مالي.. أزواد وإسلاميون وأوراق مختلطة
تمكن سكان الصحراء المعروفون بالطوارق من إنجاز دولتهم المستقلة التي اطلق عليها دولة الازواد، بعد الاستيلاء على البلدات الاساسية في شمال مالي.
ولا يغادر حلم الاستقلال عن مالي مخيلة البدو الرحل في الصحراء، المعروفين بالطوارق، منذ حصول هذه الدولة على استقلالها عن فرنسا عام 1960، لكن هؤلاء لم يتمكنوا من الحصول على دعم خارجي نظراً الى ان الدول المحيطة بهم كانت تخشى هي الأخرى حدوث حركات انفصالية، وفي الحال أدانت باريس هذه الحركة.
وتقع هذه الدولة في شمال مالي، وهي تعني بالامازيغية جنوب غرب الصحراء الكبرى، وتشمل أجزاء من مالي وشمال النيجر، واجزاء بسيطة من جنوب الجزائر. وتختلف التسمية قليلاً من مكان الى آخر، وتم الاعلان عن استقلالها عن مالي على يد الحركة الوطنية لتحرير ازواد في 6 أبريل من عام 2012، بعد ان قام المتمردون من الطوارق بدحر الجيش المالي من المنطقة، وتمكنوا من الاستيلاء على 60٪ من أراضي مالي.
ولكن سيطرة الطوارق على شمال مالي، وهي منطقة تعادل مساحة فرنسا، جاء بمساعدة السلاح والرجال الذين جاؤوا من الصراع في ليبيا، وكانوا مدعومين من الاسلاميين الذين تربطهم علاقات مع «القاعدة»، الامر الذي اثار المخاوف من ظهور دولة مارقة جديدة.
وقال الامين العالم لجماعة حركة تحرير ازواد بلال اك الشريف «تدعو اللجنة التنفيذية للحركة المجتمع الدولي برمته الى الاعتراف فوراً باستقلال ازواد، بروح من العدالة والسلام».
وأثار ذلك غضب باريس وهي تشاهد مستعمرتها السابقة تتهاوى وتصبح بأيدي الطوارق. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرارد لونغويت، إن باريس ترفض وبشدة اعلان استقلال ازواد. وأضاف لوكالة «رويترز»: «هذا الاعلان بالاستقلال الذي لم تعترف به أي من الدول الإفريقية الأخرى ليس له أي معنى بالنسبة لنا». وأصرت الدول الافريقية المجاورة لمالي على أن إعادة السلطة الى المدنيين شرط أساسي للتحرك والمساعدة على استقرار مالي.