عرفات توقع مقتله

أفنيري: عرفات كان شريكاً موثوقاً في عملية السلام. غيتي

صادف اليوم الذي نشرت فيه قناة «الجزيرة» خلاصة تحرياتها، الذكرى الـ30 لأول لقاء لي مع عرفات، والذي كان أول لقاء له مع مواطن اسرائيلي. كان ذلك في أوج معركة بيروت، وللوصول اليه اضطررت إلى عبور خطوط ثلاثة فرق متقاتلة، الجيش الاسرائيلي، الميليشيات اللبنانية المسيحية، الجيش اللبناني وقوات منظمة التحرير الفلسطينية. تحدثت مع عرفات ساعتين، وتحدثنا في خضم الحرب، حيث يتوقع مقتله في أي لحظة، عن السلام الاسرائيلي- الفلسطيني، وتطرقنا حتى الى اتحاد فيدرالي اسرائيلي فلسطيني ينضم اليه الاردن في ما بعد.

تلك المقابلة التي أعلن عنها مكتب عرفات أوجدت نوعاً من الضجة في جميع انحاء العالم. وتناولتها العديد من الصحف الكبيرة. وفي طريقي الى بلدي سمعت من خلال الاذاعة أن اربعة وزراء طالبوا بمحاكمتي بتهمة الخيانة. وأمرت حكومة مناحيم بيغن المدعي العام بفتح تحقيق جنائي في الحادثة، وبعد أسابيع أكد المدعي العام أنني لم اخرق أي قوانين (في ما بعد تم تغيير القانون).

وخلال جميع المقابلات التي عقدتها مع عرفات في ما بعد صرت متأكداً بانه أصبح شريكاً مؤثراً وموثوقاً به في عملية السلام. وشيئا فشيئا بدأت أفهم لماذا أصبح مؤسس حركة التحرير الفلسطينية - الذي يعتبره الاسرائيليون والاميركيون إرهابياً لدوداً - زعيماً لجهود السلام، إذ إن القليل جدا من الزعماء تسمح لهم الظروف بقيادة ثورتين في حياتهم.

تويتر