أردوغان أثبت أنه يفتقر إلى روح المرح. رويترز

السخرية السياسية تظهر عدم رحابة صدر أردوغان

تحول المحتجون المناهضون للحكومة في تركيا إلى نشر الفكاهة والسخرية من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، الذي حظي بالشهرة لكونه رقيق البشرة.

وفي الوقت الذي استخدمت فيه الشرطة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع، لجأ المتظاهرون إلى السخرية من رئيس الوزراء وسياساته، واضعين نصب أعينهم جيداً أنه سبق لأردوغان مراراً جلب رسامي الكاريكاتير إلى المحكمة لتصويرهم له، وعلى سبيل المثال، في صورة قط تعثر داخل كرة من خيوط الصوف المتشابكة.

وكانت مجلة البطريق «بنجوين» الهزلية قد أفردت غلافها بصورة كاملة لمجموعة من الحيوانات أسمتها «عالم طيب» حيث صورت رئيس الوزراء على شكل فيل وزرافة وقرد وجمل وضفدع وحية وحمار وبطة. ورفع أردوغان قضية تشهير أمام أعلى محكمة في سعيه للتعويض عما لحق به من ضرر، ولكن المطاف انتهى به إلى خسارة المعركة القانونية. وقد أعطى هذا الحكم في حقيقة الأمر دفعة قوية للساخرين لأن يمضوا في طريقهم.

وصوب أحد المتظاهرين في شارع الاستقلال التجاري سهامه باتجاه دعوة أردوغان للشباب من المتزوجين لإنجاب ثلاثة أطفال على الأقل، فتساءل في إعلانه: «هل تريد ثلاثة أطفال مثلنا؟». وانتشرت صور لطائر البطريق في كل مكان بعد أن اختارت إحدى القنوات التلفزيونية بث فيلم وثائقي عن الطائر، بدلاً من عرض المعارك المستعرة في الشوارع.

واستخدم المتظاهرون أيضاً كلمة «كابولكو» التركية التي تعني اللص وهو المصطلح الذي استخدمه أردوغان لوصف المتظاهرين.

وانتشرت أغنية شعبية على شبكة الانترنت استمدت موسيقاها من أفضل أغاني فريق زا بوليس عام ‬1983 «كل نفس تلتقطه» مع إضافة كلمات جديدة ومجموعة من صور الاحتجاجات.

وتقول كلمات نسخة الأغنية التي يتغنى بها المتظاهرون «في كل يوم، أتذكر كل الهراء الذي تقوله، وجـميع الألعاب التي تلعبها، وكل الغاز المسيل للدموع الخاص بك».

وانتشرت على شبكة الانترنت مجموعة لأربعة صور بمجلة رسوم الكارتون النسائية: بيان ياني. حيث يمثل الولايات المتحدة (مؤسس شركة أبل) ستيف جوبز، ويمثل اليونان رئيس الوزراء السابق جورج باباندريو وتحت صورته شعاره «نو جوبز» وتعني بالعربية «لا وظائف» في حين يمثل إيطاليا رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، مع عبارة «بلو جوبز» أسفل صورته وتعني «انسفوا الوظائف».

وأسفل الصور الثلاث صورة لأردوغان وهو مقطب الحاجبين ممسكاً بهراوة ومعه كلمتا «بوليس جوبز»، حيث تعني كلمة جوبز بالعامية التركية «عصا شرطة مكافحة الشغب». يذكر أن تركيا لديها تراث عريق في فن الكاريكاتير، وفي مواجهة حرية الصحافة المقيدة، كان رسامو الكاريكاتير في كثير من الأحيان في وضع أفضل يسمح لهم بمعالجة الموضوعات السياسية عن زملائهم من الصحافيين.

وقد جاب معرض بعنوان «أنف السلطان» المدن الألمانية قبل فترة من الزمن. ويشير عنوان المعرض إلى السلطان عبدالحميد الثاني (‬1842-‬1918) الذي منع النكات التي تتناول أنفه لدرجة أنه فرض حظراً على استخدام كلمة «أنف» نفسها.

وأثبت أردوغان مراراً أنه يفتقر أيضاً إلى روح المرح.

 

الأكثر مشاركة