حملة النبـوي ضـد التحرش تلـقى النجـاح في الشارع المصري
قال الفنان المصري خالد النبوي، إن حملته ضد التحرش التي اكتسبت شهرة واسعة، هي تأكيد على أن الثورة مستمرة وأن الشعب المصري يرفض الظواهر اللاإنسانية «باعتبارها من مخلفات النظام القديم».
وأكد النبوي لـ«الإمارات اليوم»، استمراره في مقاومة التحرش باعتباره فعلاً غير إنساني ويسيء إلى الثورة المصرية ولصورة بلاده، معتبراً أن دور الفنان الحقيقي هو الارتقاء بالذوق العام ومكافحة الأفعال العنصرية وغير الإنسانية، وعدم الانفصام عن المجتمع، مشدداً على أنه سوف يستمر في أداء دوره في مكافحة جريمة التحرش مهما كلفه ذلك من جهد ومال.
وأضاف أن تفاعل الشارع مع حملته وتبني وسائل الإعلام والمثقفين للحملة، منحه «قدراً من السعادة لا توصف».
وأنتج النبوي وأخرج فيلماً قصيراً، لا يزيد على دقيقتين، تضمن أربعة مشاهد تحت عنوان «مصر محدش يتحرش بيها»، مخاطباً المتحرشين في المقطع المصور قائلاً «البنت أجدع منك يا عنتر، في إشارة الى سخرية المصريين من الشاب الفاشل الذي يدعي بطولة عنتر بن شداد». واطلق النبوي حملته عبر موقعي التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، و«يوتيوب».
وشاركت في الحملة الفنانة ناهد السباعي، التي قامت بدور الفتاة المتحرش بها، إذ تظهر في أول مشهد وهي تسير على رصيف أحد الشوارع، فيمسك بها المتحرش، وعندما تصرخ يراه شاب آخر يتحرش بها، فيسرع لإنقاذها، ويشتم والدة المتحرش الذي ينزعج كثيراً لأن الشاب شتم والدته.
فيعلق خالد النبوي «يا سلام، منزعج لشتمه والدتك يا عنتر، أكيد والدتك سيدة طيبة». وفي المشهد الثاني يتم التحرش بها وهي تحمل علم مصر في طريقها إلى ميدان التحرير، فيمسك بها شاب ويسألها «أنت رايحة الميدان»، فترد بانفعال «وانت مالك»، لكنه يستمر في الإمساك بها قائلاً بالعامية المصرية «ما تتلموا وتقعدوا في بيوتكم انتم مالكم ومال الميدان»، فتقوم بضربه بعصا العلم المصري، وفي المشهد الثالث وفي أحد الشوارع يمسك بها شاب ويسقطها بين الأشجار وتحاول نهر الشاب الذي يحاول التحرش بها، وترجوه بقولها «يا رب يخليلك أختك»، فيرد الشاب «أنا معنديش أخوات بنات»، إلى أن تتخلص منه برذاذ حارق وتفر الفتاة هاربة ونظراتها لا تخلو من الاحتقار والاشمئزاز.
وتظهر الفتاة في المقطع المصور الرابع في عملها بأحد المستشفيات، لتفاجأ بأن المصاب أمامها هو الشاب الذي سبق أن تحرش بها، إلا أنها على الرغم من ذلك تقوم بأداء واجبها على أكمل وجه، ليظهر خالد النبوي موجهاً الكلام إلى المتحرش قائلاً «البنت أجدع منك يا عنتر ياللي بتتحرش بيها في الشارع».
واعتبر الاعلامي شادي عبدالله، أن حملة «مصر ما حدش يتحرش بيها»، واحدة من أنجح الأعمال التعبوية التي تفاعل معها الشارع والنخبة في آن واحد. وقال لـ«الإمارات اليوم»، إن صدق النبوي وناهد السباعي في المشاهد القصيرة واختيار المشاهد في شكل مسلسل واختيار موسيقى مؤثرة، جميعها عوامل أسهمت في تحول العمل الى إنجاز كبير، مشيراً الى أن الشعار يردده الآن تلاميذ المدارس وهو أهم أشكال النجاح.
وكانت وسائل الإعلام المصرية المقروءة والمرئية أفردت مساحات واسعة لتناول الحملة والإشادة بها، وخصصت جريدة «الوطن» مساحة ثابتة للحملة بشكل يومي، كما بثت القنوات الفضائية الفيلم مرات عدة، واستضافت عدداً من الإعلاميين والنقاد والصحافيين لتحليل ومناقشة مبادرة النبوي.
وقال صاحب محل ملابس، يدعى حامد عبدالمنعم، إنه شعر للمرة الاولى بأن اصحاب الفن يقتربون من مشكلات الناس الحقيقية، مؤكداً لـ«الإمارات اليوم» أن مشاهد التحرش يمكن أن تفجر المجتمع من الداخل لأنها تمس الأسرة والأخلاق المصرية بشكل مباشر، مشيراً إلى أنه شاهد عيان على مئات الحالات التي شارك هو في إنقاذ فتيات من المتحرشين. وأضاف أن فيلم النبوي تحول الى موضوع للنقاش ويحتل معظم أحاديث الزبائن معه.