مصر تشهد ولادة 5 منها خلال أسبوع ومراقبون يصفونها بـ «الكرتونية»

تحالفات سياسية جديدة لمنافســة «الإخوان» في الانتخابات البرلمانــية المقبلة

احتفالات بانطلاق التيار الشعبي. أرشيفية

دخلت مصر عصر التحالفات السياسية الكبرى التي تضم عشرات الأحزاب لمواجهة التيار الإسلامي الحائز على الأغلبية في البرلمان المنحل، فقد شهدت البلاد مولد خمسة تحالفات سياسية خلال الأسبوع الماضي فقط، هي تحالف الكتلة الوطنية بزعامة المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق والنائب محمد أبوحامد، وتحالف الامة المصرية الذي يجمع حزب الوفد مع حزب المؤتمر المصري الذي اندمج به 25 حزباً سياسياً بزعامة المرشح الرئاسي السابق، عمرو موسى وتحالف التيار الشعبي بزعامة المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، والتحالف الديمقراطي الثوري، الذي يتشكل من 10 أحزاب وحركات يسارية، إضافة إلى تحالف نواب الشعب الذي جمع نواب البرلمان عن الحزب الوطني المنحل، بزعامة اللواء حازم حمادي، كما يستعد المرشح الرئاسي السابق الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح لإعلان ضم عدد من الاحزاب لتحالف مصر القوية.

وفيما اعتبر البعض التحالفات انقلاباً في الشارع المصري ودليلاً على نضج العمل السياسي والحزبي، وطريقاً لكسر هيمنة التيار الاسلامي على البرلمان، قلل آخرون منها باعتبارها لا تقوم على ايديولوجية واحدة ومعظمها تتشكل من أحزاب كرتونية.

الباحث في شؤون الأحزاب أحمد عبدالله، قال لـ«الإمارات اليوم،»، إن التحالفات التي يشهدها الشارع السياسي المصري تمثل موجة ثانية للثورة المصرية، لأنها قامت على فكرة توحيد وتجميع اصحاب الإيديولوجيات المتقاربة في كيانات كبيرة، وقال عبدالله، «ان اقوى هذه التحالفات هو تحالف الامة المصرية الذي يقوده عمرو موسى، خصوصاً أن هناك احتمالات مؤكدة باندماج 120 برلمانياً سابقاً يمثلون تحالف نواب الشعب من قيادات الحزب الوطني المنحل معه»، وقال عبدالله، «لا توجد فروق بين مكونات تحالف الامة، وحزب المصريين الاحرار الذي يضم الوفد وغد الثورة والجبهة الوطنية والاحرار والجيل، فكلها أحزاب ليبرالية، وتنافسها في الانتخابات الماضية، قسم كتلتها التصويتية عليها جميعاً، ما سمح للكتلة الاسلامية بالحصول على الأغلبية». مشدداً على ان التحالفات الجديدة ستقضي تماما على ما يسمى بالفاقد التصويتي الذي تستفيد منه الاحزاب الكبيرة، واعتبر عبدالله ان التحالفات المعلنة ستنهي عصر الاحزاب.

وكان عمرو موسى قد نجح في ضم 25 حزباً في حزب المؤتمر المصري، وهي احزاب غد الثورة بزعامة ايمن نور، والجبهة الوطنية بزعامة الدكتور اسامة الغزالي حرب، بالإضافة إلى أحزاب الجيل الديمقراطي، السلام الاجتماعي، الإصلاح والتنمية، مصر العربي الاشتراكي، التحرير المصري (صوفيون)، مصر الفتاة، الاتحاد المصري العربي، حزب المحافظين، حراس الثورة، المواطن المصري، حزب الثورة، العربي للعدل والمساواة، الاتحاد المصري العربي، العدالة الاجتماعية، حزب الطليعة العربية، حزب الوعي، اتحاد شباب الثورة حملة عمرو موسى الرئاسية، حزب الخضر، المستقلون الجدد.

واعتبر عبدالله أن «تحالف التيار الشعبي الذي جمع حملة حمدين صباحي، واربعة أحزاب ناصرية، هي الكرامة، والعربي الناصري، والشعبي الناصري، والوفاق، في حاجة الى التوافق مع تحالف القوى اليسارية على أرضية تحقيق العدالة الاجتماعية»، موضحاً ان تشرذم قوى اليسار المصري في الانتخابات البرلمانية الماضية لم يمنحها سوى ثمانية مقاعد فقط.

وقال عبدالله «ان تحالف الامة بزعامة موسى يمكن ان يشكل قوة سياسية كبرى تستطيع المنافسة على الاغلبية في الانتخابات المقبلة اذا ما نجح في التنسيق مع تحالف اليسار المصري والاقباط».

