المصريون يرفضون بلح مرسي والسيــسي و«تمرد»
لم يأتِ شهر رمضان هذا العام، كما اعتاده المصريون، بالفرحة والسعادة وسط إطلاق الألعاب النارية وإقامة الزينات وموائد الرحمن في الشوارع وتبادل التهاني والتزاحم على شراء الياميش وفوانيس رمضان، فقد اختفت كل تلك المظاهر وحل بدلاً منها شعور بالخوف والترقب والحزن، انعكس على أجواء القاهرة عاصمة المصريين، التي يسكنها اكثر من 20 مليون فرد، وعلى كل المصريين في المدن والمحافظات.
«الإمارات اليوم» جالت في شوارع العاصمة بين تجار البلح والياميش والفوانيس، وفيما حمّل مواطنون غلاء الأسعار مسؤولية عزوفهم عن الفرح والشراء، قال آخرون إن الأجواء السياسية هي ما بدل المزاج العام عند الناس.
يقول صاحب «فراشة العبد»، الحاج عبدالكريم العبد، ان مظاهر الفرح برمضان اختفت من الشارع ومن التلفزيون هذا العام، وقال لـ«الإمارات اليوم» إن موسم العمل انتهى تقريباً، حيث اختفت حجوزات موائد الرحمن، متمنياً أن ينتبه النظام الجديد الى عشرات آلاف العاملين في هذا المجال، الذين قطعت أرزاقهم تقريباً.
وقال العبد كان هناك رجال أعمال كبار ومشاهير من أهل الفن ونجوم الرياضة، يقيمون موائد إفطار تسهم في تشغيلنا، لكنهم اختفوا هذا العام.
واكد تاجر الياميش الشهير بشارع الأزهر، محمد الجندي، أن تجار الياميش يتعرضون لأكبر خسارة في تاريخهم هذا الشهر لعزوف الناس عن الشراء.
وقال الجندي لـ«الإمارات اليوم» إن المصريين كانوا يشترون أكثر من 80٪ من احتياجاتهم في الأسبوع الذي يسبق قدوم الشهر الكريم، موضحاً أن حركة البيع حتى الآن لم تتجاوز 20٪من حجم المعروض «وهو ما يؤكد اننا مقبلون على أكبر خسارة في تاريخنا»، كما كشف الجندي عن غياب ظاهرة الشراء الأسري، حيث كانت الأسر تأتي في مشهد احتفالي للشراء، والآن يأتي فقط رب الأسرة للأسواق.
ولأن السياسة دخلت أيضاً في أجواء الشهر الكريم، فقد حاول تجار البلح والياميش كسب كل ألوان الطيف السياسي بإطلاق أسماء رموز العمل السياسي على منتجاتهم.
يقول تاجر البلح، كمال المنوفي «كنا قبل الثورة نطلق أسماء النجوم، مثل ليلى علوي وفيفي عبده ونانسي عجرم، على منتجاتنا، لكن هذا العام هناك بلح السيسي وتمرد ومرسي والبرادعي، وهذه الأسماء تطلق على أغلى أنواع البلح»، وكشف المنوفي عن ظهور اسم مبارك للمرة الأولى على أحد أنواع البلح بعد الثورة، مؤكداً أن المشترين يعترضون أحياناً ويحاولون استبدال تلك الأسماء، لكننا نقول ان جميع الأمزجة السياسية لدينا.
وأكد المنوفي أن التجار «يشعرون بالرعب من خراب بيوتهم بعد مرور اسبوع الشراء قبل رمضان بلا بيع»، وأضاف ساخراً «لم ينفعنا مرسي ولا السيسي ولا البرادعي، ويبدو أننا سنعود لنانسي عجرم مرة أخرى».
والبلح المعروض هذا العام في معظمه منتج مصري ، وتراوح اسعاره بين 12 و60 جنيهاً للكيلوغرام لأنواعه المختلفة: البرتمودا والشامية والسوكوتي والنوبي، وغيرها من التمور المحلية.
وقال المهندس عمار السيد ان الشعب المصري كان يفرح من خلال البرامج والمسلسلات وأحاديث رجال الدين عن الشهر الفضيل، لكن الشاشات تعمل الآن طوال الوقت في السياسة ولا وقت لرمضان، موضحاً أن الأوضاع الاقتصادية انعكست على اسعار السلع وحركة شراء الناس.
وأضاف أن الأسعار ارتفعت بشكل جنوني، خصوصاً في الياميش الذي لا يناسب سعره الفقراء وأبناء الطبقة الوسطى الذين يشكلون اكثر من 80٪ من الشعب المصري.
وفي حي الحسين حيث تجارة الجملة للياميش، تراوح اسعار البندق هذا العام بين 65 جنيهاً و90 جنيهاً للكيلوغرام، بينما يصل «عين الجمل» إلى 75 جنيهاً للكيلوغرام.