نتنياهو «ملك إسرائيل» الذي تزعزع عرشه
بنيامين نتنياهو، بطل اليمين الاسرائيلي الذي وصفته «مجلة تايم» الاميركية بـ«الملك بيبي»، سيبقى من دون شك متربعاً على عرش إسرائيل، على الرغم من النكسة الانتخابية غير المتوقعة التي تعرّض لها. ويعتبره العديد من المعلقين رئيس وزراء «ضعيفاً»، وتوقعوا له الكثير من الصعوبات بعد اعادة انتخابه.
ورأى المحلل السياسي حنان كريستال أنه «يفتقر في هذه الحملة الى المبارزة الدموية والمثيرة التي كان من الممكن ان تحدث لو كان منافسه من عيار سلفه ايهود أولمرت».
وأعداء نتنياهو هم وسائل الاعلام المحلية، خصوصاً صحيفة «هآرتس» اليسارية التي وصفته بانه «الأكثر آلية واصطناعاً من بين رؤساء وزراء إسرائيل».
ولا أحد يشكك في إسرائيل بأن زعيم حزب الليكود اليميني سيكون رئيس الوزراء المقبل، على الرغم من نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت أول من أمس، وكانت أقل من توقعاته.
وبعد أن نجح في الافراج عن الجندي (الأسير في غزة) جلعاد شاليت، وإقامة علاقة سلسة مع الكونغرس الاميركي، وابعاد بلاده عن تبعات الازمة الاقتصادية العالمية، فرض نفسه طرفاً فاعلاً لا يمكن الالتفاف عليه في الساحة الدولية، بعد ولاية أولى مثيرة للجدل (1996-1999). ومع ذلك يتعرض «بيبي» (63 عاماً) للنقد بسبب تردده (ويقال تحت تأثير زوجته الثالثة سارة)، ومهاراته في «الخداع»، إذ يبدو مستعداً للتراجع تحت الضغط، إلا أن أنصاره يفسرون ذلك بالبراغماتية. لكنه يبدو أقل شعبية على الصعيد الخارجي، حيث وصفه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بـ«الكاذب» في حديث خاص خلال قمة لمجموعة الـعشرين، العام الماضي، مع الرئيس الاميركي باراك أوباما الذي رد عليه قائلاً: «ربما تكون قد مللت منه، أما أنا فيتعين عليّ ان اتعامل معه كل يوم».
وفي خطاب عنيف ندد الرئيس السابق لجهاز الامن الداخلي (شين بيت)، يوفال ديسكين، أخيراً، بـ«زعامة تتخذ قراراتها على اساس أوهام إلهية»، وذلك بعد ما نسب لرئيس الوزراء من عزم على مهاجمة ايران.
وقال ديسكين: «صدقوني، لقد راقبت عن كثب هؤلاء الاشخاص (نتنياهو ووزير حربه إيهود باراك)، ولا أعتقد أنهم على المستوى الكافي للفوز في حرب مع ايران. إنهم اشخاص لا أتمنى ان يكونوا في موقع القيادة خلال حدث كهذا».
ويرى نتنياهو، وهو حفيد حاخام وابن مؤرخ صهيوني متشدد توفي في الاونة الاخيرة عن مائة وعامين، في ايران «العماليق» الجدد، أعداء اليهود في التوراة، ويشبه التهديد النووي الايراني بالمحرقة. وحذر في حديث لـ«فرانس برس»، العام الماضي، من ان «الربيع العربي يمكن ان يتحول الى شتاء إيراني».
ونتنياهو، القريب من مدرسة المحافظين الجدد الاميركية، امضى فترة شبابه كلها في الولايات المتحدة. وكان في 1996 أصغر رئيس وزراء لاسرائيل.
و«بيبي»، المتحدّر من نخبة اليهود الغربيين التي اسست دولة اسرائيل، لا ينسى ابداً مقتل شقيقه الاكبر الكولونيل يوناثان «يوني» نتنياهو، قائد وحدة النخبة، خلال هجوم عنتيبه (أوغندا) على مجموعة كوماندوس من فلسطينيين وألمان مؤيدين للقضية الفلسطينية عام 1976.
ولا يكف نتنياهو عن التنديد بـ«الإرهاب الدولي» و«التطرف الاسلامي». ويعارض نتنياهو، الذي يعد من الصقور، انسحاباً إسرائيلياً من الضفة الغربية وتقسيماً للقدس، كما يعارض قيام دولة فلسطينية تتمتع بالسيادة، وإن كان لا يفصح ابداً عن نياته علناً. وشعاره الدائم هو أن إسرائيل لن تتنازل ابداً، لا بشأن «أمنها»، ولا بشأن الاصرار على الاعتراف بها «وطناً قومياً لليهود».