قوات الاحتلال تعتقل 143 مقدسياً.. وتكثف اعتداءاتها في يناير
إسرائيل تصعـّد عمليات هدم المنازل فــي القدس
في الوقت الذي استقبل فيه العالم عام 2013 بالتفاؤل ورسم الأمنيات بأن يكون أفضل من العام الماضي، استقبل المقدسيون هذا العام كما انتهى سابقه، إذ تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية ضدهم وضد ممتلكاتهم خلال شهر يناير الماضي، خصوصاً في ما يتعلق بشن حملات اعتقالات واسعة كان للأطفال نصيب كبير منها، بالإضافة إلى هدم المنازل والمنشآت المختلفة، ومصادرة وتجريف الأراضي.
تكثيف الهدم
وافتتحت بلدية الاحتلال في القدس، العام الجاري، بهدم منزل قيد الإنشاء يعود للمواطن رأفت العيساوي من بلدة العيسوية، إضافة إلى تجريف أراضٍ واسعة واقتلاع أشجار مثمرة لعائلات عدة في البلدة، وهدم محل للخردوات والحديد يعود لعائلة الرشق، وتمت مصادرة بضائع وماكينات وأجهزة بمليون شيكل، كما وزعت البلدية في اليوم نفسه أوامر هدم لعدد من المنشآت والمنازل في حيي الطور والعيسوية.
كما هدمت الجرافات عمارة سكنية في حي رأس العامود، قيد الإنشاء، تعود لعائلة متعب، مكونة من أربعة طوابق، بالإضافة إلى هدم الجرافات الإسرائيلية منزلين في صور باهر لعائلة عميرة، أحدهما يعيش فيه سبعة أشخاص، وآخر يجهز ليتزوج فيه أحد أبناء العائلة، كما هدمت الجرافات منزلاً في حي بيت حنينا شمال القدس يعود لعائلة الرجبي، ويعيش فيه ثمانية أشخاص.
وفي بيت صفافا تم هدم بركسات للأغنام والدواجن تعود لعائلة صلاح، وأنذرت بهدم أربعة أخرى، إضافة إلى إنذار بإخلاء جميع البسطات للمحال التجارية في باب العامود داخل أسوار القدس القديمة.
ويقول مدير مركز معلومات وادي حلوة بالقدس، جواد صيام، لـ«الإمارات اليوم»، في نهاية شهر يناير شنت بلدية القدس وسلطة الطبيعة برفقة القوات الإسرائيلية حملة تجريف وهدم لأراضي ومنازل في حي وادي الربابة في بلدة سلوان، إذ تم هدم بركس يعود لعائلة الشويكي، وهدم منزل وغرفة سكنية مبنية من عشرات السنين يعودان لعائلة شقير، إضافة إلى تجريف مساحات واسعة من الأراضي لعائلة سمرين، وتخليع أشجار، وتخريب الطرق المؤدية إلى المنازل وجعل الجبل غير آمن للاستخدام.
ويضيف «في اليوم قبل الأخير من شهر يناير تم تسليم إخطارات هدم لمنازل وبركسات لسكان حي الفهيدات، الواقع شرق قرية عناتا، بحجة البناء غير المرخص، حيث تسلمت 13 عائلة إخطارات بهدم منازلها، بالإضافة إلى هدم 10 بركسات للسكان، فيما أمهلت الإدارة المدنية سكان الحي حتى تاريخ السابع من فبراير (اليوم) للاعتراض على إنذارات الهدم».
«باب الشمس»
في مواجهتها للمقاومة الشعبية هدمت قوات الاحتلال قرية «باب الشمس» التي أقامها العشرات من الفلسطينيين في ضواحي القدس، تصدياً لمحاولة مصادرة الأرض لمصلحة المشروع الاستيطاني المعروف بـ(أي 1).
