أكد أن الفصائل المسلحة مستعدة أكثر من النظام لقبول الحل السياسي
معارض سوري: مبادرة «تســليم الكيماوي» اقتراح من هيئة الــــتنسيق
كشف امين هيئة التنسيق الوطنية السورية حسن عبد العظيم، ان المبادرة الروسية بتسليم دمشق سلاحها الكيماوي هي مسودة مفصلة، اقترحتها المعارضة السورية على موسكو، واكد عبد العظيم على تمسك الهيئة بثلاثية «رفض النظام الاستبدادي الحاكم، ورفض التدخل الاجنبي، ورفض ا لعنف من كل الاطراف»، وشدد على عدم وجود اي اتصالات بينهم وبين النظام رغم وجودهم بالداخل بعدان قطع نظام بشار الاسد السبل امام الثورة السلمية , فيما اعترف عبد العظيم بتلقي الهيئة لرسائل مباشرة من المعارضة المسلحة تؤكد جاهزيتها للحل السياسي، متهما في الوقت نفسه «المجلس الوطني السوري» بالنكوص عن تنفيذ مقررات مؤتمر المعارضة السورية بالداخل والخارج، بعدم انشاء لجنة متابعة «استجابة لضغوطات خارجية».
وتفصيلا، كشف امين هيئة التنسيق السورية لقوى التغيير الديمقراطي حسن عبد العظيم في حوارخاص لـ «الامارات اليوم» بالقاهرة، عن ان »المبادرة الروسية بشان وضع الاسلحة السورية الكيماوية تحت اشراف دولي، استندت الى مبادرة هيئة التنسيق التي قدمتها الى السفير الروسي الكسندر استبلين، فاخذتها موسكو وادخلت عليها تعديلات، لتحول دون الضربة الصاروخية الاميركية لسورية. وتابع ان مبادرة هيئة التنسيق المقدمة، تستند الى اربع نقاط وهي، ان يتم توافق دولي على وضع الكيماوي تحت اشراف روسيا، ثم يسلم لاحقا الى حكومة انتقالية، والتعجيل بعقد جنيف 2 ،على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في جنيف1، وان يكون وقف النار المتزامن متضمن في روزنامة جنيف 2, وان يتم تسليم السلطة بشكل عاجل الى الحكومة الانتقالية. وقال عبد العظيم ان الهيئة «ترفض ما يسمى بالضربة العسكرية لسورية، وترفض اي تدخل عسكري اقليمي او دولي مباشر ممتد، او ضربة خاطفة، وتعتبره عدوانا على سورية (الشعب والوطن والدولة) وليس موجها للنظام، وانه لايصب في مصلحة الشعب السوري ولا الثورة السورية الظافرة، للتحرر من نظام الاستبداد والفساد». وتابع عبد العظيم «ان العدوان يستهدف استكمال تدمير الجيش السوري وامكاناته الاستراتيجية، وسحب سورية الى مصير العراق، وهو استكمال لحرب الوكالة التي يتم خوضها على الارض السورية، حيث استقدمت دول اقليمية جماعات متشددة من دول عربية، وافريقية، وآسيوية، واوربية، لتقاتل وتتقاتل، كما استقدم النظام في المقابل قوات لبنانية وعراقية، ليجري الجميع فوق الارض السورية حربا عبثية تهدف الى تدمير الدولة، ووقوع ضربة في هذه الاجواء، لن ينتهي الا بتقسيم الوطن السوري، وسيطرة المجموعات المسلحة، ومنها جبهة النصرة وانصار تنظيم (القاعدة) ودولة الشام والعراق على البلاد». واضاف عبد العظيم » ان هيئة التنسيق ضد العدوان, لكنها لن تقف في خندق واحد مع النظام لحماية الاستبداد , وستدعو لتكوين مقاومة شعبية اذا حدث اي اعتداء على الوطن السوري».
