كان في حراسته 5 أسود ونمران ومتهم بتدبير قتل الثوار
سقوط صـبري نخنوخ زعـيم بلطجـــيـة مصـر
في ما يشبه عرض فيلم للرعب عن المافيا العالمية، احتلت عملية القبض على زعيم بلطجية مصر صبري نخنوخ، صدارة جميع وسائل الإعلام المصرية، إذ اعتبر كثيرون عملية القبض عليه ضربة مؤثرة لعمل أكثر من نصف مليون بلطجي، كانوا يقتلون ويخربون ويحرقون البلاد بإشارة من الاسطورة نخنوخ، واعتبر آخرون سقوطه خطوة مؤثرة لاجتثاث اللهو الخفي الذي كان يقتل الثوار ويقطع الطرق ويقود الثورة المضادة .
وكشف الضابط المشارك في عملية القبض على نخنوخ، أحمد بسطاوي، لـ«الإمارات اليوم»، توافر معلومات لدى أجهزة الأمن عن قيادة نخنوخ عشرات الآلاف من البلطجية في القاهرة والاسكندرية والمحافظات، قاموا بارتكاب عمليات قتل منظمة ضد الثوار في ميادين مصر المختلفة، إضافة إلى إحراق منشآت وقطع طرق واختطاف أشخاص وسرقة بنوك وسيارات.
وأوضح بسطاوي أن «القبض على نخنوخ سيكشف أسراراً مذهلة خاصة بقيادة رجال أعمال وقيادات ينتمون إلى النظام السابق لعصابته»، مؤكداً أن «سقوط نخنوخ سيفكك الغاز قتل الثوار في ماسبيرو ومحمد محمود وحادث قتل الاقباط في كنيسة القديسين بالاسكندرية قبل ثورة يناير».
وأوضح بسطاوي، انه تم التنسيق بين النيابة العامة وجميع الاجهزة الامنبة في مصر لضبط المتهم وعدم افلاته من العقاب، وقال بسطاوي إن «المخابرات العامة والعسكرية والبحث الجنائي والامن العام والمباحث العامة، شكلوا فريقاً أمنياً متكاملاً لضبط المتهم، خصوصاً بعد توافر معلومات عن تجارته في الأسلحة والمخدرات، وتردده بشكل دائم على اوكرانيا ولبنان، وتعاونه مع سفارات أجنبية بزعم حماية أفرادها ومنشآتها، وامتلاكه جهازاً لتمرير المكالمات الدولية»، مشيراً إلى أن «طريقة تخفيه وضبطه داخل الفيلا، كانت أشبه بأفلام الرعب»، وقال «فشلت جميع محاولات الامن السابقة لضبط المتهم، لانه عند اقتحام الفيلا يقوم بالاختفاء داخل جناح سري يدخل إليه من باب سري هو باب دولاب غرفة نومه، وهذا الجناح لم يكن يعرف به أحد من معاونيه».
وكشف بسطاوي عن ضبط 12 من أفراد عصابته، وخمس سيدات، وطربتين لمخدر الحشيش، ومحطة لا سلكي كاملة تضم خمسة أجهزة لاسلكي، وعدد من البنادق الآلية، وكميات كبيرة من الذخيرة، وبدلة واقية من الرصاص، وصواعق كهربائية، وعشرات السيوف، والعشرات من اللوحات المعدنية الخاصة بالسيارات التي استخدمها لتضليل أجهزة الأمن، و16 جهازاً محمولاً لاستخدامه الشخصي فقط، بطاقة قضائية مزورة باسمه. وقال بسطاوي إن «المتهم كان يحتفظ في فيلته بحيوانات متوحشة وأليفة، إذ تم العثور على خمسة أسود ونمرين وستة كلاب مفترسة خاصة بحراسته وتأمينه».
