سامي.. حالته بحاجة إلى علاج في أميركا. من المصدر

سعيد الخور.. المرض خطف طفلتيه ويهدد طفله سامي

بين أزقة مخيمات قطاع غزة وجدران المنازل الضيقة فيها، تختفي آلام ومعاناة لا يعرف بها من هو خارج هذا النطاق، وهناك عائلات تتجرع مرارة الأمراض التي تخطف أطفالها من بين أحضانها وهي غير قادرة على توفير وإيجاد العلاج لهم.

المواطن الفلسطيني سعيد الخور (25 عاماً) من قطاع غزة، خطف المرض طفلته غزل (عام ونصف) قبل عامين، وطفلته رنين (عام ونصف) في بداية عام ،2009 حيث أصيبتا بمرض يتسبب بحرق أنزيم السكر بشكل دوري، ولم يقدر على علاجهما الذي لا يتوافر داخل مستشفيات قطاع غزة، وحتى في المستشفيات داخل الأراضي المحتلة.

الحكاية اليوم تتكرر مع طفله الثالث سامي (عامان ونصف)، وهو يخشى في كل يوم أن يخطفه الموت، خصوصاً بعد أن رفض الجانب الإسرائيلي سفر طفله إلى مستشفيات القدس الذي كان يتلقى العلاج فيها، فحالة طفله لا يوجد لها علاج إلا في أميركا، ويتم تحويله إلى مستشفى المقاصد بالقدس.

اليوم طفله ممنوع من دخول القدس عبر معبر بيت حانون (إيرز) الذي يسيطر عليه الاحتلال، وبالتالي ينقطع عنه العلاج الذي لا يتوافر في قطاع غزة، وهو ما يهدد حياة الطفل بالموت في أي لحظة مثل ما حدث بشقيقتيه.

يقول سعيد الخور بصوت مختنق لـ«الإمارات اليوم»، وهو يحضن طفله بين ذراعيه، «بعد الولادة بثلاثة شهور تظهر أعراض الإعياء والمرض على أطفالي، وهذا ما حدث مع ابنتيّ رنين وغزل، ومع ابني سامي، حيث يعاني الأطفال من حرق أنزيم السكر بشكل دوري، فعندما ظهر المرض عند رنين وغزل تم تحويلهما للعلاج داخل المستشفيات في الأراضي المحتلة، لأن علاج مثل هذه الحالات لا يتوافر في مستشفيات غزة، ولكن فؤجئت بأن العلاج لا يتوافر أيضا داخل هذه المستشفيات».

رنين وغزل لم تقدرا على مقاومة هذا المرض في ظل عدم توافر علاج لهما في غزة وإسرائيل، ليخطفهما المرض وهما في أحضان والدهما الذي كان عائداً بهما من رحلة علاج بائسة داخل المستشفيات الإسرائيلية.

ويقول الخور، «أما ابني سامي فقد ظهر لديه المرض وهو في الشهر الثالث من عمره، ويعاني المرض ذاته، وبعد مساع وجهود كبيرة تمكنت من الحصول على تحويلة لعلاجه داخل مستشفى المقاصد في القدس، ولكن منعت من السفر للعلاج بسبب عدم توافر هذا العلاج لدى هذا المستشفى وبقية المستشفيات داخل الأراضي المحتلة».

ويضيف، «لكن هذا المستشفى يوفر لي العلاج الذي يحصلون عليه من أميركا، وأسافر بطفلي لتلقي هذا العلاج، ومنع طفلي من السفر يعني أنه سيحرم من الحصول على العلاج الذي يتم جلبه من أميركا».

ويتابع قوله، «اليوم أنا حائر لا أدري ماذا أفعل وأقدم لطفلي الذي يهدده المرض كل يوم، وأخشى أن يضيع من بين يدي وأنا أنظر إليه وهو يعاني المرض في كل لحظة».

ويشير الخور إلى أن طفله سامي يعيش الآن على حقنة يتلقاها كل أسبوعين في مستشفى الرنتيسي للأطفال بغزة، ويمكث من الساعة التاسعة صباحاً حتى الساعة الرابعة عصراً، وهو يتلقى هذه الجرعة.

ويناشد الوالد المكلوم أصحاب القلوب الرحيمة والضمائر الحية والخيرين إنقاذ حياة طفله من المرض الذي يهدد حياته في كل لحظة، ويقول، «لم أعد قادراً على تحمل الآلام والأحزان أكثر من ذلك، فإذا رحل سامي، فمعنى ذلك أنني سأحرم من الاطفال مدى الحياة، لأنه من الصعب أن تكرر معاناة أطفالي مرة رابعة».

يذكر أن سعيد الذي كان يعمل في مهنة الخياطة لا يمتلك أي فرصة عمل في الوقت الحالي، بسبب توقف عمل المصانع نتيجة لإغلاق المعابر وأزمات الحصار، وبالتالي هو غير قادر على توفير تكاليف العلاج الذي لا يتوافر أصلاً داخل غزة أو المستشفيات الإسرائيلية.

الأكثر مشاركة