قوات الاحتلال تمارس انتهاكات يومية بحق الفلسطينيين. أرشيفية

الهدم والاعتداءات تصاعدا خلال ‬2012 في القدس

تطوي مدينة القدس عاماً آخر من أعوام الاحتلال وتستقبل عاماً جديداً، لكن عام ‬2013 لا يحمل أملاً مشرقاً للمدينة المقدسة في ظل استمرار سياسة فرض الأمر الواقع والتهويد والاستيطان، وفي ظل سياسة العقوبات ضد أبنائها بالاعتقال والاعتداء عليهم، إضافة إلى عمليات الهدم وفرض الغرامات على المنازل والمباني.

الاحتجاز والاعتقال والحبس المنزلي أوجه متشابهة لصورة واحدة، وهي صورة يريد الاحتلال من خلالها كسر ارادة المواطن المقدسي وثنيه عن التعبير عن رفضه لممارساته، فقد ركز الاحتلال في اعتقالاته على فئة الأطفال من هم دون سن الـ‬16 عاما، إذ تعرضوا لتحقيق قاس وأسلوب احتجاز مرعب، فيما فرض عليهم أحكام بالسجن المنزلي والغرامة المالية من أجل التأثير في نفسيته وتقييد حريته.

وبحسب تقرير نصف سنوي صادر عن مركز معلومات وادي حلوة المقدسي بسلوان للنصف الثاني من عام ‬2012، فقد اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من ‬350 مقدسياً من مناطق مختلفة من القدس، من بينهم أطفال وشبان ورجال ونساء، وتم إدخالهم المعتقلات وغرف التحقيق، واحتجز بعضهم لساعات، فيما حكم على العديد منهم بالسجن لفترات متفاوتة.

وكان لقريتي سلوان والعيسوية بالقدس النصيب الأكبر من عمليات اعتقال السكان فيها، ثم يتبعهما مخيم شعفاط والبلدة القديمة والصوانة وبيت حنينا، حيث يستدل من ذلك اعتقال نحو ‬60 مقدسياً كل شهر بمعدل اعتقالين يومياً، علماً بأنه تم اعتقال ‬13 سيدة، بينهن قاصرات، أربع منهن تم تمديد اعتقالهن لفترات طويلة، اثنتان اتهمتا بمحاولة طعن جندي اسرائيلي، وواحدة قيد الاعتقال.

وعلى صعيد أوامر الهدم، فقد تركز توزيع أوامر الهدم بشكل خاص في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك، إضافة الى أحياء أخرى، كما استولى المستوطنون على عدد آخر من المباني، ففي سلوان، كانت طواقم بلدية الاحتلال تدهم أحياء البلدة وتقوم بتوزيع أوامر هدم إدارية عشوائية على المنازل والمباني، ولم يسلم أي حي من هذه الأوامر.

وفي حي الشيخ جراح المقدسي تسلمت عائلة شماسنة أمراً بإخلاء منزلها لصالح المستوطنين وأُمهلت حتى تاريخ ‬1/ ‬3/ ‬2013 لإخلائه طوعياً.

ويوضح مدير مركز معلومات وادي حلوة، أن النصف الثاني من عام ‬2012 كان حافلاً بالاعتداءات التي قام بها المستوطنون على الشبان والممتلكات ودور العبادة، فقد تعرض ما يقارب ‬23 مقدسياً للضرب على يد المستوطنين وقوات الشرطة وحرس الحدود، منهم من اعتدي عليه كونه عربياً، فيما تم الاعتداء على العشرات من العائلات داخل منازلها، أو أثناء وجودها في المحاكم انتظارا لمحاكمة أبنائها الذين تعتقلهم قوات الاحتلال.

كما تم الاعتداء على الممتلكات والأماكن المقدسة في القدس، فقد سجلت كتابات وشعارات عنصرية وتخريب في دير اللطرون، ودير المصلبة، ودير القديس جوارجيوس بالقدس الغربية، ودير الفرنسيسكان بالقدس القديمة، وكانوا يتعمدون خط كلمات نابية بحق سيدنا عيسى، عليه السلام.

فيما تم اقتحام المسجد الأقصى مرات عدة، وإقامة الصلوات والشعائر الدينية الخاصة بهم بوجود وحراسة شرطية، وتركز ذلك في أواخر شهر سبتمبر وبداية شهر اكتوبر الماضي، كما حاول مستوطن اسرائيلي اقتحامه من باب المغاربة وهو يرتدي لباساً عسكرياً، اضافة الى اقتحامه من قبل الضباط والمخابرات والجنود بلباسهم العسكري، ورفع العلم الاسرائيلي عند قبة الصخرة.

وفي إطار سياسة العقاب تعمد السلطات الاسرائيلية الى ابعاد المواطنين المقدسيين عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، فقد تم ابعاد نحو ‬40 مقدسياً بينهم نساء ورجال عن المسجد الأقصى والقدس القديمة لفترات متفاوتة تبدأ من ‬15 يوماً وتصل حتى ستة أشهر، ومنهم سكان بالقدس القديمة وموظفو اوقاف ومدير المسجد الأقصى الشيخ ناجح بكيرات.

أما الصحافي المقدسي فلم يسلم هو الآخر من الانتهاكات والاعتداءات التي تقوم بها قوات الاحتلال، إذ تم الاعتداء على الصحافي علي الديواني، وأصيب بجرح في اذنه ورضوض في جسده، أما الصحافي محفوظ أبوترك فقد أصيب بعيار مطاطي اثناء تغطيته المواجهات على حاجز قلنديا، فيما أصيب الصحافي عطا عويسات بعد رشقه بالحجارة من قبل يهود متطرفين أثناء قيامه بعمله، كما تم اعتقال واحتجاز الصحافي ابراهيم الحسيني، والمصور ايمن عليان، خلال اعدادهما تقريراً صحافياً بالقرب من باب المغاربة بالقدس. فيما أصيب عدد من الصحافيين خلال اقتحام المسجد الاقصى من قبل القوات الاسرائيلية، هم المصور عمار عوض بتمزق في عضلات قدمه، واصيب الصحافي محمود عليان، والصحافية ميسة أبوغزالة، والصحافي معمر عوض، والصحافية منى القواسمي جميعهم بالقنابل الصوتية.

خلال عام ‬2012 الماضي تضاعف عدد العطاءات التي طُرحت لبناء الوحدات الاستيطانية في مدينة القدس، ووصل السباق المحموم الى ذروته، حيث بلغ عدد الوحدات السكنية في هذه العطاءات ‬2386 وحدة، مقارنة بـ‬312 وحدة سكنية فقط في العام الماضي، أي ان عددها زاد بأكثر من ثماني مرات على العام الماضي. فيما تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على معالم القدس التاريخية بوتيرة عالية خلال الفترة الأخيرة، إذ كانت هناك محاولات اسرائيلية للسيطرة على مدخل عين سلوان، وجرت عمليات حفر اسفل البلدة التي أدت الى انهيارات ارضية في وادي حلوة، اضافة الى مشروع عبرنة أسماء الشوارع والأحياء في سلوان والصوانة. أما المشروعات الاستيطانية فهي مستمرة، في البلدة القديمة سيتم العمل لبناء كنيس «جوهرة اسرائيل»، يبعد عن الاقصى نحو ‬200 متر فقط، وتمت المصادقة على بناء آلاف الوحدات السكنية في شمال وجنوب وشرق وغرب القدس.

الأكثر مشاركة