اتهامات سلفية لـ «الإخوان» ونادر بكار بالتواطؤ مع العسكر في استبعاد أبوإسماعيـل

«الحازميون» يهددون بإشعال العنـف في مصر

أنصار أبوإسماعيل في تظاهرة لتأييده. الإمارات اليوم

حذّرمراقبون ونشطاء من انفجار موجات من العنف والفوضى في مصر غداً، بعد إعلان اللجنة العليا للانتخابات الموقف النهائي للمرشح حازم صلاح أبوإسماعيل، وفيما اعتبر معظم انصار أبوإسماعيل، الذين يسمون أنفسهم «الحازميون»، من أن هناك مؤامرة على مرشحهم، اتهم بعضهم جماعة الاخوان المسلمين بالتواطؤ مع العسكر في مؤامرة مشتركة لإبعاد أبوإسماعيل.

وتحسباً لرد فعل أنصار أبوإسماعيل، تحول مقر اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية بحي مصر الجديدة بالقاهرة الى ثكنة عسكرية، إذ احيط المبنى بسيارات مدرعة تابعة للجيش ومئات الجنود المدججين بالاسلحة الرشاشة، إضافة الى المئات من رجال الشرطة المعاونين للقوات المسلحة.

وحذّر المحامي والناشط بائتلاف الثورة سمير عواد، من تعرض البلاد لموجة عنف دموية غداً، عقب الاستبعاد النهائي للمرشح الرئاسي حازم صلاح أبوإسماعيل، وقال سمير لـ«الإمارات اليوم»، إنه «شارك مع انصار أبوإسماعيل، في معظم احتجاجاتهم، ويعلم انهم لايقبلون إلا أبوإسماعيل رئيساً وليس فقط مرشحاً»، موضحاً أن «الغالبية العظمى منهم تحت سن الـ20 عاماً، وهم يشبهون تماماً شباب الالترس الاهلاوي العنيف».

وقال الناشط احمد صلاح الدين، من انصار أبوإسماعيل، إن «هناك مؤامرة اشترك فيها الاخوان المسلمين مع المجلس العسكري الحاكم، لاستبعاد الشيخ صلاح أبوإسماعيل من الوصول إلى القصر الجمهوري». وقال صلاح لـ«الإمارات اليوم»، إن «الاخوان دفعوا بالشاطر، والمجلس دفع بعمر سليمان، حتى يتم اقناعنا بأن استبعاد أبوإسماعيل قانوني مثل استبعاد مرشح الاخوان ومرشح العسكري»، مشدداً على أن «ابناء أبوإسماعيل لن يقبلوا تنفيذ هذه المؤامرة، وسيخلصون الشعب من هذه اللعبة القذرة». وقال «علينا أن نختار بين حكم الشعب واختياره، وحكم اميركا واختيارها»، موضحاً أن «الحكم الذي صدر من محكمة القضاء الإداري بعدم حصول والدة أبوإسماعيل على الجنسية الاميركية، صدر باسم الشعب المصري، بينما استندت لجنة الانتخابات الى اوراق اميركية مزورة».

وكان عضو الهيئة العليا لحزب النور السلفي والناطق باسمه نادر بكار، قد تعرض لهجوم حاد من انصار أبوإسماعيل، على صفحات التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر»، ررغم انتمائه إليهم وإعلان فرحته باستبعاد عمر سليمان، ورفضه الحديث عن استبعاد أبوإسماعيل.

وقال أعضاء حركة «حازميون»، مهاجمين بكار في تعليقات على موقعه على شبكة التواصل الاجتماعي: «يا نادر يا بكار ستبقى ذليلا وسنحيا كراما، الظاهر أنهم أخدوك تحت باطهم يا بكار، وأنت بجد جبت أخرك معانا ومش مستحملين منك أي كلمة، إيه اللي أنت عملته ده مع عمرو أديب، أنا بجد كنت معجب بيك وبشخصيتك في القول، بس دلوقتي أنت ركبت الموجة، وعايز تصاحب العلمانيين وتراضيهم حتى لو على حساب المبادئ اللي احنا اختارنا حزب النور علشانها». وقال أيضا أعضاء «حازميون» لبكار: «مع احترامنا الشديد ليك انت أثبت أنك فعلا صغير السن ولا تصلح للحديث عن السياسة، حسبنا الله ونعم والوكيل فيك وفي أمثالك».