وكانت هذه القرية قد أخليت من كل قاطنيها، ثم تم اعتقالهم لدى محاولتهم الدخول اليها، وإلى ذلك هدمت القوات الإسرائيلية مرتين على التوالي خيمة «صمود الزيتون» التي أقيمت على أرض مخيم شعفاط المهددة بالمصادرة لمصلحة شارع (21) الذي يربط المستوطنات الإسرائيلية مع بعضها بعضاً.
اعتداءات
وسجل شهر يناير الماضي اعتداءات على المواطنين أثناء تنفيذ عمليات الهدم، فقد استخدمت القوات الإسرائيلية وحدة الكلاب البوليسية، والصعقات الكهربائية، لإبعاد أهالي سلوان عن منازلهم وأراضيهم، الذين تصدوا لعمليات الهدم والتجريف في المنطقة، ما أدى إلى اصابة العديد من المواطنين من بينهم ثلاث سيدات، كما تم الاعتداء على عائلة صلاح في بيت صفافا، ما أدى إلى اصابة آية صلاح بكسور في القدم واليد.
ومنعت القوات الإسرائيلية وفداً وزارياً من التجول في القدس بحجة رعايته من قبل السلطة الفلسطينية، واحتجزت وزير الإسكان والأشغال العامة، ماهر غنيم، ووكيل وزارة الإعلام، محمود خليفة، عند حاجز حزما، كما سلمت أربعة مقدسيين أوامر استدعاء للتحقيق.
وخلال شهر يناير تم اقتحام المسجد الأقصى مرات عدة من قبل المستوطنين، فيما قام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بزيارة حائط البراق يوم إجراء الانتخابات الإسرائيلية ليصلي للشعب اليهودي ـ على حد تعبيره، ومنعت القوات الإسرائيلية خلال هذا الشهر إدخال مساعدات لأهالي الأغوار الشمالية والجنوبية.
كما تم اقتحام العديد من المنازل والمطاعم والمحال التجارية في العيسوية، ضمن حملة اسرائيلية بدأت في أواسط شهر ديسمبر الماضي، إذ تم الاعتداء على العديد من المواطنين في العيسوية واصابتهم برضوض وجروح وكسور، ويشير المركز إلى أنه خلال الحملة الإسرائيلية في القرية تم اعتقال 147 مواطناً.
أما في ما يتعلق باعتداءات المستوطنين، فقد استمرت أيضاً حيث تم الاعتداء على الفتى يزن دياب اثناء وجوده في سلوان، ورشه بغاز الفلفل، كما تم الاعتداء على مسجد النبي داود وتخليع وتكسير الواجهات المصنوعة من السيراميك والرخام.
اعتقال
وعلى صعيد الاعتقالات التي طالت سكان القدس، رصد مركز معلومات وادي حلوة 143 حالة اعتقال خلال شهر يناير، نصفهم من سلوان، تليها العيسوية، وعدداً من سكان القدس القديمة، وحي الشيخ جراح.
ويوضح مدير مركز معلومات وادي حلوة أن نصف المعتقلين هم من الفتية والأطفال، وسجل اعتقال أصغر طفل، وهو محمد علي درباس، الذي لم يكمل عامه الثامن، حيث اعتقل من أمام باب منزله واقتيد بسيارة الشرطة وحده، واحتجز في المخفر لمدة ساعتين، اضافة الى اعتقال واحتجاز أطفال ما بين 12و14 عاماً. ويقول صيام «لقد تجاوزت السلطات الإسرائيلية القانون الإسرائيلي والدولي باحتجاز الأطفال والفتية»، ولوحظ أن عدداً من الفتية المعتقلين كان التحقيق معهم يكون في ما يعرف بـ«زنازين 20» بالمسكوبية، خصوصاً من فتية سلوان، اضافة الى عدم وجود مرافق لهم في التحقيق الأول، وتقييد الأيدي والأرجل خلال الاعتقال، وبحسب شهود فالأطفال لم يحقق معهم ضابط أحداث مختص بالاعتقال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news