حفل موسيقي بساقية الصاوي يثير التباساً في الشارع المصري
أزمة «عبــدة الشيطان» تعيد صراع الإخــوان والليبراليين
طالب وزير الثقافة المصري السابق عبدالمنعم الصاوي، النخب المصرية والمثقفين بسرعة التحرك الجماعي لانقاذ الثقافة من هجمات مدعي الدين وطالبي الشهرة، وقال مؤسس ساقية الصاوي، لـ«الإمارات اليوم»، إن من يطالبون بإغلاق ساقية الصاوي وإلغاء وزارة الثقافة يريدون تجريف ومحو الذاكرة المصرية والقضاء على الإبداع بحجة حماية الدين والعادات، وقال إن المجتمع المصري كله مطالب بالانتفاض ضد المحامي الذي قال كذباً، إن الشباب الذين احتفلوا بالساقية السبت الماضي كانو من عبدة الشيطان، مشيراً الى ان المحامي كان يعلم تماماً انهم مجموعات تعشق الموسيقى والرقص دون اسفاف، لكنه ضلل المجتمع وادعى انهم من عبدة الشيطان مستخدماً الاساليب الامنية نفسها، التي كانت تسخدم من قبل ضد المعارضين وهي اثارة المشاعر الدينية للمجتمع في مواجهة العناصر المخالفة لنظام الحكم.
وقال يجب شطب المحامي اسماعيل الوشاحي، من سجل نقابة المحامين حتى يكون عبرة لأمثاله، الذين يستعدون لإرهاق المجتمع وجره الى مشكلات فرعية باختلاق معارك على ثوابت لا يجوز الخلاف حولها، وقال إن وجود افكار متطرفة ومضللة مثل افكار الوشاحي في المجتمع المصري تشكل خطورة كبيرة علينا، وما وقع منه غير مقبول، واعتبر الصاوي ان ساقية الصاوي، وهي مقهى ومنتدى ثقافي تقدم منذ 10 سنوات فناً راقياً أسهم الى حد كبير مع المؤسسات الأخرى في تشجيع الإبداع والفنون، خصوصاً بين الشباب، لا يمكن تهديدها لأن اطفالها اصبحوا شباباً وشبابها رجالاً، وهم قادرون على الدفاع عنها وعن قيمها، مشيراً الى ان الساقية اقامت مساء السبت الماضي، حفلاً آخر للفرقة نفسها للتأكيد على تقديم عروضها الفنية، خصوصاً فن «الميتال»، الذى لا يوجد فيه ما يسيء للأديان أو القيم.
وكان أعضاء فرقة «اورجينال» السبعة وهم أحمد سمير وكريم وسيم، ومحمد صفوت وشادي أشرف وملك المصري، وميشيل خاطر، وأدهم الخرزاني، قد بدأوا حفلهم بأداء الأغاني باللغة الانجليزية على موسيقى الميتال، مع الرقصات وتحريك الرأس إلى الأمام، وقام عازفو الجيتار بالوقوف أمام بعضهم بعضا وتبادلوا العزف مع الرقص، وقامت الجماهير بتأدية الرقصات نفسها ورددوا وراءهم الأغاني، فيما ارتدى بعض أفراد الجمهور «تي شيرتات» سوداء فقط، من دون أن يضعوا أي علامات خاصة أو مميزة.
وكان المحامي اسماعيل الوشاحي، قد تقدم ببلاغ الى نيابة قصر النيل، التي بدأت تحقيقاتها في اتهام الوشاحي لـ«ساقية الصاوي» بإقامة حفل لعبدة الشيطان، مشيراً الى أن موكليه وجدا بساقية الصاوي لعمل تغطيات إعلامية، فشاهدا أعداداً كبيرة ترتدي «تي شيرتات» سوداء عليها رسوم عبدة الشيطان، فضلاً عن قلادات، وإكسسوارات خاصة بهم، وكانوا يرقصون ويترنحون بطريقة غريبة، ما أثار الشك والريبة لدى موكليه من هذا التجمع بـ«هذه الطريقة، والكيفية المشبوهة»، وهو ما جعلهما يشتبها في وجود جماعة لـ«عبدة الشيطان» بساقية الصاوي، وما تحمله من أفكار هدامة لقيم المجتمع.
وقرر وكيل أول نيابة قصر النيل ضياء عابد، استدعاء مدير الحفلة، واحراز الصور التي أرفقها مقدم البلاغ للحفل، كما استدعت النيابة منظم الحفل، وطلبت تحريات المباحث حول الواقعة، وتحديد هوية الشباب الذين كانوا يرتدون «تي شيرتات»، والتأكد من انتمائهم لـ«عبدة الشيطان» من عدمه، وطلبت النيابة من رجال المباحث التحفظ على أي «فيديوهات»، أو لقطات مصورة للحفل يظهر فيها الشباب الذين ارتدوا تلك الملابس.
وأصدرت الساقية بياناً قالت فيه، إن ما أثير بشأن حفل موسيقى «الميتال»، الذي أقيم في ساقية عبدالمنعم الصاوي يوم الجمعة 31 أغسطس غير صحيح، وما أثير حوله مبالغات شديدة، والساقية تؤكد أنه لم يقع أبداً في سنوات نشاطها التي تقترب من الـ 10 سنوات أي نوع من الممارسات التي يمكن أن يطلق عليها عبادة شيطان وأنها (الساقية) تشكك في وجود عبدة شيطان في مصر.
وشدد الباحث في مركز البحوث الاجتماعية صابر عطيتو، على أن مصر خالية تماماً من وجود عبدة الشيطان، وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن ما قام به الوشاحي هو صراع سياسي بين حزب الإخوان المسلمين وتيار الليبرالية المصرية، مؤكداً أن الوشاحي ينتمي لحزب الحرية والعدالة الذي اراد القيام ببالون اختبار في الوسط الثقافي ومعرفة ردود افعاله حول منع الحفلات الجماعية، خصوصاً التي يرقص فيها الشباب مع الفتيات، وقال إنه حضر حفلات سابقة لفرقة «اورجينال» التي اقامت الحفل بساقية الصاوي، وانهم شباب يعزف موسيقى الميتال، ولا توجد علاقة بين الملابس السوداء وموسيقى الميتال وعبدة الشيطان، وأن هذا فن مثل جميع الفنون، والملابس السوداء لا تعني انهم عبدة الشيطان.
وكشف عطيتو، عن جهل بعض أفراد التيار الإسلامي بطقوس عبدة الشيطان، التي تتضمن الاحتفال في اماكن نائية وخربة والدخول اليها، حاملين رؤوس الأكباش المذبوحة كأشهر رموزهم، اضافة الى ارتداء «تي شيرتات» سوداء عليها صور الجماجم والنجوم والصليب المعقوف، وحفلاتهم بأوروبا فيها ممارسة الجنس الجماعي وشرب الخمور والرقص الصاخب مع تحية للشيطان، عبر رفع الأيادي إلى أعلى، اضافة الى ذبح القطط والكلاب باعتبارها حارسة لعالم الشياطين، وقال عطيتو اذا كان ممثلو «الإخوان» يريدون وقف الحفلات الفنية فيجب اعلان ذلك صراحة من دون توجيه اتهامات مرعبة مثل «عبدة الشيطان»، لأن اصحابها يمكن ان يستباح دمهم بمثل هذه الاتهامات.
وكانت الصحف المصرية قد وصفت الوشاحي بأنه ممثل لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، لكن القائم بأعمال رئيس الحزب عصام العريان، نفى أن تكون هناك أي علاقة بين المحامي اسماعيل الوشاحي والحزب.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news