قالوا إن الجميع مع حق المصريين في رسم مستقبلهم دون تدخل من أحد

سوريون وفلسطينيون بمصر يؤكــدون حيادهم في الأحداث الجارية

معظم أبناء الجالية السورية في مصر تلتزم الحياد تجاه الأحداث الجارية. الإمارات اليوم

أكد سوريون وفلسطينيون مقيمون في مصر حيادهم تجاه الأحداث الجارية، ودعا حقوقيون كل الأطراف المصرية بمراعاة حساسية وضع الأشقاء العرب الضيوف وعدم توريطهم في الصراع، وشددوا على حق السلطات المصرية في صيانة امنها واعمال القانون، لكن مع التعامل في اطار مواجهة كل حالة على حدة ورفض التعميم.

وقال المعارض السوري والقيادي بالمجلس الوطني جبر الشوفي لـ«الإمارات اليوم»: «إننا منذ بداية أحداث 30 يونيو، ومنذ تظاهرات التحضير لها، التزمنا كأكثرية مطلقة من السوريين بالحياد، ووجهنا كل من نعرفه الى ذلك، احتراماً لإرادة الشعب المصري، وتوجيه قضاياه الداخلية، واحتراماً لحق الضيافة، ولوضع مصر كحاضنة عربية. ودعونا الجميع الى عدم القيام بعمل يسيء الى الأمن المصري، او مناصرة هذا الفريق أو ذاك».

وتابع الشوفي «أصدرنا بياناً باسم فعاليات سورية مستقلة بهذا الشأن، وأصدر (المجلس الوطني) و(الائتلاف الوطني) بيانين شبيهين، والتقينا وفدا من 20 شخصاً يمثلون  اطياف اللاجئين السوريين في مصر، لتوعيتهم بأبعاد ومخاطر التدخل في الشأن المصري، ودعونا الجالية السورية لعدم الوجود في اماكن التظاهرات المصرية، وعدم الاشتراك في فعالياتها».

واستطرد الشوفي «أن استقرار الأغلبية السورية على هذا الرأي لا يعني عدم وجود استثناءات، فهذه مسألة لا يمكن التحكم فيها، فإذا وجد سوريون وراءهم ارتباطات سياسية او عقائدية بهذا الطرف او ذاك، فعلى السلطات المصرية معاقبتهم كأفراد واعمال صحيح القانون ضدهم دون مواربة، ودون تعميم».

وقال الشوفي «إن هناك اجواء من القلق تعم الجالية السورية خوفا من اتخاذ اجراءات ضارة بحقهم، بسبب سلوكيات قليلة، خصوصا أن الاجراءات الاخيرة الخاصة بضرورة حصول السوريين على تأشيرة دخول الى مصر، والحصول على موافقات امنية من سفاراتهم، اثارت شيئا من القلق عند البعض، وهناك من اصبح بسببها  غير قادر على العودة او التحرك». وناشد الشوفي السلطات المصرية، التي اتخذت بادرة ايجابية  بجعل التأشيرة مجانية،  بالعودة الى الغاء تلك الاجراءات او دراسة تطبيقها على نحو فردي، بما يحقق استهدافها الامني من جهة ودون الاضرار بآلاف السوريين من جهة اخرى، تماشياً مع الروح التي اعتادها السوريون من مصر، ومراعاة للظروف فائقة التعقيد التي يعيشونها في  الوقت الراهن».

وقال مسؤول مكتب «تنسيقية الثورة السورية»  بالقاهرة رياض درار لـ «الإمارات اليوم»: «إن مصلحة السوريين تحتم عليهم عدم الانجرار للصراع، وأن يتركوا شأن مصر للمصريين، وألا يوجدوا في اماكن الاحداث». وتابع درار بالقول إن « تنسيقية الثورة اصدرت بيانات من دمشق والقاهرة تدعو لاجتناب المشاركة، كما اننا في التنسيقة  سعينا عبر القنوات الشخصية، والدبلوماسية، والاتصالات بالقوى السياسية الى  تجاوز الاحداث الصغيرة، ومعالجة مواقف معينة حدثت مع سوريين».

