حنين زعبي.. الأولى في دعم المرأة العربية داخل «فلسطين 48»
تمثل النائبة العربية في الكنسيت الإسرائيلي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، حنين زعبي، بنضالها ونشاطها، حالة سياسية وإنسانية لافتة للأنظار وفريدة من نوعها في الداخل الفلسطيني المحتل، فلم تمنعها عضويتها في الكنيست أن تناضل من أجل العرب نساءً ورجالاً في الأراضي المحتلة داخل وخارج أروقة الكنيست، بل امتد نشاطها النضالي إلى خارج حدود وجودها، فقد تحدت كل الظروف وكانت أحد نشطاء سفينة مرمرة التركية التي كانت تهدف الى كسر الحصار عن غزة، وكذلك حضورها في المحافل الدولية للدفاع عن حقوق الفلسطينيين.
الدور الذي تقوم به زعبي أحدث صدى كبيراً، لاسيما في الداخل المحتل، وحتى المؤسسات الإسرائيلية والعربية لم تنكر ذلك، فقد أظهر تقرير لمنظمات مناصرة لحقوق المرأة أن النائبة حنين زعبي من الأكثر نشاطاً في الكنيست في دعم قضايا المرأة، إذ تصدرت قائمة النواب الذين طرحوا قضايا تتعلق بحقوق المرأة للنقاش في الكنيست، كما تصدرت قائمة الأعضاء الذين قدموا استجوابات حول هذا الموضوع.
وللحديث عن هذا الموضوع، التقت «الإمارات اليوم» بالنائبة حنين زعبي، إذ أوضحت أن هذا التقرير يعد للمرة الأولى في محاولة لرصد غير سياسي يتعلق بعمل ممثلي المرأة في قضايا تخصها، دون تحليل لمضامين العمل والرؤية السياسية التي تتحكم به.
وتشير إلى أن التقرير أجرى مقارنة بين 120 عضو كنيست، شمل العمل البرلماني المتعلق بتشريع القوانين وذلك المتعلق بإثارة قضايا على جدول الأعمال او بالاستجوابات المقدمة للوزراء.
وتقول زعبي: «إننا لا نعمل لكي ننصف، فالأهم هو أن ينصفني شعبي، وليس نشر تقرير هنا أو هناك، وأن الأهم هو أن يكون لشعبنا الحنكة السياسية والعقلية لكي يميزوا بين الغث والسمين في ما يتعلق بممثليهم وقيادتهم السياسية، ودون هذا لن ينجح أي مشروع وطني».
وتضيف أن «التقرير كان موضوعياً، وهو لم يهدف إلى إنصاف حنين زعبي، بل إلى تبيان مكانة المرأة في جدول أعمال البرلمانيين، وهذا ما فعله، ولكن التقرير لم يهدف إلى توضيح كل عملنا البرلماني، فهنالك الكثير مما نعمله، مثل العمل الميداني، محاضرات وجلسات مع نساء من كل الطبقات الاجتماعية والثقافية، للإسهام في رفع الوعي السياسي والاجتماعي».
وترى زعبي أن العمل الميداني والعمل بين شعبها، والمتعلق برفع الوعي السياسي لديهم، ومحاربة اللامبالاة والشعور بقلة الحيلة والإحباط هو عمل أهم وأجدى، وهو الأساس في مجمل العمل السياسي، وهذا ما لم يرصده التقرير بحسب زعبي.
وتقول النائبة العربية: «لقد كان واضحاً منذ أن بدأ عملي البرلماني، أن مواقفي السياسية مشتقة من برنامج التجمع الوطني الديمقراطي، وأنه لا اجتهاد لي في الموضوع، لكن عليّ ان أحسن قراءة البوصلة الوطنية للمشروع الذي أنتمي إليه، لكي أحسن اشتقاق المواقف السياسية للقضايا التي تواجهنا، أما بالنسبة لعملي البرلماني فقد كان قراري بأن استثمر في طرح قضايا تخص حقوق المرأة الفلسطينية، فهي قضية وطنية واجتماعية في الوقت نفسه».
وتضيف أن «كل إنجاز برلماني لمصلحة قضايا عمل المرأة أو حقوقها الصحية أو تغيير توجه الشرطة الإسرائيلية لقضايا العنف في المجتمع بشكل عام وضد المرأة بشكل خاص، سيكون له مردوده لمجتمعنا العربي ككل».
