اكتفاء ذاتي في أعــــداد الأضاحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــي هذا العام في غزة. أرشيفية

غزّة.. فائض في أعداد الأضاحي وعجز في ميزانية الأسر

زهير دوله ــ غزة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك، حيث إقبالُ المسلمينَ على شراء الأضاحي، يشهد قطاع غزة اكتفاءً ذاتياً في توافر العجول والمواشي، وبأعداد كبيرة تشكل فائضاً يلبي حاجة السكان لموسم الأضاحي لهذا العام، والتي تدخل إلى القطاع من الجانب الإسرائيلي عبر معبر كرم أبوسالم الواقع جنوب القطاع.

وكان قطاع غزة خلال السنوات الماضية منذ فرض الحصار عليه، قد شهد نقصاً ملحوظاً في أعداد العجول والمواشي التي تدخل إلى غزة بفعل إغلاق المعابر، وكان السكان يواجهون معاناة في توفير الأضاحي، ولكن هذا العام الصورة مختلفة، حيث توجد العجول والمواشي بشكل يكفي لحاجة السوق.

وعلى الرغم من هذه الأعداد التي تشكل فائضاً عن حاجة السكان، إلا أن أحوال المواطنين في غزة، خصوصاً في ظل تأخر صرف الرواتب لموظفي القطاع الحكومي، قد تبقيهم في غنى عن هذا الفائض، فأوضاعهم المعيشية والاقتصادية مازالت حكما يصدر قرارات قاسية تعكر عليهم أجواء الفرحة.

وللحديث بالتفصيل عن موسم الأضاحي في قطاع غزة، يقول مدير عام التسويق والمعابر بوزارة الزراعة في غزة، تحسين السقا، لـ«الإمارات اليوم»: «يوجد في غزة 12 ألف رأس من العجول والأبقار، ومن المتوقع دخول 2000 رأس حتى عيد الأضحى، ويصبح العدد المتوافر 14 ألف رأس، وهي جاهزة لموسم الأضاحي لهذا العام، ما عدا 1000 رأس يتم استهلاكها حتى عيد الأضحى، حيث يقدر استهلاك السكان في غزة من 10 إلى 12 ألف رأس في السنة، أي هناك فائض يصل إلى 4000 رأس».

ويضيف «بالنسبة للمواشي والأغنام يوجد 30 ألف رأس من الانتاج المحلي، بالإضافة إلى 10 آلاف رأس دخلت من الجانب المصري عبر الأنفاق، ليصل العدد المتوافر الى 40 ألف رأس، فيما تراوح حاجة السوق الى الأغنام والخراف من 35 إلى 40 ألف رأس سنوياً».

ويتابع السقا قوله: «إن هذه الأعداد من العجول والمواشي تكفي لعيد الأضحى ولحاجة السكان، ولكن يتوقف شراؤها على قدرة المواطنين لشراء الأضحية، فيما يلجأ عدد كبير منهم للاشتراك في أضحية واحدة».

ويوضح مدير المعابر والتسويق في وزارة الزراعة بغزة، أن المصدر الرئيس لاستيراد العجول إلى غزة هو من داخل أراضي الـ،48 والتي يتم إدخالها عبر معبر كرم أبوسالم، في حين يعد التوريد من الجانب المصري متوقفًا تمامًا منذ شهر مارس الماضي، بسبب الإصابة بالحمى القلاعية التي أصابت أعداداً من الأبقار والعجول المصرية.

من جهته يقول صاحب إحدى مزارع العجول في قطاع غزة، رشد عبيد: «لقد استعددنا بشكل كامل لموسم العيد رغم امكاناتنا المتواضعة، واستوردنا العجول من أستراليا وإسرائيل، والتي يوجد عليها اقبال في موسم الأضاحي، ولكن فوجئنا أن أسعار الأبقار غالية الثمن، فكيلو العجل الاسترالي يستورده التاجر ب 21 شيكلاً، والهولندي أكثر من 18 شيكلاً للكيلو الواحد».

ويوضح أن هذه الأسعار مرتفعة جداً في ظل استمرار أزمات الحصار، وانتشار البطالة وعدم توافر فرص عمل للخريجين، بالإضافة إلى تأخر رواتب الموظفين في حكومتي غزة ورام الله، مشيراً إلى أن هذه الأوضاع تؤثر في دخل المواطن، وبالتالي تنعكس على إقباله على شراء الأضاحي المكلفة وباهظة الثمن بالنسبة له.ويضيف أن «عدد الأضاحي بالنسبة لسكان غزة تعتبر كافية، لكن المواطن الفلسطيني الذي لا يملك قوت يومه، كيف له أن يقبل على الأضحية وهو ينتظر المساعدات من الآخرين؟».

الأكثر مشاركة