في الاطار ذاته، قال الناشط السياسي والحقوقي السوري منصور الاتاسي لـ«الإمارات اليوم»: «إننا اجتمعنا قبل 30 يونية بالجالية السورية، وطالبناها بالحياد في الاحداث، والتزمت الغالبية بهذا الموقف، وحتى القلة التي لم تلتزم، طالبناها من منبر الاعلام بعدم حمل العلم السوري، وتحمل موقفهم بشكل شخصي». وندد الاتاسي بالحملة الاعلامية التي تشنها اقلام مغردة خارج السرب، ضد الجالية السورية في مصر، وقال «إن غالبية الاعلاميين  المصريين يدافعون عن الشعب السوري، باعتبار انه شعبهم ايضاً، ويثمنون العلاقة الخاصة التاريخية بين مصر وسورية، بدءا من الزمن القديم وحتى عصر الوحدة وأكتوبر، لكن افراد ا قليلين لهم خلفيات خاصة  يشوهون هذه العلاقة ربما دون ان يقصدوا عبر المبالغة في حالات عابرة، ونحن نتواصل مع وسائل الاعلام المصرية لتصحيح ذلك».

وقال السوري نزار الخطيب، الذي يعمل في محل مخبوزات بميدان الحصري بمدينة 6 اكتوبر معلقاً: ان «غالبية السوريين، وأنا اتكلم كشخص عادي، لا علاقة لنا بالصراع السياسي الجاري في مصر، ولا نذهب الى رابعة او التحرير او النهضة، لكن هناك اشخاص لهم توجهات، وهناك قوى سياسية مصرية،  استهدفت استقطاب سوريين في الصراع، لكن لا هذا ولا ذاك له حجم كبير يعتد به، لأن السوري العادي يعتبر نفسه في ضيافة، ويحلم بالعودة بعد انتصار ثورته، ويتوخى الحذر في ما عدا ذلك».

الجدير بالذكر ان صحفاً مصرية عدة نشرت تقارير متواصلة عن وجود مئات السوريين، وعشرات الفلسطينيين في اعتصام رابعة العدوية، الذي يقوده «التحالف الوطني من اجل الشرعية»، الداعي لعودة الرئيس المعزول محمد مرسي، وعن وقوع حالات تحرش بمواطنيين سوريين على خلفية الاعتقاد بموالاتهم اعتصام رابعة.

من جهته، قال الناشط والكاتب الفسطيني راجي الصوراني، لـ«الإمارات اليوم»: ان «الشعب الفلسطيني لن يدافع عن نفسه تجاه اي هجمات اعلامية، فما بين الشعبين المصري والفلسطيني من وشائج اقوى من اي استهدافات، والمثقفون الوطنيون المصريون، والتيار الغالب في الاعلام المصري عودنا ان يقف مع الشعب الفلسطيني قبل ان نفكر نحن كفلسطينيين في ذلك، وقد شهدنا منه ذلك في محطات عدة، واصعب مما نحن فيه الآن، فهم (الاعلام والشعب المصريان) لا يقبلان ان يكون الشعب الفلسطيني وقودا لصراعات سياسية عربية».

من جانبها، أعربت  المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بيان عن قلقها إزاء تنامي الحملة العدائية بحق الفلسطينيين والسوريين في جمهورية مصر العربية. وقالت  المنظمة انها تقدر «الحالة الاستثنائية التي تمر بها مصر حالياً، وما تردد عن تورط بعض الأفراد من مواطني البلدين من الجماعات الحليفة لجماعة الاخوان المسلمين في الأحداث، والمحالين إلى النيابة العامة، لكنها في الوقت ذاته تعرب عن استيائها الشديد تجاه حملات التعميم والتخوين وخطاب الكراهية». وقال البيان: ان «المنظمة اذ تتمسك  بأهمية فرض سيادة القانون كضمان أساسي لحماية حقوق الإنسان، وما يتطلبه ذلك من أهمية ضبط ومعاقبة الجناة المتورطين، أياً كانت جنسياتهم وانتماءاتهم، ومنع الإفلات من العقاب لمن يثبت تورطهم في جرائم، فإنها تدعو السلطات المصرية للعدول عن إجراءاتها الاحترازية في أقرب وقت ممكن، وتخفيف آثارها في الوقت الحالي. كما تناشد المنظمة وسائل الإعلام تحري الدقة فيما يتم تداوله من معلومات، حول تورط افراد من البلدين الشقيقين في جرائم وقعت خلال الأسبوعين الماضيين، لا سيما أن بعض الحالات التي تناولتها بعض وسائل الإعلام وتابعتها المنظمة قد تأسست على معلومات غير صحيحة، وشكلت في بعض الأحيان ضرراً مباشراً على حرية أبرياء غير متورطين، وفي أحيان أخرى خطراً داهماً على سلامة مشتبه فيهم».

تويتر