وفيما وصف بأنه اعادة بعث لليسار المصري، أعلن الاربعاء الماضي عدد من القوى اليسارية من أحزاب وحركات ثورية عن تدشين «التحالف الديمقراطي الثوري»، كأحدث تحالف من أحزاب الاشتراكي المصري، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والتجمع، والعمال والفلاحين، والشيوعي المصري، وائتلاف المصري لمكافحة الفساد، وحركة الاشتراكية الثورية (يناير)، واتحاد الشباب الاشتراكي، وحركة مينا دانيال.

وقال بيان تأسيسه إنه تشكل للدفاع عن اهداف ثورة 25 يناير، خصوصاً تحقيق الحرية، والكرامة الإنسانية، والعدالة الاجتماعية، ومواجهة المخاطر التي تعترض طريق الثورة من قوى الثورة المضادة التي تمثل تحالف الشرائح الرأسمالية «القديمة والجديدة» بقيادة جماعة الإخوان التي تُعيد إنتاج نظام مبارك بنفس قواعده الطبقية، وعلاقاته، وانحيازاته الداخلية والخارجية التي تحاول جني المكاسب الذاتية الرخيصة على حساب تضحيات الشهداء، وجهود المناضلين من كل الاتجاهات.

وكشف عضو الأمانة العامة للاشتراكي المصري نبيل رشوان عن مشكلات عديدة تواجه التحالف الديمقراطي الثوري، يمكن ان تؤثر في أدائه ونتائجه في الانتخابات البرلمانية المقبلة، من بينها تنافس زعامات اليسار المختلفة على القيادة، وهو ما أفشل فكرة حزب التجمع الوحدوي في الماضي، مؤكداً فشل دمج حزبه الاشتراكي المصري مع التحالف الشعبي المصري

وقال رشوان لـ«الإمارات اليوم»، «ان التحالف الثوري هو تحالف انتخابي وسياسي وليس اندماجاً داخل حزب واحد»، مؤكداً استحالة دمج قوى اليسار في كيان واحد.

وحول قدرة التحالف الجديد على منافسة جماعة الاخوان في الانتخابات المقبلة، قال رشوان، «ان القوى اليسارية تفتقد الموارد المالية التي تمكنها من الحركة بين المحافظات المصرية المختلفة، اضافة الى افتقاد اليسار الى وسائل إعلامية تتصل بالجماهير وتشرح افكاره وحلوله لقضايا المجتمع»، مشيراً الى «ان حركة اليسار مازالت مركزية في القاهرة فقط وداخل صالونات النخب، مطالبا قوى اليسار بنقل نضالها من الفضائيات الى الشارع».

وقال رشوان، ان قوى اليسار امامها فرصة قوية للحصول على تمثيل مشرف بالبرلمان المقبل، بعد تراجع شعبية الاخوان المسلمين والقوى السلفية نتيجة الهجمات الاعلامية المكثفة عليها، مشترطاً التخلي عن نزعات الزعامة التي يتصف بها معظم شيوخ وشباب اليسار، والتوافق على الدفع بالعناصر الاكثر التصاقاً بالشارع، مع تبسيط لغة الخطاب اليساري ليخاطب الجماهير بدلا من النخبة والعمل بين الناس لرفع المعاناة عنهم وليس مخاطبتهم بلغة التنظير. واعتبر رشوان ان هناك مجالات عدة يستطيع اليسار ان يلعب دورا فيها، مثل عقد دورات تعليمية مجانية لطلبة المدارس، لمحاربة الدروس الخصوصية التي تثقل كاهل الاسرة المصرية، وتسيير قوافل طبية لمعالجة المرضى، وغيرها من القضايا التي تمس حياة الناس بشكل مباشر.

من جهته، رحب القيادي بحزب الحرية والعدالة، محمد البلتاجي، بالتحالفات الجديدة، وقال «إنها تشكل اثراء للعمل السياسي في مصر الثورة، كما انها تدفع حزبه الى مضاعفة جهوده»، مشدداً لـ«الإمارات اليوم» على ان التحالفات التي يمكنها التأثير في الانتخابات المقبلة هي تحالفا القوى الثورية اليسارية وتحالف الامة بزعامة عمرو موسى، وقال «ان تحالف نواب الشعب وتحالف شفيق لن يكون لهما أي تأثير في الانتخابات المقبلة، إذا ما توحدت القوى الثورية لفضحهما».

يذكر ان هناك محاولات لتوسيع تحالف مصر القوية بزعامة عبدالمنعم ابوالفتوح ليشمل حزب الامة بزعامة صلاح أبوأسماعيل، وحزب الوسط، وحزب الجماعة الاسلامية، البناء والتنمية، والتيار المصري، والحضارة، ومصر المستقبل، إضافة الى احتمالات بانضمام حزب مصر بزعامة الداعية عمرو خالد إلى التحالف.

تويتر