الحصار كلف هافانا 100 مليار دولار
بعد نصف قرن من أزمة الصواريخ كوبا.. وأميركا لايزالان عدوّان
مر نصف قرن على أزمة الصواريخ عام ،1962 لكن ذلك لم يكفِ لمصالحة كوبا والولايات المتحدة اللتين مازال بينهما عداء شديد يستفيد منه كل طرف على طريقته.
في كوبا لم يتغير الخطاب العدائي منذ 50 سنة، ولاتزال تتردد عبارات «العدو» و«إمبراطورية الشمال» و«مرتزقتها»، التي تتردد كل يوم في وسائل الإعلام، وجميعها رسمي، والخطب الرسمية التي تتهجم على الولايات المتحدة.
ويظل «الحصار»، كما يسمي الكوبيون الحظر الاقتصادي والمالي، الذي تفرضه واشنطن على كوبا منذ فبراير 1962 ـ قبل ازمة الصواريخ ـ اكبر عائق لأي عملية تطبيع.
وتقول هافانا ان هذا الحظر الذي ترسيه القوانين الأميركية والمدان سنوياً في الأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، كلف كوبا اكثر من 100 مليار دولار.
وقال وزير الخارجية الكوبي، برونو رودريغس، في 20 سبتمبر الماضي «انه السبب الأساسي لمشكلاتنا الاقتصادية في البلاد».
كما ان وزارة الخارجية الأميركية مازالت تدرج كوبا منذ 1982 على لائحتها السوداء «للبلدان التي ترعى الإرهاب» الى جانب ايران وسورية والسودان، وهو ما تدينه هافانا باعتبار وضعها مع هذه الدول امر «غير منسجم».
كذلك تشكل قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية «المستأجرة بشكل متواصل» من الولايات المتحدة منذ 1903 في اقصى جنوب شرق الجزيرة، شوكة مؤلمة بالنسبة للإحساس القومي الكوبي.
وكان فيدل كاسترو يطالب الولايات المتحدة منذ 1962 برفع الحظر والتخلي عن غوانتانامو مقابل سحب الصواريخ السوفييتية.
وخلال السنوات الأخيرة ظهرت خلافات جديدة بين البلدين، حيث تندد هافانا يومياً «بالإدانات الظالمة» لخمسة من عناصرها المعتقلين في الولايات المتحدة منذ ،1998 بعدما اخترقوا الأوساط المناهضة لكاسترو في فلوريدا.
ورداً على الدعوات الى الإفراج عن «لوس سينكو» (الخمسة) الذين ينظر اليهم في كوبا على انهم «ابطال مكافحة الإرهاب»، تطالب الولايات المتحدة بالإفراج عن آلان غروس، المتعاقد مع وزارة الخارجية الأميركية المحكوم بالسجن 15 سنة في كوبا لإدانته بإدخال تجهيزات اتصال، عبر الأقمار الاصطناعية، محظورة الى كوبا.
ومع ذلك تقوم علاقات وثيقة بين البلدين اللذين يفصل بينهما مضيق فلوريدا وعرضه 150 كيلومتراً.
ولم يمنع الحظر ان تكون الولايات المتحدة سابع شريك تجاري لكوبا، خصوصاً بفضل الإعفاءات من قوانين التصدير التي توصل لوبي قطاع الصناعات الغذائية الأميركي إلى فرضها على واشنطن.
وقد انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ ،1960 لكن «فرع المصالح» الأميركية داخل السفارة السويسرية يؤوي اكبر بعثة دبلوماسية في كوبا، وتتهمها الحكومة الكوبية بالعمل خصوصاً على تمويل المعارضة الداخلية التي تطلق عليها اسم «المرتزقة».
ومنذ 50 سنة هاجر آلاف الكوبيين الى الولايات المتحدة، حيث يقيم اليوم مليون ونصف المليون من الكوبيين وابنائهم. وبعد المهاجرين «السياسيين» الذين خرجوا من البلاد في السنوات الأولى التي تلت الثورة، خرج الاف المهاجرين «الاقتصاديين» الذين حافظوا على صلاتهم العائلية في الجزيرة. وتسهم الولايات المتحدة كثيرا في هذه الهجرة بإصدارها سنوياً 30 الف تأشيرة للراغبين في الرحيل، وهم غالباً من الشبان حاملي الشهادات، الأمر الذي يطرح مشكلة تدينها السلطات الكوبية.
ومن دون الملياري دولار ونصف المليار من التحويلات التي يرسلها سنوياً اولئك المهاجرون الى عائلاتهم في كوبا، قد لا يتمكن العديد من الكوبيين من تأمين معيشتهم برواتب شهرية لا يتجاوز متوسطها رسمياً 19 دولاراً.
وفي 2011 زار نحو 400 الف من اولئك الكوبيين الأميركيين الجزيرة حاملين معهم قليلاً من الثقافة الأميركية الى الشبان بشكل خاص.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news