إبراهيم بارود يحتضن والدته بعد ‬27 عــاماً في الأسر

بارود ووالدته يرفعان شارة النصر عقب الإفراج عنه. الإمارات اليوم

27 عاماً هي عمر المعاناة التي عاشتها الحاجة الفلسطينية (أم إبراهيم بارود)، وهي محرومة من رؤية واحتضان ابنها الأسير إبراهيم، الذي كان يقبع خلف قضبان السجون الإسرائيلية منذ عام ‬1986، حيث اعتقله الاحتلال وهو لايزال شاباً، ليخرج وقد بلغ عمره الآن ‬50 عاماً.

فيما عاشت (أم إبراهيم) خلال هذه السنوات على أمل أن تعانقه قبل أن ينقضي أجلها، حيث اعتادت أن تعتصم كل يوم اثنين أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، وهي تحتضن صورة نجلها الأسير تضامناً معه ومع جميع الأسرى، في ظل المعاناة والحرمان التي كانوا يتعرضون لها داخل سجون الاحتلال. وكان الاثنين الماضي، الثامن من أبريل، اليوم الفاصل بين احتضان (أم إبراهيم) صورة ابنها وبين معانقته، بعد أن تحققت آمالها بالإفراج عنه من سجون الاحتلال، فقد ذهبت هذه المرة إلى معبر بيت حانون (إيرز) شمال قطاع غزة، وهي ترتدي الثوب الفلسطيني لاستقبال ابنها محرراً، حيث لم تتمالك نفسها حين وصل نجلها البكر، فذرفت دموعها فرحاً وهي تحتضنه وتقبله حتى عاد إلى منزله في بلدة جباليا شمال القطاع.

وفي منزل الأسير المحرر (إبراهيم) في بلدة جباليا، كانت والدته تستقبل وفود المهنئين بالإفراج عنه من سجون الاحتلال، فيما كانت صور الأسير وأعلام فلسطين تزين المنزل الذي احتضن إبراهيم بعد ‬27 عاما من الغياب خلف القضبان.

وتقول الحاجة السبعينية (أم إبراهيم بارود)، لـ«الإمارات اليوم»، بعيون دامعة، «أنا أعيش فرحة لم أشعر بها طوال حياتي، بعد عذاب عشته على مدار ‬27 عاما في انتظار فلذة كبدي إبراهيم، لقد كانت هذه السنوات ثقيلة جدا، فكنت أحسب الأيام وأنتظر موعد الإفراج عنه، وكان رجائي لله دوماً أن أكحل عيوني برؤيته وأحتضنه وأزوجه قبل أن ينقضي أجلي، والحمد لله لقد صبرت ونلت ما تمنيت». وتضيف، «لقد حرصت على تعليق جميع الرايات الفلسطينية في منزلي بعد الإفراج عن إبراهيم، لأنه عرس وطني يحمل اسم فلسطين، لكن هذه الفرحة منقوصة، ولن تكتمل إلا بالإفراج عن جميع الأسرى وانتهاء معاناتهم بشكل كامل».

وتؤكد الحاجة (أم إبراهيم) أن الإفراج عن ابنها لن يوقفها عن التضامن مع الأسرى، والمشاركة في اعتصام أهالي الأسرى الأسبوعي أمام مقر الصليب الأحمر الدولي، مطالبة جميع قيادات الشعب الفلسطيني بضرورة إنهاء الانقسام، وضرورة التوحد لنصرة قضية الأسرى.

وتعتزم (أم إبراهيم بارود) تزويج ابنها المحرر بعد خروجه من الأسر، وبناء شقة خاصة به داخل منزلها.

وكان للأسير المحرر إبراهيم نصيب بأن يشارك في الخيمة الأسبوعية للتضامن مع أهالي الأسرى، حيث كانت والدته أبرز المشاركين فيها بها بشكل دائم.

ويؤكد بارود أن الأسرى يعيشون حياة مأساوية داخل السجون، خصوصاً المضربين عن الطعام، لافتاً إلى أن انتهاء هذه المعاناة وإطلاق سراح الأسرى لا يتم إلا بتكرار «صفقة الجندي جلعاد شاليت».

وشدد على ضرورة تحرك الصليب الأحمر الدولي وجميع الفصائل الفلسطينية والدول العربية لنصرة الأسرى خصوصاً المضربين عن الطعام، وإنقاذ حياة الأسير سامر العيساوي، المضرب عن الطعام، والعمل على إطلاق سراحه، مشيراً إلى أن حالته الصحية متردية.

ويقول الأسير المحرر، «إن الفرحة التي ارتسمت على وجه أمي بعد أن تم الإفراج عني هي فرحة عظيمة لا تليق إلا بمن تجرع المعاناة وذاق الويلات، فالكلمات والعبارات لا تعادل الفرحة الجياشة، وما قدمناه رخيص بالنسبة للوطن». ويضيف لـ«الإمارات اليوم» أن سنوات الاعتقال «لا يمكن أن تفت من عضدنا في طريقنا لتحرير فلسطين، ولن تثنينا من الاستمرار في مقاومة الاحتلال حتى ينال جميع الأسرى الحرية».

وكانت قوات الاحتلال اعتقلت إبراهيم في الثاني من ابريل عام ‬1986 من منزله في مخيم جباليا للاجئين بقطاع غزة، وقضت محكمة عسكرية إسرائيلية عليه بالسجن لمدة ‬27 عاما، فيما قضى سبعة أعوام في العزل الانفرادي.

ويذكر أن المحرر بارود حصل على شهادة الثانوية العامة داخل سجون الاحتلال، وحاول أن يكمل دراسته الجامعية، لكن سلطات الاحتلال رفضت ذلك.

تويتر