مقدسيون محرومون من الصلاة في الأقصى
على الرغم من أن منازلهم لا تبعد سوى عشرات الأمتار عن بوابات المسجد الأقصى، إلا أنهم يحرمون من دخوله والصلاة فيه، وهذه هي حال الكثير من شباب وسكان مدينة القدس من مختلف الأعمار والجهات، الذين أصدرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحقهم أوامر عسكرية تحظر عليهم دخول المسجد الأقصى والصلاة فيه.
وأمام ذلك يصر أهالي القدس المحتلة الذين يمنعهم الاحتلال من دخول المسجد الأقصى على الرباط عند تخوم المسجد لمواجهة استفزازات الشرطة الإسرائيلية، ويحرصون على أداء الصلاة عند بوابات المسجد وأزقة أسواق البلدة القديمة.
وحظر الاحتلال على شباب وسكان القدس دخول المسجد الأقصى في أواخر عام ،2009 كما أصدر وزير الحرب إيهود باراك أمراً عسكرياً قبل عام يحظر نشاط ما زعم أنه تنظيم عسكري يضم 13 شاباً، من دخول الأقصى والنشاط بتخومه بذريعة «المساس بأمن وسلامة الجمهور».
المواطن المقدسي حمزة الزغير (30 عاماً) من سكان البلدة القديمة في القدس، وبعد يوم من الإفراج عنه من سجون الاحتلال الإسرائيلي التي قضى فيها خمسة أشهر بذريعة المشاركة في أحداث المسجد الأقصى، تسلم أمراً عسكرياً من «جيش الدفاع» قبيل شهر رمضان المبارك يحظر عليه دخول الأقصى والصلاة فيه، أو الاقتراب بجزء منه على بعد 20 متراً، وهي المسافة التي يبعد فيها منزل الزغير عن بوابات الأقصى.
الزغير هو واحد من بين سبعة شباب تسلموا أوامر عسكرية من قائد المنطقة الوسطى بجيش الاحتلال يحظر عليهم الصلاة في المسجد الأقصى أو دخوله لمدة ستة أشهر، بذريعة الحفاظ على «أمن دولة إسرائيل وسلامة الجميع والنظام العام».
ويقول حمزة الزغير لـ«الإمارات اليوم»، إن «هذا قرار جائر، لأنه يمنعنا ويحظر علينا دخول الأقصى، وهو شبيه بالاعتقال الإداري الذي يمتد لستة شهور وأكثر، من دون أي تهمة أو ذنب، كما أن هذا الأمر ليـس قراراً قضائيـاً نتسلمه من المحكمة، بل هو قرار عسكري بحسب قانون الطوارئ، ولا يسمح لأي مواطن الاعتراض عليه وتوكيل محامٍ لرفع قضية في المحكمة».
ويهدف حظر الاحتلال دخول المسجد الاقصى عن عشرات المقدسيين، بحسب الزغير، إلى إقصاء الشباب عن المسجد حتى يسهل اقتحامه من قبل الجماعات اليهودية.
ويضيف «أول خطوة قمنا بها رداً على هذا الحظر، هي تشكيل لجنة مقاومة الإبعاد عن المسجد الأقصى، كما أقمنا خيمة عند باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، وحاليا وعلى بعد 20 متراً من باب الأسباط خصصنا مكاناً للصلاة والتجمع فيه، حيث نأتي في كل يوم لصلاة العشاء وصلاة الجمعة، كما إن معظم سكان القدس يساندونا ويدعمون موقفنا، ويتوافدون للصلاة معنا في كل يوم».
ويوضح أن هذا المنع العسكري «زادنا حباً وتعلقاً في المسجد الأقصى المبارك، فإذا منعنا الاحتلال من دخوله، فنحن سنقف له على أبواب الأقصى والقدس ولن نرحل عنها».
قرار المنع العسكري الذي حصل عليه الزغير ليس هو الأول، بل هو واحد من بين ستة قرارات منع حصل عليها خلال ثلاث سنوات، حيث إن أول قرار منع حصل عليه كان عام 2009 واستمر مدة ستة أشهر، كما بلغ عدد المواطنين الذين منعوا معه في المرات السابقة أكثر من 40 مقدسياً.
الشعور بالظلم
أما الشاب هيثم الجعبي، من سكان البلدة القديمة بالقدس، فحصل على «قرار المنع» الأطول في حياته على الرغم من أنه ليس الأول، حيث يمنعه الاحتلال من دخول المسجد الأقصى الذي يبعد 50 متراً عن منزله والصلاة فيه لمدة تزيد على ستة أشهر.
ويقول الجعبي لـ«الإمارات اليوم»، «إن قرار الاحتلال الذي يمنعني من الصلاة في المسجد الأقصى هو ظالم ومجحف، خصوصاً أننا نكون بحاجة كبيرة للوجود في الأقصى والصلاة والقيام وكسب الأجر، كما أن قرار المنع جاء بعد خروجي مباشرة من سجون الاحتلال».
ويضيف: «أشعر بالظلم والغيظ عندما أرى عناصر الشرطة الإسرائيلية وهي تقف داخل باحات المسجد الأقصى، وتمنعني أنا صاحب الحق فيه من دخوله للصلاة، وإذا حاولت اختراق هذا القرار يتم اعتقالي مباشرة وتمديدة فترة المنع». ويوضح الجعبي أنه لدى الاحتلال سياسة مبرمجة منذ سنوات عدة لتفريغ المسجد الأقصى، حتى يتمكـن من احتلالـه بسهـولة، كما حدث في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، ولكن لأن الأقصى أكبر من الحرم الإبراهيمي وله مكانة وقدسية أكبر، فإن خطط الاحتلال تكون كبيرة لتنفيذ ذلك.
ويقول الشاب المقدسي، «نحن لسـنا وحدنا من نعاني داخل القدس، ويحظر عليه الصـلاة، فهناك غيرنا من سكان القدس من هو معتقل داخل سجـون الاحتـلال، وهنـاك من أُبعد عـن القدس وسحبت هويته، وهناك من يفرض عليه الحبس المنزلي، وهذا يأتي ضمن مخطـط التهويد وتفريغ القدس من سكانها».