نزول سليمان أربك حسابات معظم المرشحين الرئاسيين. الإمارات اليوم

سليمان.. زلزال في انتخابات الرئاسة المصرية

انقلبت الموازين في سباق الرئاسة المصرية، بعد الإعلان عن قبول نائب رئيس الجمهورية السابق عمر سليمان، لدخول السباق الرئاسي، لمواجهة مرشح «الإخوان المسلمين» خيرت الشاطر، وقدمت جماعة الإخوان المسلمين رئيس حزبها، محمد مرسي، مرشحاً احتياطياً، خشية استبعاد الشاطر لصدور احكام جنائية ضده، في الوقت الذي اعتبر ترشيح سليمان تقليصاً لفرص المرشحين احمد شفيق وعمرو موسى في الفوز بالمقعد الرئاسي. ونشط انصار سليمان خلال اليومين السابقين في جمع آلاف التوكيلات لاستكمال الشرط القانوني بجمع 30 ألف توكيل شعبي، بينما تحدثت تقارير صحافية عن حصول سليمان على 200 ألف توكيل.

من جهته، اكد رئيس اتحاد رجال الأعمال المصريين في اوروبا والمنسق الرئيس لحملة اللواء عمر سليمان للرئاسة، محمد عنتر، ان سليمان، خضع للضغط الشعبي وارادة الجماهير بالدخول في سباق الرئاسة، خصوصاً بعد مليونية الجمعة الماضية التي هدد المتظاهرون فيها بالاعتصام امام منزله.

وقال عنتر لـ«الإمارات اليوم» «ان حملة سليمان حصلت على العدد المطلوب من التوكيلات الشعبية، وعددها 30 الف توكيل من داخل مصر، بخلاف توكيلات المصريين في الخارج»، مؤكداً «ان الحملات الداعمة لسليمان على اتصال دائم به، ونجحت في اقناعه بالترشيح لإنقاذ البلاد».

وكشف عنتر عن قيام مجموعات من المجهولين، الذين ينسبون انفسهم لحملة سليمان، بالحصول على التوكيلات من المواطنين لتسليمها لسليمان، ويقومون ببيعها الى انصار مرشحين منافسين لتمزيقها، مشيراً الى ان هذه المجموعات توجد امام مكاتب الشهر العقاري، وتنشط في الحصول على توكيلات سليمان، مؤكداً ان هناك حملات مضادة حاولت عرقلة عمل الحملة الشعبية لسليمان.

وقال مؤسس الجبهة الثورية لمساندة سليمان، صمويل العشاي، لـ«الإمارات اليوم» «ان الكيانات الثورية المؤيدة لسليمان نجحت في تجاوز العدد المطلوب من التوكيلات»، مشيراً الى «ان اسباب تأخير اعلان سليمان لموقفه الرسمي يرجع الى ان الحملة كانت ترغب في استكمال جميع محافظات مصر»، مشيراً الى «الإقبال الشعبي الكبير للمواطنين لعمل توكيلات لسليمان، بعد اعلان مرشح (الإخوان)»، مشدداً على «ان الناس تبحث عن رئيس يجمع بين المعرفة الدولية والداخلية والقدرة على ادارة البلاد».

وكانت حملة سليمان قد نشرت على مواقع عدة صيغة التوكيل له، وهي توكيل باسم عمر محمود سليمان الفحام، وشهرته عمر سليمان، ورقم قومي ،23507020100774 ويتم ارسالها على (ص.ب 75 ـ رقم كودي 11511 العتبة).

وأحدث اعلان سليمان ارتباكاً في صفوف المرشحين، خصوصاً في معسكر المرشحين المحسوبين على النظام السابق، حيث اعلن رئيس الوزراء السابق، احمد شفيق، عن اعادة حساباته حال دخول سليمان السباق، كما اعلن الأمين العام السابق للجامعة العربية، عمرو موسى، ان المجلس العسكري يدفع بسليمان لمواجهة مرشح (الإخوان) خيرت الشاطر.

من جهته، اعترف الناشط بحملة عمرو موسى، المحامي علي صابر، باحتمالات انسحاب عمرو موسى بعد اعلان سليمان رسمياً الترشح، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» «ان حقيقة الارتباك في حسابات حملتهم الانتخابية، حيث طالب عدد من انصار موسى بضرورة الانسحاب فور اعلان سليمان، خصوصاً ان الكتلة التصويتية للطرفين واحدة، واستمرارهم معاً يعني بالضرورة نجاح مرشح (الإخوان)».

