«بلاك بلوك» و«الحرس الثوري» يثيران قلق المصريين

المظاهر المسلحة باتت تهدد سلمية التظاهرات المصرية. رويترز

في خطوة وصفت بأنها شديدة الخطورة على سلمية الثورة المصرية، تشكلت مجموعات عسكرية من الشباب، لتظهر علانية بين المتظاهرين في ميدان التحرير وأمام دار القضاء العالي، يرتدي أفرادها ملابس وأقنعة سوداء بهدف إخفاء شخصيتهم، وتتحرك بانتظام عسكري وفقا لتعليمات قائد واحد، وينسب لهذه الميليشيات نشر العنف والرعب في الشوارع، ومحاولة اقتحام السجون وتهريب المحتجزين للاعتداء على رجال الشرطة.

ومع الاحتفالات بالذكرى الثانية للثورة المصرية، ظهر تنظيما «بلاك بلوك»، و«الحرس الثوري»، في ميدان الثورة، ميدان التحرير. وفي أول حديث لأحد أعضاء «بلاك بلوك» العسكرية، كشف سيف، لـ«الإمارات اليوم»، عن تزايد أعداد المنضمين للحركة وقبول الشباب للفكرة «دفاعا عن الثورة». وقال إنه تم تشكيل «بلاك بلوك» لمواجهة ميليشيات «الإخوان» والتيارات السلفية من ناحية، والبلطجية والبائعة الجائلين الذين يعتدون على الثوار في ميدان التحرير من ناحية أخرى. وأضاف سيف، الذي رفض ذكر اسمه بالكامل، أن فكرة تشكيل «بلاك بلوك»، بدأت مع إعلان القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»، أسامة ياسين، عبر «قناة الجزيرة»، عن وجود تنظيم عسكري لـ«الإخوان» باسم «الفرقة ‬95»، وهو ما يؤكد ان الجماعة يمكنها ان تستخدم العنف ضد معارضيها، وقال سيف «بدأنا تدريبات على العمل العسكري، منذ احتلال أنصار (المرشح الإسلامي المستبعد من الانتخابات الرئاسية حازم صلاح) أبوإسماعيل مدينة الانتاج الاعلامي، ومحاولة فرض سطوته على البلاد، وظهور تصريحات لعدد من قادة التيارات السلفية تهدد بالعنف».

وأكد سيف أن ما يتعرض له الثوار في ميدان التحرير من اعتداءات من قبل البلطجية، فيما يسمى «الغارات الليلية»، وقيام الباعة الجائلين باستخدام الأسلحة البيضاء في معاركهم مع الثوار، جعلنا نفكر في بناء هذا التشكيل، مشددا على أن «بلاك بلوك» ستواجه «الاخوان» بكل المحافظات.

وقال سيف، ان مجموعته تعتمد على معلوماتها من تشكيل داخلي، يقوم بجمع المعلومات في المناطق الساخنة، وأن اهم شروط العضوية هو «الاستعداد للشهادة»، دفاعا عن ثورة ‬25 يناير، والعمل على استعادة مصر من «الإخوان»، وعدم تصديق كل ما يقوله أو يزعمه رجال السلطة.

وقامت «بلاك بلوك» بقطع الطرق، وإيقاف المترو والقطارات، واقتحام المحاكم والاشتباك مع الشرطة، إضافة الى حرق مقر «الإخوان المسلمين» في السادس من أكتوبر الماضي، واقتحام مقر موقع «إخوان أون لاين»، وحرق مقر جريدة الحرية والعدالة، وحرق أحد المطاعم الشهيرة بوسط البلد.

ويقول الناشط في «حركة ‬6 أبريل»، عمر فتحي، ان الموجة الثانية من الثورة لا تؤمن بالعمل السلمي، لأنها ترى أن الثورة قد سرقت منها، وأن استعادتها لن تكون الا بالعنف والدماء، مشيراً الى أنه قريب جداً من هذه المجموعات الشبابية، التي تؤمن بالعنف الى اقصى درجاته، وقال إن «بلاك بلوك» والأناركية والاشتراكيين الثوريين، حركات ثورية ترفض نظام «الإخوان» والعسكر، وتعمل على إسقاطه. من جهته، قال عضو «إنقاذ الثورة» وأحد المؤسسين لـ«الحرس الثوري»، حسن القاعود لـ«الإمارات اليوم»، إن «الحرس الثورى المصري تم تشكيله، لمواجهة التشكيلات العسكرية لجماعة (الإخوان المسلمين)، ولأنصار حازم صلاح أبوإسماعيل»، مشددا على أن للحرس الثوري مهمة أخرى، هي الحفاظ على المنشات العامة أثناء الاحتجاجات، حتى لا يلصق تخريبها بالثوار.

وأضاف أن «الحرس الثوري المصري، يعتمد على سرعة الحركة واستخدام وسائل دفاع شرعية، ولا يعتمد على المبادرة بالهجوم». وحذر الخبير الأمني العميد السابق محمد خير، من انقلات الأوضاع الأمنية، وخروجها عن سيطرة الأجهزة الأمنية، أو الجيش. وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن ظهور هذه التشكيلات سيقابله حركات إسلامية مسلحة، خصوصا أن هناك حركات قد تأسست على العنف، وأقلعت عنه مثل حركتي الجهاد والجماعة الإسلامية، وأضاف خير أن اشتعال الأوضاع في مدن القناة، وظهور هذه الحركات المسلحة ينذر بموجة ثانية للثورة أكثر دموية، مشيرا الى أن «بلاك بلوك»، و«الحرس الثوري»، حركتان غير شرعيتين أو قانونيتين ووجودهما يعني غياباً تاماً للدولة.

تويتر