من جهته، قال الباحث في الحالة الاسلامية، احمد زغلول، إن «إنقاذ البلاد من الانفجار يتطلب ان يتحرك بسرعة شيوخ الدعوة السلفية، لاقناع انصار أبوإسماعيل بقبول قرار اللجنة». وقال زغلول لـ«الإمارات اليوم»، إن «البلاد في خطر حقيقي، لأننا لا نعرف كيف سيكون رد هؤلاء الشباب المتحمسين، مطالبا الشيوخ محمد حسان وأبواسحاق الحويني ومحمد حسين يعقوب وكل قادة الحركة السلفية بإصدار بيان للشباب، يطالبهم بقبول القرار، أياً كانت صيغته، خصوصاً أن الاستبعاد شمل 10 مرشحين وليس أبوإسماعيل وحده».

وكان الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل قد دعا أنصاره إلى التمهل وعدم الذهاب إلى اللجنة العليا للانتخابات أثناء قيامه بتقديم التظلم ضد قرار استبعاده.

وقال في تصريحات صادرة عن مكتبه الإعلامي: «إنني لا أريد أن يعتبر أحد هذه الحشود المحبة المتعاطفة معي موقفاً مني لأنني طالبت أنصاري بألا يذهبوا مطلقاً»، وقال انه قدم مذكرة وافية واعتراضا قانونيا واضحا إلى اللجنة العليا للانتخابات يفند فيه كل الحجج القانونية، وأنه لا مفر أمام اللجنة إلا قبول هذا الطعن».

من جانبه، وجه نائب رئيس الدعوة السلفية الدكتور ياسر برهامي، كلمة إلى أنصار الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل، طالبهم فيها بالبعد عن الفوضى والعنف، وعدم سفك الدماء، والالتزام بالشرع والعلم. وقال برهامي: «الثورة سلمية، وأرجو من الجميع أن يعظّموا ما منعه الشرع وهو حرمة الدم المسلم، فمصلحة البلاد العليا ليست في سفك الدماء»، مطالبا القائمين على اللجنة العليا للانتخابات الرئاسة بتقديم ما يثبت أن هذا القرار ليس إملاءً عليهم ودون تدخلات من أحد».

واستندت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية الى اربعة اسباب في استبعاد محمد حازم صلاح أبوإسماعيل من الترشح لمنصب رئيس الجمهورية. وقالت حيثيات اللجنة، أولها أن والدة المرشح نوال عبدالعزيز نور قد اكتسبت الجنسية الأميركية بتاريخ 25/10/2006 إلى جانب جنسيتها المصرية، وهو ما تحقق لدى اللجنة من الأوراق المقدمة والمتمثلة في أصل الشهادة الصادرة من وزارة الخارجية الأميركية مختومة بالخاتم البارز والعلامة المائية للجهة مصدرتها وممهورة بتوقيع منسوب لمصدرها، وردت إلى اللجنة عن طريق وزارة الخارجية بالطريق المعتبر قانوناً، وهى صادرة بناءً على طلب السفارة المصرية بالولايات المتحدة الأميركية، وثانيهاً، كتاب وزارة الخارجية المصرية مرفقاً به صورة استمارة التصويت الخاصة بالسيدة نوال نور والواردة إليها من القنصلية المصرية بلوس أنجلوس من مكتب السجلات التابع لمقاطعة لوس أنجلوس، التي تقر فيها المذكورة بأنها مواطنة أميركية، وثالثها بيان حركة الدخول والخروج الواردة من إدارة الجوازات والجنسية بوزارة الداخلية المصرية، التي تفيد وجود تحركات بجواز سفر أميركي باسم نوال عبدالعزيز نور، وصلت به من الولايات المتحدة الأميركية بتاريخ 4/7/،2008 وغادرت به إلى ألمانيا بتاريخ 6/11/،2008 وعادت به من ألمانيا في 16/8/،2009 وأخيراً صورة ملونة من طلب حصول السيدة المذكورة على جواز سفر أميركي عليه صورتها وبياناتها الرئيسة ورد مرفقاً بكتاب وزارة الخارجية في 7/4/.2012 ويعتبر أنصار أبوإسماعيل الأشد عنفا من بين أنصار المرشحين. ويقول الباحث علي عبدالعال، إن «من ينظر الى قدرتهم الفائقة على الحشد والتنظيم، وتمويلهم الذاتي، وانتشارهم في محافظات الجمهورية، يدرك تمامًا أن كيانًا إسلاميًا جديدًا بات يتشكل في مصر متحللاً من قيود التنظيم، لا يعرف للحقيقة سوى وجه واحد، سواده الأعظم من الشباب المتعلم صاحب القدرة العالية على استخدام الوسائل الحديثة، يغلب عليه السمت السلفي، وإن كان من بين أعضائه فتيات يرتدين (الجينز) مع الحجاب، وهو أصولي إلى حد ما، وإن تلمح من بين صفوفه شباب (روش)»

تويتر