جهزت فستان العرس وحددت فبراير ميعاداً له

«ابنة الهند».. اغتصاب جماعي ومــوت مروّع

تظاهرات احتجاجاً على حادث الاغتصاب الذي تعرضت له «ابنة الهند». رويترز

جرت أمس في نيودلهي مراسم إحراق جثمان الطالبة الهندية التي توفيت بعد تعرضها لاغتصاب جماعي في منتصف ديسمبر الماضي، وأصبحت شاهدا على ما يعانيه النساء في هذا البلد من دون رادع، بينما كانت السلطات تخشى تظاهرات جديدة.

واحرق جثمان الطالبة (‬23 سنة) في شعبة العلاج الفيزيائي على منصة الاموات طبقاً للعادات الهندوسية بحضور عائلتها ومسؤولين سياسيين في مقاطعة دواركا، جنوب غرب العاصمة الهندية.

وجرت المراسم القصيرة تحت حراسة أمنية مشددة بعد ساعات من نقل الجثمان في نعش مذهب من مطار دلهي، حيث كان رئيس الوزراء مانموهان سينغ ورئيسة حزب المؤتمر الحاكم صونيا غاندي في استقبال أهل وأقارب الفتاة. وصرحت مينا راي صديقة وجارة الضحية لوكالة «فرانس برس» إثر تشييع الجثمان «أتيت لأنني كنت احب هذه الفتاة كثيراً، كانت من افضل بنات الحي».

وكان رئيس الوزراء الهندي الاول بين السياسيين الذي أشاد بالفتاة التي لم يكشف اسمها وأطلق عليها لقب «ابنة الهند».

وفي نيويورك عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن أسفه لموت الطالبة وعبر عن تعازيه الصادقة لوالديها وأصدقائها، مديناً بشدة هذه الجريمة. وقال ان «اعمال العنف التي تتعرض لها النساء يجب ألا تقبل ولا يصفح عنها ابداً»، مؤكداً ان «كل فتاة امرأة من حقها أن تحترم وتتمتع بالحماية».

وتوفيت الطالبة في مستشفى ماونت اليزابيث في سنغافورة، حيث نقلت الخميس الماضي في حالة خطرة بعد خضوعها لثلاث عمليات جراحية وكانت تعاني اصابات في الامعاء والدماغ، وتعرضت لتوقف في القلب في الهند. وفي ‬16ديسمبر الجاري هاجم ستة رجال بمن فيهم سائق الحافلة التي ركبتها الفتاة عائدة من السينما مع رفيقها، ونقلوها الى آخر الحافلة واغتصبوها مراراً واعتدوا عليها جنسياً بقطعة من الحديد الصدئ، ثم ألقوا بها خارج الحافلة هي وصديقها. وكانت الشابة الهندية وصديقها ينويان الزواج قريباً. وقالت مينا راي التي رافقت صديقتها لمساعدتها على اختيار فستان الزفاف «إنهما انتهيا من كل استعدادات الزواج وكانا ينويان اقامة حفل العرس في دلهي». وقالت صديقة أخرى تدعى يوشا راي انهما كانا ينويان الزواج في فبرايرالمقبل.

وأجمع المقربون من الفتاة على الاشادة بشجاعة وعزم الفتاة لتكريم تضحية والديها اللذين باعا قطعة أرض في ولاية اوتا براديش لتمويل دراستها.

وكانت العائلة الفقيرة تعيش قرب مطار نيودلهي حيث كان يعمل أبوها، وكانت هي وشقيقاها ووالداها ينامون جميعا في غرفة واحدة. وتشهد الهند باستمرار جرائم اغتصاب من دون عقاب.

والنساء ضحايا ‬90٪ من الجرائم العنيفة التي تحدث في الهند وبلغ عددها ‬256 ألفاً و‬329 خلال ‬2011، حسب الارقام الرسمية. واثار الاعتداء على الشابة غضبا شديدا. وشهدت نيودلهي التي طوقت قوات الامن وسطها تظاهرات كبيرة أسفرت عن سقوط قتيل على الأقل. وتلبية لدعوة الحكومة الى الهدوء تجمع آلاف الاشخاص مساء السبت الماضي في نيودلهي وشاركوا في سهرة على ضوء الشموع.

وقالت المحامية بيلا رانا التي جاءت تعبر عن تضامنها في إحدى ساحات العاصمة «إنها ليست عملية الاغتصاب الجماعي الاولى ولا الاخيرة، لكن من الواضح اننا لن نتسامح في المستقبل مع الجرائم الجنسية». وتساءلت صحيفة «ذي تايمز اوف انديا» في افتتاحيتها «ماذا ستفعل الحكومة تحديداً كي تصبح البلاد اكثر امانا لكل النساء؟ وماذا سيفعل كل واحد منا لمكافحة الأفكار المسبقة وكره النساء المتجذر في مجتمعنا؟».

ووعد مانموهان سينغ بتشديد العقوبات على مرتكبي الجرائم الجنسية. وفي المستقبل ستنشر صور وأسماء وعناوين المغتصبين المدانين على مواقع على الانترنت تابعة للحكومة الفدرالية. وسيطبق القرار أولاً في نيودلهي التي أدى غياب الامن فيها الى وصفها بـ«عاصمة الاغتصاب».

 

تويتر