الاحتلال يهدد حياة الفلسطينيين. الإمارات اليوم

إسرائيل تقيم مصنعـاً للسموم في «وادي النِعام» بالنقب

لا تتوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأرضه وحقوقه عند سلب الأراضي وسياسات التهجير والتهويد، بل تتعدى ممارساته إلى أكثر من ذلك بكثير، ففي قرية وادي النِعام الواقعة جنوب مدينة بئر السبع المحتلة تقيم سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدداً من البرك لصناعة السموم المختلفة والمبيدات والصناعات الكيماوية.

هذه البرك التي تعد مصنعاً لإنتاج السموم لم يعلن الاحتلال عنها في السابق، وتم اكتشافها من قبل مركز معلومات وادي حلوة سلوان خلال زيارة تفقدية للقرية وأحوال سكانها الذين يتعرضون لمعاناة كبيرة من قبل الاحتلال، حيث فوجئ طاقم مركز معلومات وادي حلوة بوجود سلسلة من البرك لصناعة السموم المختلفة، بمسافة لا تبعد سوى كيلومترين أو ثلاثة عن تجمع أهالي القرية وادي النعام.

كما يحيط الاحتلال هذه البرك بأسلاك شائكة، ويقيم عليها حراسة إسرائيلية مُشددة، ويمنع الاقتراب منها نهائياً، ويوجد على الأسلاك يافطة مكتوب عليها باللغة العربية «خطر غرق لا تقرب»، وباللغة العبرية «خطر الاقتراب.. تَسمُم أو غرق».

ويقول مدير مركز معلومات وادي حلوة - سلوان جواد صيام لـ«الإمارات اليوم»، إن «اليافطة المكتوبة باللغة العربية غير واضحة لسكان القرية، كما أن الاحتلال لم يخبر الأهالي بوجود هذه البرك وطرق استخدامها، على الرغم من إقامتها منذ 25 عاماً، إضافة إلى أن هذه البرك المستخدمة في إنتاج الصناعات الكيماوية تلتهم مئات الدونمات من أراضي قرية وادي النعام الفلسطينية».

ويضيف «لا يمكن للشخص الوقوف فترة طويلة بالقرب من البرك - حال استطاع الوصول - بسبب انبعاث الروائح الكريهة منها، إضافة الى الشعور بضيق في التنفس واحمرار وحروق شديدة في الجلد».

ويوضح صيام أن البرك مقامة على شكل سلسلة، وأخرى على شكل بحيرات بعيدة عن بعضها بعضاً، منوهاً إلى أن الاحتلال يجري بين فترة وأخرى عملية تجفيف للبرك الصناعية، إذ أن الصخور والحجارة الكبيرة تتحول إلى فتات كالملح.

ولا تتوقف الكارثة البيئية لأهالي قرية وادي النعام عند هذا الحد، بحسب صيام، بل إنها تمتد لتجعل الأهالي ومواشيهم ونباتاتهم «مختبراً للتجارب»، فبعد إنتاج السموم بالبرك تقوم طائرات إسرائيلية برشها عليهم، للتأكد من جودة الإنتاج، إضافة إلى رشها على بقية قرى النقب غير المعترف بها، البالغ عددها 45 قرية.

ويوجه مدير مركز معلومات وادي حلوة نداءً عاجلاً للمؤسسات الحقوقية للتدخل السريع لحماية اهالي قرية وادي النعام الذين يعانون ظلماً اجتماعياً وسياسياً وثقافياً وضغطاً نفسياً كبيراً، وتحمل مسؤولياتها تجاه الكارثة البيئية في المنطقة بزيارتها وتوثيق الاعتداء عليها وصولاً الى حل جذري للمشكلة.

ويقول صيام إن «من الأولى للسلطات الإسرائيلية أن تنقل المصانع والبرك إلى مناطق أخرى بدل المطالبة بترحيلهم، فلهم الحق بالبقاء في منازلهم وعلى أراضيهم، لأنهم مقيمون فيها قبل الاحتلال، لاسيما أن بدو بئر السبع ليسوا بدواً رُحلاً بحثاً عن المأكل والمشرب لمواشيهم، بل هم بدو وأصحاب أرض، كانوا يتنقلون من منطقة إلى أخرى ويعودون إلى منازلهم».

من جهة أخرى، يقول شيخ قبيلة وادي النعام يوسف الزيادين، إن «الطائرات الإسرائيلية تقوم برش مواد على القرية بشكل متواصل من دون تحذير السكان، ما يؤدي الى نفوق المواشي بشكل سريع، وبحسب خبرتنا في تربية الحيوانات فإننا نكتشف أن المواشي تكون مسمومة، إضافة إلى أننا نلاحظ مـنذ سـنوات عديدة عـدم نمو النباتات والأشجار الصحراوية في المنطقة».

ويضيف «هناك حالات موت مفاجئ بين سكان القرية، إضافة الى إصابة المواطنين بضيق تنفس وأمراض جلدية، وتشوهات خلقية».

وفي مشهد آخر لاضطهاد أهالي القرية وهضم حقوقهم توجد أكبر محطة لتوليد الكهرباء في منطقة وادي النِعام، على بعد 100 متر فقط من المنازل السكنية، في حين لا تزود مساكنهم بالكهرباء، لأنها قرية غير معترف بها إسرائيلياً، إذ يقوم الأهالي بتوفير الكهرباء بمولدات الطاقة الشمسية، وهي متوافرة فقط في ساعات المساء، كذلك يقومون بشراء المياه بشكل دوري.

ويعيش في قرية وادي النعام 24 ألف نسمة، منازلهم مهددة بالهدم، وقد تعرض العديد منها للهدم، بحجة الخطر على حياتهم.

الأكثر مشاركة