وتتابع زعبي قولها: «لا يمكن تحسين وضع المرأة العربية ومحاربة العنصرية والتمييز ضدها دون تغيير مجمل وضع المجتمع العربي، فلنأخذ مثلاً القضية الرئيسة التي تشغل الحيز الأكبر من متابعاتي، ألا وهي رفع نسبة النساء العربيات في سوق العمل، فلا يمكن الوصول الى هذا الهدف دون توفير أماكن عمل للمرأة العربية، ولا يمكن ذلك دون تطوير بلداتنا العربية، وهل يمكن تطويرها دون إيقاف مصادرة الأراضي وتطوير مناطق صناعية للعرب؟ إذاً هنالك تشابك واضح بين قضية المرأة وقضيتنا الوطنية العامة».
وتشدد على أن العامل الأهم في تطور المجتمع الاقتصادي والاجتماعي للعرب في الداخل المحتل هو دخول المرأة العربية لسوق العرب، حيث نسبتها هناك هي 22٪ فقط، مقابل 65٪ للرجال العرب، رغم وجودهم على هامش سوق العمل الإسرائيلية، برواتب متدنية بكثير عن اليهود، وبغياب كامل عن مهن ومناصب رفيعة.
ويعود سبب ذلك، بحسب زعبي، الى سياسات إسرائيل العنصرية التي هدمت الاقتصاد الفلسطيني، ومنعت الفلسطينيين من تطويره، ومنعتهم من الاندماج الحر والقوي في السوق الإسرائيلية، إذ سرقت الأرض، وأخذت الضرائب، ولم تقم بتطوير مناطق صناعية، وشجعت المصانع والمؤسسات العامة على البناء أو الانتقال الى بلدات يهودية، بالإضافة إلى رفضها عمل العربي وميزت اليهودي عنه، ما أدى إلى وقوع 50٪ من الفلسطينيين في الداخل المحتل تحت خط الفقر.
وتقول النائبة عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي، إن «هذا الضعف الاقتصادي، هو عامل حاسم في ضعفنا السياسي، وفي ابتعادنا عن السياسة في محاولة لتأمين لقمة العيش، والامتناع عن «المشكلات»، فأصبحنا نخاف من أي شيء، ونخاف من ألا نقبل في العمل أو التعليم الأكاديمي، إذ تشير الإحصاءات إلى أن ارتفاع نسبة عمل المرأة العربية من 22٪ إلى 42٪ مثلاً سيخفض نسبة الفقر من 50٪ إلى 16٪، فعندما ترفع نسبة عمل المرأة العربية، فنحن نتحدث عملياً عن نهضة شاملة في مجتمعنا».
وفي تعليق لها على سؤال حول اقتصار نضالها ونشاطها على مناصرة حقوق المرأة العربية، تقول زعبي: «أنا أمثل مشروعاً سياسياً وطنياً شاملاً، وأنا لم أنتخب لكي أمثل المرأة العربية فحسب، كما أنني لم أنتخب فقط من قبل النساء العربيات، فكثيرات منهن لم يقمن بانتخابي، كما أن عشرات آلاف الرجال قاموا بانتخابي، ومن انتخبني يعرف أنني أمثل مشروعاً قومياً وقيماً إنسانية كونية وفكراً ديمقراطياً وعدالة اجتماعية».
وتضيف أن «جوانب نضالي هي حيث يحتاج شعبي وفي قضاياه الحارقة، في تنظيم التظاهرات، وفي رفع الوعي السياسي للشباب والنساء والرجال، وفي حث الناس على النضال، وتقديم نموذج يتحدى العنصرية والقمع وإنكار التاريخ بعقل وبشكل مدروس، وباستعمال كل أدوات النضال السياسي، وبالاستناد الى حقوقنا التاريخية والإنسانية».
وتوضح زعبي أن قضايا مصادرة الأراضي والتعليم والعمل والعنف جميعها قضايا حارقة، وإسرائيل بارعة في إغراق الفلسطينيين بالهموم الصغيرة، مثل فتح مصنع هنا أو فرع بريد هناك، أو مد الكهرباء لهذا الحي أو تلك القرية، مشيرة إلى أن هذه القضايا صغرى مقارنة بانتهاكات وعنصرية إسرائيلية كبرى.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news