مبعدون من الضفة يروون معاناتهم في غزة

الفلسطينية المحررة هناء شلبي تحنّ للعودة إلى جنين. أرشيفية

يحاول العديد من الأسرى المحررين من سكان الضفة الغربية في إطار الصفقة الاخيرة، الذين أبعدوا إلى غزة، التكيف مع الحياة الصعبة في القطاع، حيث يشعرون بأنهم في سجن كبير، رغم الاستقبال الحار الذي لقوه من أهله.

وكانت إسرائيل ابعدت 163 أسيراً محرراً - في إطار صفقة التبادل الاخيرة التي شملت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت - الى غزة من الضفة الغربية.

وقال نهاد ابوكشك (34 عاماً) وهو من سكان طولكرم في الضفة الغربية لوكالة فرانس برس «أشعر بالغربة، والوضع يصعب التأقلم معه».

وابوكشك من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأفرج عنه في صفقة التبادل التي سمحت بإطلاق شاليت، بعدما كان محكوماً بالمؤبد.

وقال إن «غزة سجن كبير، الحياة فيها تختلف عن الضفة (الغربية) بكثير بكل المعايير، لكنْ سجن أحسن من سجن».

وأوضح الشاب الذي تزوج أخيراً بفتاة من الضفة الغربية، تمكنت من الوصول الى غزة «نتعايش مع الواقع، لكنها الغربة».

وأضاف «عندما أود رؤية أهلي يتوجب عليّ أن أحسب السفر إلى الاردن عن طريق مصر، والمصاريف المرتفعة، وهل ستسمح إسرائيل لعائلتي بالسفر، كل هذه الإمور معاناة». وتابع الرجل انه اقام حفل زفافه في غزة.

وقال إن «الحفل كان شبه خال من المدعوين، باستثناء والدتي وشقيقة زوجتي، اللتين تمكنتا من الوصول الى غزة لحضور الحفل». وأكد أن «كل هذه الصور تشعرك بالغربة»، مشيراً في الوقت نفسه الى ان «الحياة في غزه صعبة بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. من مشكلات الكهرباء والمياه والبنزين والغاز». وتابع «البلد هنا ليس مستقراً وليس ككل بلدان العالم».

وقال المبعد فهد كنعان، لفرانس برس ان «الحياة في غزة مشابهة للحياة في الضفة، لكن في النهاية يبقى الانسان بعيدا عن اهله». وأشار الى «مسألة مهمة جداً هي ان اي مبعد عندما يفقد أي شخص من اهله، يمنعه الاسرائيليون من المشاركة حتى في الجنازة أو إلقاء نظرة الوداع الاخيرة». ورأى إن اسرائيل «تتعامل مع غزه كدولة أخرى، وأي شخص يذهب الى غزة فهذا يعني سجناً كبيراً أو منفى لأهلنا في الضفة الغربية». وأكد كنعان أن «هذا الابعاد يندرج في إطار مخطط صهيوني لترك فراغ في الضفة الغربية».

لكن هناء شلبي وهي من سكان قرية برقين في جنين شمال الضفة الغربية، وهي آخر الذين ابعدتهم اسرائيل الى غزة الشهر الماضي، تقول «لا أشعر بأنني في غربة بغزة، ولا أشعر بأنني في سجن». وأضافت «لست مبعدة بغزة بل محررة، وسأقضي حياتي بين أهل وطني وأكمل مشوار حياتي بقطاع غزة».

وتابعت «اسكن مع أمي وأبي في شقة في غزة، وأتواصل مع بقية أهلي في الضفة عن طريق الهاتف و(فيس بوك)». مؤكدة في الوقت نفسه انها «تكره الازمات التي يمر فيها سكان قطاع غزة، مثل ازمة الوقود والكهرباء». وتشعر شلبي بالفخر بـ«انتصارها» على إسرائيل.

وقالت «نلت حريتي رغم انف الاحتلال. جئت إلى غزة ولم يكن ذلك باختياري، لكن واقع الاسر والعذاب والوحدة مرير وقاس، فجاء انتقالي الى أرض غزة العزيزة بين أهلي وشعبي لأواصل أداء رسالتي ابنة لشعب يناضل من أجل استرداد حقوقه».

ويتطلع أبوكشك للعيش في اي دولة عربية. وقال انه يفضل «العيش في دولة فيها حياة افضل من غزة». وأضاف «لم اشتغل حتى الآن، ولا استطيع القيام باي مشروع، فراتبي من وزارة الاسرى غير كاف، إذ يبلغ 1600 شيكل شهرياً (نحو 400 دولار)».

لكن إبراهيم عليان القادم من القدس، وكان محكوماً بالسجن مدى الحياه، أمضى 26 عاماً في السجون، وهو من حركة فتح، وابعد الى غزة في صفقة شاليت، أكد ان «غزة جزء لا يتجزأ من الوطن الفلسطيني». واضاف «بالتالي لا اعتبر نفسي مبعداً بقدر ما اعتبر ان اسرائيل فرضت عليّ ان أخرج من القدس».

ويعتقد كنعان أن من الصعب الحصول على فرصة عمل في غزة، لأن «أهل غزة لا يجدون شغلاً»، لكنه يفخر بأن العديد من المبعدين إلى غزة «اكملوا تعليمهم في جامعات غزة، وبعضهم حصل على وظيفة في الجامعه، وبعض المبعدين يعمل على سيارة أجرة لتحسين ظروفه المعيشية». وحذّر من تنفيذ قرار عسكري اسرائيلي سابق لابعاد مواطني قطاع غزه الذين يقيمون في الضفه الغربية لغزة «هذا يشكل خطورة كبيرة، لأن العديد منهم لديهم اسر ويعملون في الضفة».

تويتر