أجنبيان اعتنقا الإسلام يصفان الرحلة إلى الأماكن المقدسة

تعود أهمية كتاب جوزيف يتس ورحلته إلى الأماكن المقدسة إلى أنه أول إنجليزي في العصر الحديث يزور مكة المكرمة بعد اعتناقه الاسلام، وأطلق على نفسه الحاج يوسف، وهو أول رحالة يصف طريق الحج الغربي، أو ما يطلق عليه درب الحجاج (البري والبحري) من بلاد المغرب مروراً بمصر وحتى الديار المقدسة. ويعكس الكتاب «رحلة جوزيف يتس-الحاج يوسف إلى مصر والديار المقدسة» كيف أن الحجاج كانوا يعانون هجمات بدو الصحراء، وأيضاً الهجامة أثناء سير سفنهم على النيل من رشيد إلى بولاق.

وتستغرق الرحلة الى الديار المقدسة 40 يوماً بالجمال، ويدفع الحاج ما يساوي خمسة جنيهات استرلينية، وإذا حدث أن مات الجمل أثناء الطريق يمدّهم الجمّال بجمل آخر، ولهذا السبب فإن الجمالين القادمين مع الحجاج من القاهرة يحضرون معهم العديد من الجمال الاحتياطية لوعورة السير ليلاً، الأمر الذي يؤدي إلى موت جمال كثيرة، وإذا حدث أن سقط جمل يتم ذبحه وتقسيم لحمه على الفقراء من الحجاج. ويحملون بالليل مشاعل على قضبان لهداية القافلة إلى الطريق.

مكة

يصف يوسف عند وصوله الى مكة المكرمة كيف أن هذه البلدة الصغيرة تسع هذا القدر الكبير من الحجاج القادمين من شتى البقاع، وكيف تقدم المأوى والإعاشة لهم ولدوابهم، ويقول إن أهل مكة يخلون منازلهم للحجاج، لأن هذا الموسم يعتبر سوقاً بالنسبة لهم، إذ يؤجر المكي الغرفة للحاج فترة لا تزيد على 16 أو 17 يوماً بمبلغ يزيد ثلاث مرات على إيجارها كل العام، وإذا زاد عدد الحجاج فإنهم ينصبون خيامهم حولها إلى حين رحيلهم إلى ديارهم، ويجلب الحجاج معهم ما يكفي من الطعام، عدا اللحوم التي يحصلون عليها من مكة.

كسوة الكعبة

بأمر من السلطان العثماني يتم إعداد كسوة جديدة للكعبة كل عام في القاهرة، وعندما يتأهب الحجاج للذهاب لمكة تكون الكسوة محمولة على جملين، ولا يتم تحميل هذين الجملين بأي شيء آخر، ولا يكلفان بأي عمل آخر طوال ذلك العام. وعند نزع الكسوة القديمة يضع شريف مكة - بمساعدة آخرين - الكسوة الجديدة، ويأخذ الكسوة القديمة ليخص بها نفسه أو يبيعها للحجاج قطعاً صغيرة.

كتاب الحاج عبدالعزيز دولتشين «الرحلة السرية الى مكة المكرمة»، يصف فيه الضابط في الجيش الروسي، النقيب عبدالعزيز دولتشين رحلته الى مكة عام 1898 بغرض الحج. ويصف الطريق من ميناء جدة الى مكة بأنه تحرسه على امتداده مخافر، يضم كل منها 10 إلى 12 رجلاً، ويستخرجون الماء من الآبار وطعم الماء غير مستطاب، وبمحاذاة الطريق يمتد الخط التلغرافي الواصل الى مكة على أعمدة من الحديد الصلب، ومنها عبر عرفات الى مدينة الطائف، فالمسافة بين جدة ومكة تقطعها القوافل في يومين.

الأكثر مشاركة