مصريون في غزة لدعم نضال الشعب الفلسطيني
على الرغم من استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية ضد سكان قطاع غزة، وتواصل عمليات القصف الجوي والبحري ضد الآمنين، إلا أن ذلك لم يقف حائلاً أمام نحو 500 مواطن مصري من نشطاء الثورة المصرية والأحزاب السياسية في جمهورية مصر العربية، ونشطاء حقوق الإنسان، من القدوم إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، للتضامن مع سكان غزة ساعات قليلة. وعاش النشطاء المصريون ليلة كاملة حتى بزوغ الفجر معاناة السكان في غزة، ووجدوا خلال ساعات قليلة من العاشرة مساء يوم الأحد الماضي حتى فجر أمس داخل مستشفى الشفاء بغزة، عاشوا خلالها عمليات القصف، واحضار الشهداء والجرحى إلى المستشفى. فيما افترش بعضهم الأرض، وأخذ يغني بعض الأغاني الوطنية، ويهتف بكلمات تنادي بحرية فلسطين، وهم يحملون العلم الفلسطيني، ومن هذه الكلمات، «يا فلسطينية أنا بدي أسافر حداكم، يا فلسطينية الغربة طالت كفاية». وأجمع عدد من نشطاء القافلة المصرية ممن التقت بهم «الإمارات اليوم» على أنه لو اتيحت له الفرصة للثورة في الأراضي الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي لتحريرها وإعادة حق الفلسطنيين لما تأخروا لحظة واحدة، معتبرين أن مصر وفلسطين هما بوابة الحرية للأمة العربية والإسلامية.
ويقول المحامي المصري مالك عدلي (32 عاماً) من مدينة القاهرة لـ«الإمارات اليوم»: «نحن لا نعرف نحارب، لكن نعرف نثور ونموت، وصوت الثورة المصرية أكبر من أي سلاح موجود على وجه الأرض، ونستطيع استخدام الثورة جيداً، ولو أتيحت لنا الفرصة لننقل ثورة مصر إلى فلسطين في وجه إسرائيل فلن نتأخر لحظة واحدة».
ويضيف أن «قضيتنا مع إسرائيل ليست ثورة فقط، بل هي قضية ثأر شخصي لابد من أخذه يوماً ما، ونوصل رصاصنا وتضامننا مع الفلسطينيين بالسلاح والهتاف».
ويوضح أن المشاركين في القافلة هم من الذين شاركوا في أحداث الثورة المصرية، وهو من تيارات وأحزاب سياسية مصرية مختلفة، فمنهم اشتراكيون ثوريون، ومن تحالف الشعب الاشتراكي، وحركة مصر الحرة، وحزب مصر القوية، وحزب الدستور، إضافة إلى مجموعة من نشطاء الثورة المستقلين، ونشطاء حقوق إنسان. ويشير إلى أن هؤلاء النشطاء جاءوا للتضامن مع أهل غزة، وأن يعيشوا معهم ولو ساعات عدة تحت القصف والعدوان. ويقول الناشط الحقوقي المصري «نحن نحاول الحضور إلى غزة منذ عام 2008، وطوال الوقت موجودون في غزة بأرواحنا وقلوبنا، وقررنا أخيراً بعد محاولات كثيرة الدخول إليها، ولم أشعر بالغربة عندما دخلت غزة، لكن لحظتها استرجعت ذاكرتي الأيام الماضية في عهد مبارك، الذي كان يمنعنا من الوصول إلى معبر رفح» أما الفتاة المصرية نيفرتاليه جمال من القاهرة، فترى أن الاستشهاد بصاروخ إسرائيلي على أرض فلسطين أشرف مئات المرات من الموت مثل الأطفال الذين راحوا ضحية حادثة القطار الأخير في مصر.
وتقول : «قدمت إلى غزة ونفسي ترغب في السير في شوارعها، ومشاهدة سكانها، والتكلم معهم، وحاولت خلال السنوات الماضية الحضور، لكن كنت أمنع، وهذه المرة عندما علمت بأن هناك قافلة متجهة إلى القطاع سارعت للانضمام، ولم يرهبني القصف، ولم يثنني عن ذلك». وتضيف أن «عدم شعورنا بالخوف من الحضور إلى غزة، رغم القصف والموت، سببه الثورة المصرية التي عشنا تفاصيلها في كل يوم، فقد شاهدنا الشهداء والجرحى يسقطون على الأرض».