ممثلة في الفيلم المسيء تؤكد تعرضها للخداع. أ.ب

قيادي في اللوبي الصهيوني حرّض منتج الفيلم المسيء

يتساءل مراقبون عن الدوافع التي حمست سام باسيل، واسمه الحقيقي هو نقولا باسيلي نقولا، لكي ينتج فيلماً من هذا النوع، يكون سبباً في تأجيج مشاعر الغضب عند المسلمين حول العالم. ويعتقد أن باسيل له سوابق إجرامية، وقد أعلن إفلاسه قبل سنوات، ولم يعرف عنه أنه ناشط ملتزم بأي قضية غير جمع المال. وبالتالي فإن باسيل لم يقدم على هذا العمل، المحفوف بالمخاطر، إلا إذا تلقى حوافز مالية معتبرة.

ودين نقولا في ،1997 في قضية تتعلق بالمخدرات، ومرة أخرى في ،2010 بتهمة انتحال شخصيات مختلفة، عندما كان يدير مجموعة من محطات الوقود. وأطلق سراحه الصيف الماضي، بعد قضائه 21 شهراً في سجن أميركي.

يدعم نقولا يميني متطرف يدعى ستيف كلين، الاستشاري في مجال صناعة الأفلام، ويصنف كلين ضمن اللوبي الصهيوني في أميركا، وله علاقة بمجموعة من الكتاب والنقاد المعروفين بعدائهم للإسلام، من أمثال روبرت سبنسر. واكتسب كلين شهرة واسعة في أميركا، إذ قرر قيادة مسيرات مناهضة للإسلام خارج المدارس والمساجد في كاليفورنيا.

وادعى كلين لصحافي أنه لم يكن يعرف الاسم الحقيقي لنقولا، وهو قبطي مصري، وأن هذا الأخير استعان به، نظراً لخبرته في إثارة الرأي العام الأميركي ضد المسلمين، الأمر الذي يعتبر صعب التصديق، نظراً لمعرفة كلين الواسعة، ومن المرجح أن يكون له دراية بهوية نقولا.

ومن الاحتمالات المطروحة في هذه المسألة، أن تكون مجموعة ناشطين أميركيون يعملون لصالح الصهيونية، اختارت نقولا بالقيام بهذا العمل العدواني نيابة عنها، مقابل مبلغ معين من المال.

ويقول كلين، «بعد أحداث الـ11 من سبتمبر، ذهبت إلى كاليفورنيا للبحث على خلايا القاعدة، انه أمر سهل» مضيفا «ان بعض المسيحيين واليهود في الشرق الأوسط يثقون بي»، ويؤكد كلين أن إسرائيل لم تتدخل في الموضوع، وأن الادعاءات بأن نقول إنه يهودي إسرائيلي تدخل ضمن حملة تضليل لا غير، وهنا يكمن التساؤل، إن كان كلين فعلاً المعادي للإسلام كان جزءاً من حملة تضليلية، وهل كان الرجل الذي يعتبر البحث عن خلايا «القاعدة»، «أمراً سهلاً»، تم خداعه من قبل مجرم غير محترف (نقولا)، أم أن الأمر يتعلق بتجنيد هذا المجرم للقيام بهذا العمل؟

يبدو أن العقل المدبر للفيلم المسيء كان يهدف إلى تهييج المشاعر ضد إسرائيل وأميركا في آن واحد، الأمر الذي سينتج عنه استياء عام ضد المسلمين في الغرب. ويقول نقولا إنه جمع خمسة ملايين دولار لإنتاج الفيلم من 100 مانح إسرائيلي. ومن الصعب معرفة الأسباب الحقيقية التي جعلت نقولا يتعمد التحريض على المسلمين ويعرض الأقباط في مصر إلى المخاطر. قد يكون المال هو الذي أعمى بصيرة الرجل، وكلين، الذي يقول إن مسيحيي ويهود الشرق يثقون به، ويقصد الأقباط، وبالتالي فقد كان من السهل عليه أن يجند رجلاً مفلساً وأنانياً مثل نقولا.

يكتب اليميني المتطرف كلين على موقع صهيوني معاد للإسلام، «أطلس شرغز»، وأسس وساهم في تأسيس منظمات مسيحية عديدة. ويعتقد أن كلين ليس يهودياً، عكس ما يوحي به اسمه، لكنه إنجيلي مناضل في معسكر الصهيونية العالمية. ولقي الفيلم المسيء دعما من قبل «ميديا فور كريست»،، التي يديرها الأميركي من أصول قبطية، جوزيف نصرالله، الذي يخفي وينفي مشاركته في العمل، إلا أنه أقر بدعم لوجيستي. وتقول مصادر مطلعة إن ترخيص تصوير الفيلم صدر لصالح شركة الانتاج «ميديا فور كريست». وظهر كلين على القناة التي يمتلكها نصرالله، القبطي المساند لإسرائيل، في برنامج أسبوعي، الأمر الذي يؤكد وجود علاقة وطيدة بين هذا الأخير واليميني المتطرف كلين، وكلاهما لهما علاقة في «تجمع ذكرى 11 سبتمبر».

ويقول نصرالله، «هربت إلى الولايات المتحدة مع عائلة من العنف الموجه لنا بسبب عقيدتنا المسيحية»، وفي ،2010 ندد نصرالله بـ«العنف الذي يواجهه المسيحيون في مصر»، واستنكر بشدة الخطط ببناء مسجد بالقرب من موقع برجي المركز التجاري العالمي في نيويورك، «أفيقي أميركا.. كفوا عن أسلمة أميركا».

وهنا نتساءل، كيف لشخص فر من بلاده إلى أميركا هرباً من «بطش المسلمين» أن يعتقد بأن فيلماً مثل «براءة المسلمين» سيخدم إخوانه الأقباط في مصر وخارجها؟ وكيف لشخص له دوافع «مسيحية» أن يستعين بمخرج مثل ألان روبرتس، الذي له باع في إخراج الأفلام الإباحية؟

يبدو أن مشهد الاحتجاجات ضد الرسوم المسيئة للنبي (صلى الله عليه وسلم)، قبل سنوات، قد تكرر هذا العام، والمتسبب هذه المرة هو النوع نفسه من الأشخاص. لقد كانت الرسوم مظهرا من مظاهر «تصادم الحضارات»، أرادت إسرائيل وخدمها من غير اليهود دسها في الغرب. كانت الرسوم الكرتونية استفزازاً مبرمجاً ضد المسلمين، تماماً كما هو الفيلم المسيئ، وقد تم نشر الرسوم برعاية المسؤول الثقافي لصحيفة «جيلاند بوست»، فيلمينغ روز، وهو أحد أتباع اليميني المتطرف دانيال بايبس، المعروف بعدائه للمسلمين. وبعد نشر الرسوم قال بايبس، إن الاحتجاجات يقودها متطرفون، في حين دانت وزيرة الخارجية الأميركية، حينها، كوندليزا رايس، سورية وإيران بسبب السماح بالاحتجاجات، وطالب بايبس بالوقوف في وجه التطرف، مشيدا بالقيم العلمانية الغربية، «هل سيتنازل الغرب عن مبادئه وتقاليده، بما في ذلك حرية التعبير، أو سيفرض المسلمون طريقة حياتهم على الغرب؟

في النهاية، لن يكون هناك حل وسط»، مضيفا، «إما أن يحتفظ الغرب بحضارته، بما في ذلك حق الشتم والسب، أو لا».

الأكثر مشاركة