«الكسب غير المشروع» يلاحق إبراهيم نافـع وسمير رجب

كشف مصدر مسؤول في جهاز الكسب غير المشروع المصري عن تجاوز ثروة رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير جريدة الأهرام السابق، ابراهيم نافع، حاجز الستة مليارات جنيه مصري، وقال المصدر، الذي فضل حجب ذكر اسمه، لـ«الإمارات اليوم»، «ان الحصر المبدئي لثروة نافع، من اموال وقصور وتحف نادرة وأراضٍ ومشغولات ذهبية وألماظ وغيرها يشير الى تضخم ثروته بشكل كبير، واستغلاله وأولاده جريدة الاهرام المملوكة للدولة في التربح وتحقيق نفع شخصي»، وقال المصدر «المستندات التي قدمتها هيئة الرقابة الادارية، تؤكد ان نافع كان يدير المؤسسة وفقاً لقانونه الخاص متعدياً قوانين الدولة التي تجرم التربح واستغلال النفوذ»، مشيراً الى «ان هناك جهات رقابية عدة تنسق الآن في ما بينها في مكافحة الفساد في مصر» ، موضحا ان «هيئة الرقابة الادارية وجهاز الكسب غير المشروع والجهاز المركزي للمحاسبات، على رأس تلك الجهات التي نجحت في تجهيز قائمة تضم 150 شخصاً متهماً بالتربح واستغلال النفود»، وكشف المصدر عن وجود قضاة وإعلاميين ورجال اعمال ومسؤولين سابقين من بين القائمة التي سيعلن عنها قريبا، وقال «هناك صحافيون يترأسون تحرير صحف، وإعلاميون يقدمون برامج شهيرة، تلقوا أموالاً طائلة وقصوراً وفلل من رجال اعمال ومسؤولين كبار»، وأشار المصدر الى امتلاك قضاة ثروات عقارية لا تتناسب مع دخولهم، وحصول بعضهم على رشى تم توثيقها عبر الاحهزة الرقابية. وكان رئيس جهاز الكسب غير المشروع، المستشار يحيى جلال، قد أصدر، الأسبوع الماضي، قراراً بضبط وإحضار رئيس مجلس إدارة ورئيس تحرير مؤسسة الأهرام السابق، إبراهيم نافع، وذلك استكمالاً للتحقيقات التي يجريها الجهاز، في ضوء تقارير هيئة الرقابة الإدارية، التي تفيد بتضخم ثروته جراء استغلاله نفوذ عمله على رأس مؤسسة الأهرام. كما أصدر المستشار يحيى جلال، قراراً، امس، بمنع كل من رئيس تحرير ومجلس ادارة جريدة الجمهورية السابق، سمير رجب، ورئيس تحرير جريدة أخبار اليوم السابق، ممتاز القط، ورئيس تحرير جريدة الجمهورية السابق محمد علي إبراهيم، من مغادرة البلاد، ووضع اسمائهم على قوائم الممنوعين من السفر، ومنعهم من التصرف في أموالهم العقارية والمنقولة والسائلة.

وينتظر أن يباشر الجهاز التحقيق معهم خلال الأيام القليلة المقبلة، ومواجهتهم بتقارير الجهات الرقابية المتعلقة بتضخم ثرواتهم.

وقال رئيس هيئة الفحص والتحقيق بالكسب غير المشروع، المستشار منتصر صالح، انه سيقوم بمواجهة ابراهيم نافع بالتقارير الرقابية والبلاغات المقدمة ضده، والتي تتهمه باستغلال نفوذه في تحقيق ثروة لا تتناسب مع مصادر دخله، مشيراً الى «أن الجهاز واجه مدير اعلانات الاهرام السابق، ورئيس النادي الاهلي، حسن حمدي، بمستندات تؤكد تجاوز ثروته، الملياري جنيه مصري، وتم الافراج عنه على ذمة القضية بكفالة مليوني جنيه مصري».

وكشف رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بالاهرام، الدكتور احمد النجار، لـ«الامارات اليوم»، عن قيامه بتقديم 12 بلاغاً يتهم فيها كلاً من إبراهيم نافع وحسن حمدي، بإهدار المال العام، في الفترة من 2005 حتى ،2008 لكن تم إغلاقها جميعاً، بسبب نفوذ نافع وحسن حمدي.

وأضاف أنه قدم بلاغاً جديداً للنائب العام أخيراً، ضد نافع وحسن حمدي، تضمن 22 اتهاماً، وقال انه متفائل هذه المرة بتحقيق العدالة، لأنه لا يوجد من يساعدهما على التهرب من المساءلة القانونية.

وقال النجار «إنه في يوم الأول من نوفمبر ،2002 وقعت الأهرام عقدا مع شركة دعاية وإعلان، طلبت احتكار إعلانات الطبعة العربية للصحيفة القومية، وحصلت على استثناء، هو خصم وصل إلى 45٪، وتم توقيع العقد لمدة ثلاث سنوات مقابل 3.25 ملايين دولار، موضحا «أن لوائح الأهرام تقول إن الحد الأقصى للخصم هو 20٪، وإنه في بعض الاستثناءات البسيطة يصل إلى 25٪، وهو ما وضع العديد من التساؤلات حول الخصم الذي حصلت عليه الشركة». وكشف احمد النجار، أنه طلب من مجلس إدارة الأهرام إجراء تحقيق داخلي في القضية في وقت سابق، بعد تعذر التحقيق فيها نيابياً، بسبب نفوذ حسن حمدي، لكن لم يتم التحقيق مع إبراهيم نافع وحسن حمدي، كما ان التحقيقات دانت مسؤولين صغاراً فقط في الواقعة.

وكان النجار وعدد من صحافيي الأهرام، قد تقدموا ببلاغات إلى النائب العام عبدالمجيد محمود، ورئيس جهاز الكسب غير المشروع، التي تكشف انتشار الفساد في وكالة الأهرام للإعلام، مطالبين بفحص الذمة المالية لـ20 قيادياً في الاهرام.