وأوضح صابر «ان دخول سليمان سباق الرئاسة سيحسم المنافسة لمصلحة التيار الديني الذي يمثله الشاطر، والتيار المدني الذي يمثله عمرو موسى وعمر سليمان»، وشدد على «ان الانقسامات التي تضرب التيار الديني هي نفسها التي تضرب التيار المدني»، مشيراً الى «ان ضحايا الشاطر هما المرشحان الأكثر عملاً وجهداً طوال العام الماضي، وهما عمرو موسى وعبدالمنعم ابوالفتوح». كانت مكاتب التوثيق بالمحافظات قد شهدت نشاطات موسعة لجمع التوكيلات لعمر سليمان، خصوصاً في محافظات صعيد مصر وكفر الشيخ والإسكندرية.

وقال الناشط الحقوقي عبدالله البنداري، «ان الظهور العلني لسليمان، وتأكيده على رغبته في تلبية مطالب الناس، اضافة الى ترشيح (الإخوان) للشاطر، هي ما جعلت الناس تعتقد ان سليمان فقط هو القادر على مواجهة مرشح (الإخوان)»، مشيراً لـ«الإمارات اليوم»، الى «ان عمرو موسى، تراجعت شعبيته عقب حملات الـ«فيس بوك» ضده، باعتباره من الفلول، وبظهور سليمان سيختفي موسى كما اختفى ابوالفتوح مع ظهورالشاطر».

وقال الناشط والطبيب النفسي، محمد خيرالدين «ان الشارع المصري تمت تهيئته خلال الأشهر الماضية للبحث عن المخلص الذي ينقذه من ازماته ويعيد له الأمن والاستقرار». واضاف لـ«الإمارات اليوم»، «ان هناك في المشهد الرئاسي مخلصاً دينياً وهو خيرت الشاطر، بعد اخراج حازم ابواسماعيل بجنسية والدته الاميركية، وهو مخلص لا يلبي رغبات الطبقات الشعبية صاحبة الاغلبية»، مؤكداً «ان الصور الذهنية عند الطبقات الشعبية عن سليمان أنه القائد البطل القادر على انقاذهم من الفوضى ومن سيطرة (الإخوان)»، مشدداً على «ان الشخصية المصرية تؤمن بدور الفرد في صنع المعجزات حتى لو اختلفت معه»، موضحاً «ان جميع مرشحي الرئاسة لم يظهر معهم الرجل الثاني او الثالث لأن ثقافة البطل لاتزال مسيطرة».

وكانت جماعة «الإخوان» قد دفعت برئيس حزبها «الحرية والعدالة»، محمد مرسي، مرشحا احتياطيا خشية رفض اللجنة العليا قبول ترشيح خيرت الشاطر، واعلنت الجماعة ان الشاطر هو مرشحها الرسمي، ولكن الحديث عن وجود موانع قانونية لترشيح الشاطر هو ما دفعها لتقديم مرسي.

يذكر ان الفقيه القانوني، شوقي السيد نقد، اورد 36 مانعا قانونيا لترشح الشاطر، على رأسها ان العفو الذي حصل عليه من المجلس العسكري في قضايا عسكرية لا يعطيه حق الترشح للرئاسة.

من جهة اخرى، اعتبر عضو ائتلاف الثورة المصرية، يوسف الكسباني «ان الصراع بين المجلس العسكري و(الإخوان المسلمين)، سينتهي لمصلحة عمر سليمان رئيساً»، وقال الكسباني لـ«الإمارات اليوم» «ان جماعة (الإخوان) ستنسحب من الرئاسة مقابل تشكيل حكومة برئاسة الشاطر، او مفاجأة الجميع بنزول سليمان رئيساً والشاطر نائباً». واكد الكسباني «ان دخول سليمان السباق يؤكد ان هناك ترتيبات داخلية واقليمية ودولية على وصوله للمقعد الرئاسي».

وسليمان من مواليد ،1936 وقد شغل منصب نائب الرئيس المخلوع حسني مبارك في 29 يناير 2011 خلال ثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس في 11 فبراير، وخرج سليمان على إثر ذلك من المشهد السياسي، وكان سليمان يترأس جهاز المخابرات العامة المصرية منذ 22 يناير ،1993 وكان من أكثر الشخصيات المقربة من الرئيس السابق.

الأكثر مشاركة