هيلاري كلينتون «2016» لن تكون باراك أوباما
يرغب كثير من الليبراليين في دفعك الى الاعتقاد بأنه قد حان دور هيلاري كلينتون في الرئاسة، لكن هناك ما يبرر الشكوك، غير أن عملها عضواً في الكونغرس، ومن ثم وزيرة للخارجية، سلط الأضواء جيداً على إنجازاتها الرئيسة. وبالفعل هناك عربة تتحرك باتجاه حملة انتخابات الرئاسة الأميركية 2016.
وقالت زعيمة الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ سابقاً، نانسي بيلوسي، إنها تصلي متمنية أن تخوض هيلاري سباق الرئاسة في تلك السنة.
ويعتقد فريق من السياسيين أن المسألة أصبحت مجرد مسألة وقت، وانه «قد حان دورها». كما أعلنت منظمة إميلي للنساء الليبراليات عن اطلاق حملة «السيدة الرئيسة» الهادفة الى ازالة كل الأوهام بشأن احتكار الرجال وحدهم لمنصب سيد البيت الأبيض، وقالت رئيسة المنظمة، ستيفاني تشيريوك، إن جهود الحملة تنصبّ على دعم ترشيح هيلاري كلينتون «فاسمها وحده الذي يشغل عقولنا»، مشيرة إلى وجود اهتمام كبير على المستوى القومي بهذا احتمالات ترشحها والى وجود قائمة بأسماء قيادات نسائية موهوبة ومتميزة يمكن الاختيار منها. كما أشارت منظمة إميلي إلى أن نتائج استطلاع للرأي أشارت الى أن هيلاري تحظى بتأييد 65٪ ممن أخذت آراؤهم، مقابل 31٪ للتالي بعدها، وهو نائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي يعتقد بدوره أنه قد حان دوره ليصبح رئيساً للولايات المتحدة.
قد تستعير السيدة كلينتون صفحة من أوباما الذي غرست حملته إحساساً بأن لأميركا «موعداً مع القدر»، وهي العبارة الشهيرة المأثورة عن الرئيس الأميركي السابق فرانكلين روزفلت، لكي تنتخب أول رئيس لها من أصول إفريقية. وقلما أشار أوباما الى هذه العبارة، على الرغم من إشارته الى الطبيعة التاريخية النادرة لانتخابات الرئاسة التي جاءت به الى البيت الأبيض. وقال مدير حملة أوباما في صيف 2008 سبايك لي: «إن انتخاب أوباما سيغير كل شيء في أميركا، وسيكون عليكم قياس الزمن بمعيار ما قبل أوباما وما بعده». وعلى الرغم من أن بعضنا قد يكون قد فتح عينيه واسعتين على هذا الغلو والمبالغة في المقارنة، إلا أن هذا الأمر كان سبباً في دفع ملايين الشباب الأميركيين الذين يؤمنون بقيم رفيعة ومثاليات وآخرين يشاركون في الانتخابات لأول مرة الى الإقبال على صناديق الاقتراع للتصويت لمصلحة أوباما.
والقضية أنه في 2016 ما الذي سيحدث؟ هناك سبب التشكك، ودع بعيداً حقيقة أنه نادراً ما تمكن حزب من الاحتفاظ بالبيت الأبيض ثلاث ولايات رئاسية متتالية، على الرغم من أن المثال على هذا الأمر مازال قريباً، وهو دخول جورج بوش الأب البيت الأبيض 1988 بعد رئاستين متتاليتين لسلفه الجمهوري مثله رونالد ريغان. وقبل ذلك حدث هذا الأمر مع الرئيس السابق ثيودور روزفلت 1904، ثم مع فرانكلين روزفلت 1940.
ومن اللافت الإشارة الى أن العرق والجنس يعتبران من المفارقات التي لها ترددات سياسية وتاريخية. وعلى الرغم من الرغبة القوية لدى شريحة كبيرة من الأميركيين في رؤية سيدة رئيسة للولايات المتحدة الا ان هذا الطموح يبدو غير كافٍ لاستمالة القلوب الى صناديق الاقتراع كما حدث في 2008 مع أوباما، وذلك لأن اختلاف الجنس ليس بالأهمية ذاتها التي تولى لاختلاف العرق. وبكلمات أكثر دقة فإن خير مثال على أن هيلاري كلينتون ليست باراك أوباما أن أوباما كان في 2008 مجهولاً الى حد كبير مقارنة بمنافسته هيلاري التي ظل اسمها يتردد في وسائل الإعلام على مدى أكثر من عقدين. وبعد تنحيها عن منصب وزيرة الخارجية أشار انصارها الى انها تتمتع بشعبية وقبول كبيرين، غير أن هذه الشعبية لها معنى خاص وكبير ومختلف عند الحديث عن حقيقة بقائها بعيداً عن قائمة فواتح الشهية في صراع قضايا السياسة المحلية على مدى الأعوام الخمسة الماضية. واذا ما قررت خوض السباق الرئاسي فإنه يتعين على السيدة كلينتون العمل بهمة كبيرة لضمان الفوز بتسمية الحزب الديمقراطي لها مرشحاً وحيداً ورسمياً له. وأنشأ مؤيدون للسيدة كلينتون موقعا إلكترونياً الشهر الماضي يحمل اسم «ريدي فور هيلاري» «مستعدون من أجل هيلاري». أكدوا من خلاله أنهم على أهبة الاستعداد لبدء حملة كبيرة لترشيح هيلاري لخوض السباق الرئاسي المقبل نحو البيت الأبيض. ان عملها عضواً في مجلس الشيوخ، ومن ثم وزيرة للخارجية يسلطان الضوء على انجازاتها. وبعد دورها كسيدة البيت الأبيض على مدى ثمانية أعوام من رئاسة زوجها بيل كلينتون، بلغ خلالها الاقتصاد الأميركي مرحلة غير مسبوقة من الازدهار والقوة، تلتها ثماني سنوات أخرى من البؤس والعجز والصعوبة، فإنه يمكن للسيدة كلينتون تحقيق نجاح كبير في الملف الاقتصادي، لكن تبقى حالة الحرج والمرح تحيط بمدى الإثارة والمتعة في خوضها السباق نحو البيت الأبيض وربما كانت بيلوسي على صواب اذا ما باشرت صلواتها لهذا الغرض.
جوناه غولدبيرغ - باحث في معهد أميركان إنتربرايز وعضو في مجلس كتاب «يو إس إيه توداي»