التدخل يجعل الوضع أكثـر سوءاً
الصراع السوري هو عبارة عن حرب طائفية في منطقة متقلبة، ومن المحتمل أن يؤدي تدخل الولايات المتحدة إلى انتشارها وتهديدها مباشرة المصالح الأميركية. ويدور الصراع حاليا بين قوات يتم تمويلها وتسليحها من جهات خارجية، وتشارك فيها أيضا مجموعات دينية خارجية لا تسيطر الجهات الممولة والداعمة عليها مباشرة، وتتمثل هذه المجموعات في السلفيين السنة، والميليشيات المدعومة من قبل إيران، ولا يفوتنا أن نذكر هنا مقاتلي «القاعدة» المناهضين للغرب.
إن التدخل الأميركي سيعمل ببساطة على تحريك العناصر الأكثر تشدداً من هذه الجماعات، ضد الولايات المتحدة الأميركية، ما يؤدي إلى امتداد الصراع إلى الدول المجاورة، ويشعل النار في الأردن والعراق ولبنان.
وتفاقمت الخطورة جراء الضربة الجوية التي نفذتها إسرائيل على مواقع أسلحة مفترضة داخل سورية. ومهما كانت تبريرات تلك الضربة الجوية فإن هذه الحادثة ترسل إشارة إلى بعض الدول العربية بأن هناك مؤامرة خارجية ضدها، هذا الانطباع من شأنه أن يتأكد إذا دخلت الولايات المتحدة الصراع.
أيضا انتشار القتال على نطاق واسع في المنطقة قد يجعل إيران والولايات المتحدة في مواجهة مباشرة، إذ إن أي صراع إيراني أميركي بشان الأزمة السورية قد يمتد حتى إلى أفغانستان، وستستفيد روسيا من كون أميركا متورطة مرة أخرى في صراع بالشرق الأوسط، وسيثير تدخل الولايات المتحدة في المنطقة حنق الصين، التي تريد استقرارا في المنطقة التي تتزود منها بالطاقة.
ومن أجل التقليل من المخاطر المحتملة لهذا الصراع، ينبغي أن يحقق التدخل الأميركي نتائج حاسمة سريعة، من خلال تطبيق القوة الطاغية، ويتطلب ذلك مشاركة مباشرة من تركيا.
الخيارات المختلفة، التي تم طرحها، والتي تتمثل في التدخل من الأطراف، وفرض منطقة حظر للطيران، وضرب دمشق وغيرها من الخيارات، ستجعل ببساطة الوضع أكثر سوءا، وليس من بين هذه الخيارات المقترحة ما تتمخض عنه نتائج استراتيجية ذات جدوى للولايات المتحدة الأميركية، وبدلا من ذلك سينتج عنها سيناريو أكثر تعقيدا، ينطوي على انزلاق خطير إلى أسوأ وضع. الحل الأمثل هو أن نطلب من روسيا والصين دعم انتخابات في سورية، بإشراف من الأمم المتحدة، نامل ألا يشارك فيها الأسد.
زبغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الاميركي من 1977 إلى 1981
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news