وشدد عبد العظيم على «ان هيئة التنسيق، عكس قوى اخرى، تمتلك وجودا بالداخل الشعبي السوري، ولديها رؤية تحوز احترام اطراف داخلية وعربية ودولية، تقوم على ثلاثية رفض الاستبداد، ورفض التدخل الاجنبي، ونبذ العنف, وقد نجحت في التوصل لاتفاق مع «المجلس الوطني» في 30 نوفمبر 2102 وتم ارساله الى الجامعة العربية، لكن اطرافا خارجية ضغطت على المجلس للتراجع عنه بعد ساعات، كما نجحت الهيئة في عقد مؤتمر لـ «المعارضة السورية بالداخل والخارج»، في 2 يونيه 2012، لكن نفس الاطراف اعادت عرقلتها لمقرراته، مما دفع المجلس الوطني لرفض تنفيذ قرار المؤتمر بتشكيل لجنة متابعة».
واقر عبد العظيم «بعدم وجود اي اتصال بينهم وبين النظام السوري منذ 2011، رغم وجودهم بالداخل، لاصرارهم على انه لا يمكن ان يكون هناك تفاوض في ظل استمرار الحل الامني والعسكري»، كما اقر بانه «لا توجد اي صلة بينهم وبين الفصائل المسلحة، على قاعدة رفضهم مبدأ عسكرة الثورة السورية», لكنه استدرك «ان الهيئة تعتبر من انشق عن الجيش النظامي، لرفضه اطلاق النارعلى المتظاهرين منضما للثورة، على ان لا يقدم بالهجوم على مؤسسات الدولة». كما اشارعبد العظيم الى «بعث بعض الفصائل المسلحة رسائل تؤكد قبولهم للحل السياسي، على عكس النظام «كان آخرها عندما اتصل مجلس التنسيق عسكري اخيرا بالقيادي في هيئة التنسيق الوطني منذر خدام، مبلغا اياه استعداده للالتزام بهدنة تمهيدا للشروع في الحل السياسي».
ضيف المعتقلات الدائم
ينتمي حسن عبدالعظيم الى جيل الوحدويين العرب الستيني الذي انفق حياته ما بين السلطة والسجون، حيث اسس مع المفكر القومي جمال الاتاسي حركة االاشتراكيين العربب عام 1961، ثم االاتحاد الاشتراكي العربيب في بيروت عام 1964، واستمر به حتى 31 مارس 2000، ليتولى امانته العامة بعد رحيل الاتاسي.
مارس عبدالعظيم معارضته للبعث السوري، على اسس قومية ووحدوية في الستينات والسبعينات، ومع اندلاع ثورات الربيع العربي، صاغ عبدالعظيم مع آخرين الخطوط العريضة للوثائق السياسية لهيئة التنسيق الوطني، الهيكل السياسي الجامع للمعارضة السورية بالداخل. اعتقل عبدالعظيم ثماني مرات في حياته منها مرتان عام 1963ومرة ثالثة في مارس 1964 ورابعة في مايو 1968 وخامسة 1969، وسادسة عام 1975، وسابعة لرفضه دخول سورية الحرب ضد العراق عام 1991، ثم اخيراً في 30 ابريل 2011، بعد اتهام الهيئة بتزعم تظاهرات الحراك السلمي ضد نظام بشارالأسد في درعا وريف دمشق وحمص وحماة.
هيكل يسأل سورية رايحة على فين؟
كشف الأمين العام لهيئة التنسيق الوطني حسن عبدالعظيم لـ االإمارات اليومب عن لقاء خاص تم بين وفد من الهيئة برئاسته، ومشاركة امين قطاع الوطن العربي محمد حجازي، وأمين مكتب مصر رياض ضرار، وبين الكاتب الصحافي المصري المعروف محمد حسنين هيكل، بمكتب هيكل ببرقاش، لنقاش آخر تطورات الوضع السوري.
وقال عبدالعظيم ان هيكل بادرنا في الحوار بقوله: سورية رايحة على فين؟ وظل في معظم الوقت في موقع السائل والمستمع، بحثاً عن تعقيدات لا يدركها بشأن الوضع السوري. وأكد عبدالعظيم وصول النقاش مع هيكل في مسائل اساسية الى درجة التطابق، خصوصاً في مسألتي الموقف من التدخل الاجنبي، وتأثيرات ما يحدث على الأمن القومي العربي.
وشدد عبدالعظيم، على ان هيكل جدد في الحوار تأكيده اختلافه منذ زمن بعيد مع النظام السوري وتوجهاته، ولكن كان جل اهتمامه منصباً على تأثيرات السيناريوهات المختلفة على مستقبل سورية، ومحيطها العربي الإقليمي، ومستقبل الأمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news