«إخواني منشق» يحلم بمصر معتدلة بعيدة عن التطرف الإسلامي أو العلماني

ليبراليون يلتفون حول مرشح الرئاسة أبوالفتوح

أبوالفتوح مرشح رئاسي معتدل.

يحظى سياسي طردته جماعة الإخوان المسلمين بتأييد واسع بين الليبراليين والإسلاميين على السواء لمسعاه إلى رئاسة مصر متحدياً الجماعة التي شارك في دفعها قدماً برسالة تتخطى الانقسامات في مجتمع يسوده الاستقطاب.

وزادت فرص عبدالمنعم ابوالفتوح في السباق باستبعاد المرشح الإخواني الأساسي خيرت الشاطر والقيادي السلفي حازم صلاح أبوإسماعيل وكان الاثنان منافسين له على أصوات الإسلاميين.

وسيتوجه الناخبون المصريون إلى صناديق الاقتراع الشهر المقبل لاختيار من سيخلف مبارك الذي أسقطته انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي بعد 30 عاماً من حكم اتسم بالقمع.

ويتوقع محللون أن تجرى جولة إعادة في يونيو المقبل، ويقول كثيرون إن الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى منافس بارز ايضاً.

وبعيداً عن النخبة يحظى أبوالفتوح بسمعة طيبة قوامها الأمانة والاستقامة، ما ساعده على بناء شعبية واسعة بين العامة.

وقال عضو مجلس الشعب المستقل عمرو الشوبكي وهو يتحدث عن مآثر أبوالفتوح وهو يقدمه للجمهور في تجمع انتخابي في حي امبابة غرب القاهرة هذا الشهر «ما يقوله هو الذي يعمله»، وأضاف أنه أنسب من «يكسر الاستقطاب الذي نعيشه».

ويشير الشوبكي وهو باحث بمركز ألأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى الخلافات التي احتدمت بين الإسلاميين الذين هيمنوا على البرلمان وغيرهم الذين يخشون من صعود جماعة الإخوان.

وفك أبوالفتوح الطبيب الذي يبلغ من العمر 60 عامًا رابطة عنقه حين وقف لمخاطبة الحشد الذي ضم مئات الأشخاص. واستمع الجمهور في هدوء بينما راح يطرح رؤيته لجعل مصر صاحبة واحد من أقوى 20 اقتصاداً في العالم في غضون 10 سنوات ولتقوية الجيش واجتثاث بقايا النظام الاستبدادي القديم الذين وصفهم بأنهم تهديد كبير لمصر.

وقال «بعد ثورة 25 يناير إن شاء الله لن يحلم الشعب المصري بحقوقه (فحسب) سيحلم بما (هو) أعلى من ذلك».

وقال إن من الضروري أن تكون مصر دولة مدنية للشريعة الإسلامية المعتدلة «بعيدة عن التطرف الإسلامي والعلماني والديني».

وأضاف «مصر لن تكون نسخة من تركيا. لن تكون نسخة من تونس. لن تكون نسخة من إيران. مصر ستكون مصر».

وقال مراد فخري أحد أفراد مجموعة من السلفيين كانوا يستمعون لأبوالفتوح «هو شخص محترم ومعتدل. الشعب المصري يحتاج لهذا الفكر في هذا الوقت». وقال سلفي آخر في الحشد إنه اعتزم انتخاب ابوإسماعيل قبل استبعاده من الترشح لكنه سينتخب أبوالفتوح.

لكن لا يزال ناخبون كثيرون لم يحسموا اختيارهم بعد. ويتيح استبعاد أبو إسماعيل للإسلاميين الاختيار بين أبوالفتوح والمرشح الإخواني.

وقال الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين محمود حسين مشككاً في فرص أبوالفتوح إن كثيراً من الليبراليين قلقون إزاء الماضي الإخواني له وإن كثيراً من الإسلاميين بدأوا يتشككون في أنه إسلامي حقيقي. وقال حسين لـ«روتيرز» «سيأخذ بعض (أصوات) بعض هؤلاء وبعضا من أولئك». وكان أبوالفتوح من جناح إصلاحي في جماعة الإخوان، يقول محللون إن القيادة المحافظة للجماعة دفعته إلى الهامش. وكان أبوالفتوح قيادياً طلابياً في شبابه وواجه الرئيس الراحل أنور السادات في السبعينات، قائلاً له في مناسبة عامة إنه أحاط نفسه بالمنافقين. وكان أبوالفتوح من بين مئات النشطاء الذين اعتقلهم السادات عام 1981 قبل اسابيع من اغتياله برصاص إسلاميين متشددين. ويقول وليد عبدالرحمن المتخصص في إدارة الأعمال (27 عاماً) وهو من بين الأغلبية الساحقة التي لم تهتم بالسياسة في عهد مبارك «أروع ما في أبوالفتوح أنك بمجرد أن تسمع عنه تنجذب إليه». وأضاف «الأشياء التي يتحدث عنها تتصف بالشمول. لا تشعر بأنك بعيد عنه سواء كنت إسلامياً أو ليبرالياً أو مسيحياً أو حتى لا تؤمن بالله».

تويتر