«تمرد» تدعو إلى إطاحة مرسي.. وإسلاميون يردون بـ «تجرد» و«مؤيد»
جددت حركة «تمرد» الداعية الى جمع 15 مليون توقيع للمطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة في مصر إيقاع المشهد السياسي، إذ انتشر عشرات الشبان والفتيات أمام مداخل محطات مترو الأنفاق والباصات والسكك الحديدية والأسواق في القاهرة والمحافظات، يوزعون استمارات الحركة، فيما أسس اسلاميون في المقابل حركتين سموهما «تجرد» و«مؤيد» لمواجهة المعارضة، داعين الى تثبيت الشرعية القانونية والدستورية من وجهة نظرهم، كما اطلق «إخوانيون» حملة مقابلة لجمع مليوني توقيع مؤيدة للرئيس، محمد مرسي، في خلال ساعات، في مقصود لإظهار شعبية الجماعة والرئيس المصري.
وقال الناشط في «تمرد»، حسن مصطفى، الذي صحب «الإمارات اليوم» إلى اماكن تركزها في وسط العاصمة المصرية «إن حركة (تمرد) تسعى الى تجديد الخيال السياسي في مصر ما بعد الثورة، وجمع ملايين التوقيعات، ثم دعوة اصحاب هذه التوقيعات إلى التظاهر يوم 30 يونيو أمام الاتحادية لعزل الرئيس مرسي لأنه أخل بالعقد السياسي المبرم بينه وبين جماعة الناخبين المصريين الذين اختاروه».
وأضاف أن «الحركة ابتعدت تماماً عن مقاهي النخبة والحلقات والتجمعات الثقافية المعروفة، وانها نزلت الى وسط التجمعات الشعبية في امبابة وبولاق والوايلي والمطرية وغيرها، كما دخلت معظم الحدائق العامة في عيد شم النسيم واعياد الربيع وستتوجه الى المقاهي الشعبية وتتناقش مع عامة الشعب، وستزور المدارس والمصالح الحكومية وربما تبدأ قريباً حملة الطرق على أبواب البيوت».
وأوضح أن «نشطاء في الحركة ابتدعوا اسلوباً جديداً سموه (تمرد دليفري ) يقوم على توصيل استمارات تمرد الى المنازل».
ورصدت «الإمارات اليوم» في تحركها مع مصطفى مراكز ارتكاز لها في وسط القاهرة اهمها في محطات مترو التحرير والإسعاف ومحمد نجيب، وفي مداخل ميدان رمسيس والعباسية وأمام جامعة القاهرة وميدان الجيزة، كما رصدت حلقات نقاشية يشكلها النشطاء مع المارة حول سلبيات وايجابيات حكم «الإخوان المسلمين» ومرسي.
وقال المتحدث الاعلامي باسم «تمرد»، حسن شاهين، لـ«الإمارات اليوم » إن «هدف الحملة هو إيجاد مخرج ديمقراطي وشرعي للأزمة السياسية القائمة بعد اخفاق (الإخوان) في إدارة شؤون البلاد على الصعيد السياسي والاقتصادي والأمني، ورفض الشارع المصري طريق العنف في الوقت نفسه».
وأضاف أن «تمرد» هي الابنة الشرعية للحركة المصرية من اجل التغيير «كفاية» وتسير على طريق نهجها السلمي «ذي النفس الطويل للتغيير».
وحول «استفزازية» كلمة «تمرد»، وإمكانية تسببها في نفور الناس من الحركة، قال شاهين «إن التمرد هنا مقصود به الخروج من حالة اليأس والسكون التي اصابت الشارع بعد حكم (الإخوان)، وهو بطرحه طريق التغيير السلمي عبر انتخابات مبكرة التي هي آلية معترف بها ديمقراطياً، ينفي أي مدلولات سلبية للكلمة».
ورفض شاهين اتهامات خصوم «تمرد» بخروجها على الدستور، وقال «إن الدستور على الرغم من أنه لم ينص صراحة على اعتبار هذه الآلية، اي الانتخابات الرئاسية المبكرة، ضمن وسائل تغيير الرئاسة، فإنه لم ينص على حظرها، كما اننا نحتمي بمظلة المبدأ الأشمل والأعم بأن السيادة للشعب، وبحق الناس في التغيير السلمي، وحقها في توقيع عرائض الذي هو تقليد مصري راسخ منذ ثورة 1919، وأوضح «إننا لانزال في ثورة ونعتبر ان الشرعية الثورية مرجعية اعلى».
