صوّتوا لمرشحين لم يسبق لهم العمل في مجالس المحافظات

الانتماءات العشائرية تبرز في الانتخـابــات المحلية العراقية

العراقيون محبطون من الأداء السيئ لمجالس المحافظات. إي.بي.إيه

انعكس إخفاق مجالس المحافظات في العراق في أداء مهامها على الوجه الأكمل، خلال السنوات الماضية، على اختيارات العراقيين خلال عملية التصويت للانتخابات التي انطلقت، أمس، ووفقاً لاستطلاع آراء الناخبين عقب أدلائهم بأصواتهم، تبين أنهم صوتوا لمرشحين لم يسبق لهم العمل في مجالس المحافظات أو يتمتعون بالكفاءة أو بسبب الانتماء العشائري أو الطائفي.

وقال الحاج محسن، وهو رجل كبير في السن يرتدي الزي العربي الشعبي المعروف ويمسك بيده مسبحة، وبجواره زوجته المتدثرة بعباءة واثنتين من بناته: «لولا دعوة المرجعية الشيعية، وعلى رأسها علي السيستاني، بضرورة المشاركة في الانتخابات لما جئت اليوم الى المركز الانتخابي».

وأضاف «المرجعية بالنسبة لنا صمام أمان، وعندما تدعونا للمشاركة فهذا يعتبر أمراً واجب التنفيذ وعلينا الالتزام به، لانه يعكس حرص ورغبة المرجعية في ضرورة الاصلاح من خلال صناديق الاقتراع».

وقال: «منذ أكثر من شهر وانا أتابع البرامج الدعائية للمرشحين والجميع يتحدث عن وعود صعبة التحقيق، بل ولا يمكن تحقيق اية نسبة منها لاسباب عدة، أبرزها شيوع الفساد وغياب ملامح النظام السياسي في البلاد».

وأضاف «حتى يوم (الجمعة) لم يكن لدي أية قناعة بالمشاركة في الانتخابات، لأن مجالس المحافظات شكلت خلال السنوات الماضية صورة سيئة للعمل الاداري والخدمي، لكن توجيهات المرجعية غيرت قناعتي». وأوضح أنه اتفق مع عائلته أن يكون خيارهم في الترشيح لأشخاص لم يسبق لهم العمل في مجالس المحافظات سابقاً «لأن معظمهم أثبت فشله ولم يحقق طموح الناخبين، كونهم اختاروا طريق التصريحات السياسية غير المجدية، وابتعدوا عن هموم الناس ومطالبهم المشروعة».

وإذا كان الحاج محسن حرص على اصطحاب عائلته معه إلى المركز الانتخابي فإن علاء مهدي دخل المركز الانتخابي بمفرده، وقال: «زوجتي وافراد اسرتي قرروا عدم المشاركة في الانتخابات، لقناعتهم بأن هذه الانتخابات لن تأتي بشيء جديد».

وأضاف «يبدو أن حالة الاحباط التي يعيشها السكان جراء فشل مجالس المحافظات في تحقيق مطالبهم في توفير الخدمات ومعالجة مشكلات السكن والبطالة وتوفير مياه الشرب والصرف الصحي، ألقت بظلالها على عدم قناعتهم بالمشاركة في الانتخابات».

وقال: «أنا أعتقد ان الانتخاب هو الخيار لاختيار الاكفأ الذي يتمتع بالمؤهلات العلمية والاكاديمية، وهي محطة لتصحيح المسار وابعاد العناصر السيئة من اصحاب المشروعات الطائفية وقادة الفساد المالي».

وقالت (أم تحسين، ‬42 عاماً): «اخترت مرشحاً أعتقد انه صاحب مشروع حقيقي لاجراء التغيير، على الرغم من قناعتي انه سيواجه صعوبات كبيرة بسبب عدم اكتمال بناء الدولة العراقية، وغياب التشريعات التي تمكن مجالس المحافظات من تقديم افضل الخدمات». وأضافت «علينا الاستفادة من عملية الانتخابات من اجل معاقبة الفاشلين واختيار أصحاب الكفاءة من المرشحين الذين يحملون مؤهلات ورؤية صحيحة بغضّ النظر عن الطائفة والمذهب». وتقوم عناصر من الجيش والشرطة بعمليات تفتيش للناخبين والتحقق من هوياتهم قبيل وصولهم ودخولهم الى المراكز الانتخابية، التي معظمها من أبنية المدارس والمباني الحكومية. وقال جاسم محمد (‬33 عاما): «ذهبت مع زوجتي الى المركز الانتخابي وأدلينا بصوتينا لمصلحة مرشح من ابناء عشيرتي، وهو مهندس اعتقد انه سيحظى بقبول عند الناخبين، لما يمتلكه من مؤهلات، فضلاً عن انه شاب مستقل غير منتمٍ للأحزاب الكبيرة المهيمنة على السلطة». وأضاف «أعتقد ان اختياري لمرشح من ابناء عشيرتي نابع من ضرورة ان يكون لعشيرتنا دور ووجود في مفاصل الدولة».

تويتر