يذكر أن علاقة نخنوخ بوكيل جهاز أمن الدولة السابق بدر القاضي كانت معلنة، وكان يتجول معه علانية في انتخابات نادي الزمالك، والانتخابات البرلمانية عام ،2010 كما أن صلته بوزير الداخلية السابق حبيب العادلي كانت حديث الناس، وأشار إليها المستشار الهارب مرتضى منصور في الفضائيات عام ،2008 وكان نخنوخ يقوم بتوريد البلطجية لمرشحي الحزب الوطني المنحل، لتزوير الانتخابات وطرد المعارضين واختطافهم، ونسب لعصابته قتل بعض معارضي النظام السابق وإخفائهم.
واعتبر الناشط والباحث في حركة «قادمون» كرم الخولي، أن دولة مبارك انتهت تماماً بسقوط نخنوخ، وقال الخولي في شهادته أمام قسم شرطة العامرية أثناء انتخابات برلمان 2010 إن انصار نخنوخ قاموا بضرب وتكسير عظام أنصار التيار الإسلامي وتهديدهم بالقتل، وقال الخولي إن ضباط الشرطة سخروا من شهادتي وتم حبس الضحايا، مؤكداً أن النظام القديم كان يدير الدولة خارج القانون بعصابة منظمة تنتشر في جميع مدن وقرى مصر، وتخوف الخولي من قتل نخنوخ داخل السجن قبل الكشف عن كبار المسؤولين الذين كانوا يخططون ويصدرون الاوامر، والذين كانوا يمولون عملياته القذرة،
من جهته، قال صبري نخنوخ، إنه تم اقتحام الفيلا الخاصة به عن طريق المدرعات والأسلحة الثقيلة أثناء نومه في جناحه الخاص بقصره، نافيًا وجود أي بلطجية بالفيلا، إذ إن هؤلاء الأشخاص ليسوا إلا عمالاً كانوا يقومون ببعض أعمال التعديل في الفيلا، إضافة إلى بعض الأصدقاء.
وأضاف نخنوخ في لقاء من داخل محبسه أذاعته قناة «الحياة» أن القبض عليه ليس إلا تصفية حسابات من الإخوان المسلمين الذين يعتبرونه من النظام السابق، متهمًا الدكتور محمد البلتاجي القيادي بالجماعة بأنه السبب في إلقاء القبض عليه، حيث صرح البلتاجي - على حد قوله - بأنه سأل عنه شخصيًا في مداخلة هاتفية على قناة «النهار» وعن القبض عليه.
وحول العثور على نساء بالفيلا الخاصة به، قال إنها زوجة عامل بالفيلا، وأن الأسود التي تم العثور عليها لم يقم باستخدامها في فرض الإتاوات، وإنما يهوى تربيتها. وقال إنه يجب ألا تتم معاملته كإرهابي، لمجرد وجود طبنجة بحوزته، مشيرًا إلى أن مصر دخلت نفقًا مظلمًا بسبب حكم الإخوان، وانتقامهم من أي شخص ينتمي إلى النظام السابق.
وأضاف نخنوخ لبرنامج «الحياة اليوم» الذي يذاع على فضائية «الحياة» أن الضباط أثناء القبض عليه تحدثوا مع البلتاجي، وأنهم يحصلون على أوامر مباشرة منه، على حد قوله، موضحاً أن «الملاهي الليلية» يملكها أخوه، والأمر في مجمله مجاملة للإخوان المسلمين من قبل الداخلية.
وأشار نخنوخ إلى أن وجوده في السجن تعليمات عليا، لكنه لايزال سعيداً وثرياً ولا يحتاج إلى بلطجة لمواجهة الداخلية.
وفي تحقيقات النيابة العامة، قال نخنوخ، إنه رجل أعمال وليس «بلطجياً»، وإنه سافر الى لبنان العام الماضي يوم 20 فبراير ،2011 وعاد الى الاسكندرية منذ أربعة أيام لأداء بعض أعماله الخاصة، ولم يشارك في أي مؤامرة ضد الشعب المصري أو حرق أو تخريب أقسام شرطة في ثورة 25 يناير، ولم يعمل «بودي غاري» لأحد وزراء النظام السابق، ولا أحد من رجال الاعمال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news