وأشار شاهين إلى أن الحملة نجحت «بدليل استقبال الناس الخرافي لنا في الأحياء والقرى، وبدليل فقد النظام المصري أعصابه وقيامه باعتقال كوادرنا والتحرش بهم في الشارع، سواء باعتقال 10 من نشطائنا في الجامعة ثم اطلاقهم، او احتجاز ثلاثة آخرين في سوهاج بينهم فتاة، او بالتعرض لنا بالضرب في امبابة من عناصر اخوانية، او في محاولة منعنا من الوجود في حديقة عامة ببورسعيد يوم شم النسيم»، وقال «لولا تدخل الناس ضد الإدارة وإجبارهم لها على تركنا على توزيع أوراقنا وإجراء نقاشات داخل الحديقة».
وفي ما يخص مدى وثوقية «الاستمارات الموقعة»، وإمكانية تزويرها، قال شاهين «اتخذنا جميع الإجراءات اللازمة للتوثيق، فالاستمارة تتضمن خانة للاسم، ورقم بطاقة الرقم القومي، وتوقيعاً موثقاً من الشخص الذي جمع التوقيعات من كل 100 استمارة، ونحن سندعو لجنة قانونية مشكلة على اعلى مستوى لفرز الاستمارات».
من جهته، قال منسق الحملة محمود بدر لـ«الإمارات اليوم»، إن عدد متطوعي الحملة وصل حتى الآن الى 8000 متطوع، اضافة الى آلاف المصريين الآخرين الذين يقومون بتصوير الاستمارة ونشرها من دون ان يطلب ذلك احد منهم.
وكشف بدر أن «الحركة تعتزم ربط السياسي بالثوري بالقانوني في تحركها، حيث انها ستتوجه بالتوقيعات بعد وصولها 15 مليوناً الى رئيس المحكمة الدستورية، أو سترفع بها قضية باسم الشعب المصري داعية إلى انتخابات رئاسية، توازياً واقتراناً مع دعوة الشعب للتظاهر».
وأكد بدر أن الحملة عفوية «لم تخرج من رحم اي قوى سياسية»، على الرغم من احتضان كثيرين لها الآن، وإنه وزملاءه كانوا من الداعمين لمرسي في مواجهة أحمد شفيق، من فئة ما اطلق عليهم في مصر «عاصري الليمون» لكنهم يعتقدون أن مرسي خذلهم.
على صعيد مقابل، واصلت جماعة الإخوان المسلمين وأنصار مرسي ومعسكر الأحزاب الاسلامية حملاتهم لمواجهة «تمرد» عبر اشكال مختلفة.
فقد اعلن ناشطون إسلاميون عن تشكيل حركة «تجرد» برئاسة القيادي في حزب «البناء والتنمية» الجناح السياسي لـ«الإخوان»، عاصم عبدالماجد، جمع توقيعات لتثبيت الشرعية والرئيس المنتخب ديمقراطيا والدعوة لدعمه.
وأكد عبدالماجد في تصريحات صحافية ان هدف تجرد هو دعم استمرار الرئيس المنتخب في اكمال ولايته ثم محاسبته لدعم مبدأ الديمقراطية.
وقال في مداخلة مع برنامج «الحياة الآن» على قناة «الحياة»، إن الشعوب المتحضرة تعاقب الرئيس عقب مدة ولايته، سواء كانت أربع أو خمس سنوات، لكن الشعب المصري هو الوحيد الذي ظهرت به «آفة» أن كل طامع في السلطة يدعو لانتخبات مبكرة.
وأكد عبدالماجد أن توقيعات «تجرد» ستفوق تلك الخاصة بـ«تمرد» بمراحل، وان الخطوة التي انتهجتها المعارضة سترتد عليها.
على الصعيد نفسه، أطلق مؤيدون لمرسي صفحة على موقع «فيس بوك» بعنوان «مؤيد» كتبوا تحتها «رئيس صالح تكالب عليه سفهاء قومه وسعوا لإضعافه فقووه».
كما أعلنت مجموعة من شباب «الإخوان» في سوهاج عن اطلاقها حملة لجمع مليوني صوت لمرسي في ساعات، لإظهار استمرار شعبية الرئيس المصري.