وليس بالإنتاج». مشدداً على أن «الشاطر استقبل معظم صناع القرار الاميركي بمكتبه بعد الثورة، كما أنه كان ضيفاً دائماً على مقر المجلس العسكري». واعتبر الشيخ أن الثورة المصرية قد خسرت كثيراً بترشيح الشاطر، حيث كانت فرصة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح هي الاقوى.

وعلّق الباحث في الحالة الاسلامية، عمار علي حسن، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على قرار الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة، الجناح السياسي لجماعه الإخوان المسلمين، بترشيح الشاطر بأنه «كان باتفاق مع العسكر، فهذا معناه تصفية الثورة تماماً، وإن كان بغير هذا فمعناه أن الإخوان ذاهبون إلى صدام سريع مع المجلس العسكري، لأنهم يقدرون وصولهم إلى مرحلة التمكن». مشيراً إلى أن «الشاطر مرشح سيقلب الموازين، وإن أكثر من سيتأثر بهذه الخطوة الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وحازم صلاح أبوإسماعيل». بعد ساعات قليلة من إعلان الجماعة الدفع بالمهندس خيرت الشاطر لخوض الانتخابات الرئاسية، قام عدد من النشطاء بتدشين صفحتين على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» لدعم الشاطر في حملته الانتخابية، الاولى تحت عنوان «كلنا خيرت الشاطر»، والثانية «خيرت الشاطر رئيساً لمصر 2012». ووصل عدد المترددين عليهما إلى أكثر من 80 ألف شخص، ووصل عدد التعليقات عليها إلى أكثر من 7000 تعليق.

الأكثر مشاركة